تعد الملكة إليزابيث الثانية، جزءًا عزيزًا وثابتًا من الحياة العامة فى المملكة المتحدة، وتعتبر صورتها مهمة للشعب البريطانى ومحبيها حول العالم الذين ينظرون باهتمام لكل تفاصيل حياتها المعلنة، وبما فى ذلك الاهتمام الكبير بملابس ملكة بريطانيا والألوان التى ترتديها والذى تعد أكثر أهمية مما يعتقد الكثيرون، حيث أن كل اختيار للملكة له دلالته ولا يكون اختيارًا عشوائيًا.
ووفقا لتقرير نشرته شبكة "CNN" الإخبارية، تُسهّل الألوان الزاهية مثل الأصفر، والوردي، والأرجواني، والأخضر المائل إلى الصفرة، رصد الملكة بين الحشود الكبيرة، أما خزانة ملابس الملكة فهي مميزة، ونتجت عنها كتبًا كاملة مخصصة لتسجيل إطلالاتها الزاهية.
وفي كتاب "Our Rainbow Queen"، لاحظت الصحفية الويلزية سالي هيوز، ما تأخذه الملكة بعين الاعتبار عندما يتعلق الأمر بالألوان، فهي لا ترتدي اللون الأخضر في الأماكن العشبية، ولا الألوان الداكنة على المفروشات الداكنة، ويُعد التزام الملكة بالألوان الزاهية علامة احترام تجاه أولئك الذين يأخذون من وقتهم لدعمها بشكل شخصي، كما قالت كونتيسة ويسيكس، صوفي ريس جونز، في فيلم وثائقي يُدعى "The Queen at 90" عام 2016: "إنها - أى الملكة - بحاجة لتكون بارزة حتى يتمكن الأشخاص من القول: لقد رأيت الملكة".
صورة للملكة وهي تمارس ركوب الخيل
وساهم مصممون بريطانيون، وهم نورمان هارتنيل، وهاردي آميس، وستيوارت بارفين، وأنجيلا كيلي في تطوير أسلوبها بالأزياء، والابتعاد عن الصيحات التي يمكن أن تفقدها شعبيتها بسرعة، وقالت كيلى: "أنا أبحث عن الحركة بمواد ناعمة، وخفيفة، وقد أقوم حتّى بتشغيل مروحة لأرى كيف ستتحرك في وجه هبوب النسيم، ومع تغير الضوء، أو عند انتقال صاحبة الجلالة إلى مساحة داخلية، سيكون لهذا تأثير على لون ونسيج القماش، ويجب أخذ ذلك في عين الاعتبار".
وفي العادة يُصاحب مظهر الملكة أحادي اللون عقد من اللؤلؤ بثلاثة خيوط، ودبوس ذهبي، أو فضي، وحقيبة يد تتدلى من مرفقها، وعند قضاء فترات بعد الظهر الطويلة في المشي في أراضي ملكية "بالمورال" في اسكتلندا، تستبدل الملكة إطلالاتها الزاهية بملابس ريفية ذات ألوان هادئة.
الملكة خلال زيارة إلى النصب التذكاري للقوات الجوية الملكية الأسترالية
إطلالات بارزة لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية
ويقول التقرير، "بالتأكيد لملابس الملكة دور في المناسبات الدبلوماسية بقدر ما هى طريقة للتعبير عن هويتها، ففي عام 2011، أصبحت الملكة أول شخص ملكي بريطاني يزور جمهورية أيرلندا منذ إنشائها، وأول من دخل البلاد منذ قرن".
وأظهرت الملكة ببراعة إمكانات القوة الناعمة للأزياء، إذ أنها وصلت إلى دبلن وهي ترتدي معطف أخضر اللون، وقبعة مطابقة، أي اللون الوطني لأيرلندا، وفي وقت لاحق من الزيارة، ارتدت الملكة ثوبًا حريريًا أبيض اللون، ومزينًا بأكثر من ألفين من نباتات النفل المطرزة يدويا، ودبوسا لقيثارة أيرلندية مصنوع من كريستال سواروفسكي.
الملكة اليزابيث وسط أفراد العائلة بملابس زاهية باللون الأخضر