13 عامًا مرت من عمر إسلام المولود فى العام 1999، وهو محاصر بمرض متلازمة توريت النادر "Tourette Syndrome" الاضطراب العصبى الذى دائما ما يظهر فى سن الطفولة ويعانى المصاب به من حركات وتشنجات غريبة وتصرفات صوتية وترديد كلمات بذيئة بشكل لا إرادى.
بدأت رحلة متلازمة مع إسلام ببعض الحركات البسيطة التى دفعته للذهاب إلى عدد من الاطباء المتخصصين فى أمراض المخ والأعصاب، لكن مازالت معاناة إسلام كما هى لم تتغير، أدوية من أنواع مختلفة، مخدرة ومنومة، حاول عدد من الاطباء تقديمها لإسلام دون جدوى؛ وفق ما أكد إسلام لـ"اليوم السابع".
قال إسلام: أصيبت بمتلازمة توريت منذ 13 عامًا، وهو مرض نادر جدا، دمر حياتى بالكامل منذ تملكه منى، وفجأة وجدت نفسى أمارس حركات لا إرادية واتلفظ بعبارات بذيئة لم أسمعها طيلة حياتى، وكل هذا جعلنى أعانى من حياتى بالكامل، لا أستطيع الخروج من المنزل، والشارع يرفض الاعتراف بمرضى ومعاناتى، هناك من يهاجمنى ويتهمنى بتعاطى المواد المخدرة، وغيرهم يتعامل معى وكأنى شاب تافه يقدم عرضًا بهلوانيًا أمام المارة، كلمات توجه لى يومًا بعد يوم وإشارات تطاردنى من الجميع فى الشارع، وعند مواجهتهم يجهلون تمامًا أسم المرض، ووسط كل 100 شخص يهاجمنى يخرج من يدافع ويدعمني.
علاء عبد الكريم والد إسلام، قال: ابنى مر بطفولة رائعة، كان متفوقًا فى دراسته ومجتهد، ويحصد دائما المركز الأول حسب الشهادات التقديرية الحاصل عليها قبل ظهور أعراض أصابته بمتلازمة توريت النادرة.
وتابع والد المريض: عقب التحاقه بالمرحلة الإعدادية ظهرت عليه بعض التصرفات الغريبة، كانت بدايتها حركات رعشة متكررة فى العين والوجه بشكل مستمر، فقررنا الذهاب لطبيب متخصص فى الأمراض العصبية، ليعرف إصابته بمتلازمة توريت، التى لا نعلم عنها شيء.
واستطرد علاء: تحركنا سريعًا لعرض حالة إسلام على أكثر من طبيب، لمحاولة فهم ما يحدث وسرعة علاجه، وبعد معاناة أيام وأسابيع وشهور بل وسنوات، وأدوية مختلفة ومتعددة بعضها خاص بمرضى الاكتئاب والمتعافين من تعاطى المخدرات، وأخرى تستخدم لعلاج الأمراض الخطرة المنتشرة، ظلت حالة إسلام تزداد سوءا.
هنا التقط إسلام من والده أطراف الحديث وقال: عندما قررت التعامل مع المرض، نزلت للشارع وتعاملت مع متطلباتى، فوجدت الجميع يتنمر، من استقلالى سيارات الأجرة وسائقيها أيضا، وبعض المارة فى الشارع، منهم من يقول أننى أعانى من كهرباء فى المخ، ولكن ظللت أتعامل بهدوء شارحًا معاناتى، فمنهم من يتقبل ومنهم من يستمر فى تنمره، وتبقى حالتى النفسية فقط هى التى تصارع هذه المأساة، أصبحت أشعر بالحزن لعدم قدرتى على التعايش مع أصدقائى والشارع، ولا أستطيع العمل بهذه الحالة.
جدة إسلام، سيدة بشوشة تجلس دائما بالقرب من باب غرفته، والمصحف لا يفارقها، ولا تتوقف عن الدعاء بالشفاء العاجل، قالت لنا: الكل يحب إسلام فهو إنسان طيب محترم، يحب كل الناس وهادى، حتى وهو فى مرحلة إصابته بالمرض التى جعلته يسب بشكل مستمر لم يغضب منها أهل البيت ولا العائلة بل جميعهم حزينون عليه جدا، ويتمنون لو أن أحدا استطاع المساعدة فى العثور على علاج.
والدة أسلام قالت: أنا كأم تشاهد أبنها فى هذه الحالة يوميا، أشعر بمرارة وألم لا أستطيع وصفة، قلبى يتقطع فى كل لحظة، ولكن قضاء الله لا يقابل باعتراض، سمعنا عن وجود علاج لابنى فى الولايات المتحدة الامريكية لكن قدرتنا المادية لا تتناسب مع السفر والعلاج.
الدراسات العلمية تؤكد أن المصابين بمتلازمة توريت حياتهم بها بعض الاضطرابات الصحية ومليئة أيضا بالحيوية بالرغم من التحديات التى تواجههم وسط المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة