سراي الحقانية هو قصر تاريخي يقع في ميدان المنشية بالإسكندرية، كان في السابق مقرًا للمحاكم المختلطة، وما زال يستخدم كمحكمة حتى اليوم، وتعد محكمة استئناف الإسكندرية والمعروفة بـ"سراى الحقانية"، أقدم وأعرق محكمة بمصر، فقد تم بناؤها عام 1869، تحت إشراف المهندس الإيطالي لازروف، وتم الانتهاء من بنائها وافتتاحها عام 1875، وعقدت أول محاكمة بها عام 1876.
فى افتتاح المحكمة، أهدى الخديوى للمحكمة لوحه مميزة بإطار ذهبى تقدر بملايين الدولارات فى الوقت الحالى، وهى للفنان النمساوى تروجييه بول.
تتكون المحكمة من اربعة طوابق الأول على مساحة 3 آلاف متر مربع، يوجد به نيابة الأحوال الشخصية والولاية على النفس والمجلس الحسبى، والأرضى قاعات لجلسات الاستئناف العالى وتجارى وعمال ومدنى، ومكان مخصص لحفظ القضايا.
كما شهدت المحكمة أشهر القضايا والمرافعات ومنها قضية ريا وسكينة وسفاح الإسكندرية ووقوف قامات فى مهنة المحاماة، مثل إسماعيل سرى باشا اول نائب عام مصرى، وقاسم أمين وعبدالعزيز فهمى أول رئيس لمحكمة النقض، والشيخ محمد عبده، وتضم عددًا كبيرًا من الوثائق والمقتنيات العامة التى تعد شاهدًا على تاريخ القضاء المصرى والمحاماة، وحقبة هامة فى تاريخ مصر بدءًا من الملكية وحتى الجمهورية.
وشهدت بجوارها حادث إطلاق النار على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى ميدان المنشية المقابل لمحكمة الحقانية، وهو المكان الذى اختاره الرئيس الراحل لكى يلقى فيه كلمته ويخاطب جماهير الشعب المصرى نظرا لأهمته التاريخية.
من المقرر أن تفتتح وزارة العدل، الخميس المقبل ، متحف مقتنيات سرايا الحقانية بمحكمة الاستئناف، بحضور مجلس القضاء ورؤساء محاكم الإسكندرية، ويضم المتحف مقتنيات وزارة العدل فى أشهر القضايا؛ منها قضية ريا وسكينة وصور نادرة ومحاضر ومستندات أصلية لأشهر القضايا فى التاريخ، والتى كانت متواجدة فى مبنى سرايا الحقانية القديمة وجرى نقلها إلى متحف بمحكمة الاستئناف للحفاظ على هذه المقتنيات.
يذكر أن هذه المقتنيات منذ عشرات السنين كانت متواجدة فى محكمة الحقانية، وهى أقدم محكمة شهدت أكبر المحاكمات فى التاريخ، وحرصت وزارة العدل على الحفاظ على هذه المقتنيات النادرة ووضعها فى متحف وحمايتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة