ينتشر جدري القرود في أوروبا والولايات المتحدة، ويحير العلماء بسبب انتشاره في بلدان لا يتوطن فيها الفيروس مثل افريقيا، وقد سجل مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي حتى الآن، 700 إصابة بجدري القرود حول العالم، كما تقوم الولايات المتحدة بتوزع 1200 لقاح، و100 جرعة علاج سُلمت إلى ولايات أميركية قدمتها لأشخاص خالطوا مصابين.
توصيات مركز السيطرة على الامراض
وأكد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي، أنه قدم إرشادات وتوصيات مهمة للمصابين بعد تسجل أكثر من 700 حالة إصابة بجدري القرود على مستوى العالم، بينها 21 في الولايات المتحدة في وقت تشير التحقيقات إلى أن المرض ينتشر داخل البلاد، وجميع المصابين بجدري القرود في الولايات المتحدة هم في مرحلة التعافي أو تعافوا بالفعل، ولم ترصد أي وفاة ناجمة عن الإصابة
وقالت جنيفر ماكويستون المسؤولة في مركز السيطرة على الأمراض، "سُجلت بعض الحالات في الولايات المتحدة نعلم أنها مرتبطة بإصابة معروفة".
وأضافت: "كما لدينا حالة واحدة على الأقل في الولايات المتحدة غير مرتبطة بسفر ولا يعلم المصاب كيف أصيب".
وأوضحت، أن جدري القرود مرض نادر يمكن أن ينتقل من الحيوان للإنسان وبالعكس، وتشمل أعراضه الحمى وآلام العضلات وتضخم الغدد الليمفاوية والقشعريرة والإرهاق وطفح جلدي يشبه الجدري على اليدين والوجه، ويبقى المصاب معدياً حتى تتقشر كل البثور ويتكون جلد جديد.
والمرض عموماً متوطن في غرب ووسط إفريقيا، وسجلت إصابات به في أوروبا منذ مايو ويتزايد منذ ذلك الحين عدد الدول التي رصدته على أراضيها، ونشرت كندا الجمعة حصيلة إصابات جديدة بلغت 77حالة جميعها في مقاطعة كيبيك.
كمية لقاحات كافية
من جهته، قال راج بنجابي المسؤول في قسم الأمن الصحي العالمي والدفاع البيولوجي في البيت الأبيض، إن 1200 لقاح و100 جرعة علاج سُلمت إلى ولايات أميركية قدمتها لأشخاص خالطوا مصابين، ويوجد حالياً لقاحان مرخصان، "اكام2000" و"جينيوس"، اللذان طورا أساساً لمكافحة الجدري.
ووفقا لما ذكرته وكالة فرانس برس، إنه برغم القضاء على مرض الجدري منذ عشرات السنين تحتفظ الولايات المتحدة بكمية احتياط استراتيجية من اللقاحات، لاستعمالها في حال تم استخدام هذا الفيروس كسلاح بيولوجي، واللقاح "جاينيوس" هو الأحدث، ويسبب عوارض جانبية أقل من "اكام2000".
من جانبها قالت دون أوكونيل المسؤولة في دائرة الصحة والخدمات الإنسانية في البيت الأبيض، "لا يزال لدينا لقاحات بكميات أكثر من كافية" ، في أواخر مايو أعلن مركز السيطرة على الأمراض إن لديها 100 مليون جرعة من "اكام2000" وألف جرعة من "جاينيوس"، وأجاز مركز السيطرة على الأمراض عقارين مضادين للفيروس كانا يستخدمان لعلاج إصابات الجدري، هما "تبوكس" و"سيدوفوفير".
وقالت ماكويستون: "يمكن أن يصاب أي شخص بجدري القرود، مضيفة، نحن نراقب بعناية المرض الذي قد ينتشر في أي مجموعة، وبالنسبة لتعريف الحالات المشتبه بها، فشرحت ماكويستون أنه "ينبغي أن يكون أي شخص مصاب بطفح جلدي بسمات جديدة"، وأي شخص يعتبر موضع شك كبير في حال سفر ذي صلة أو مخالطة وثيقة.
من جانبه كشف الدكتور تيدروس ادهانوم جبريسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، إنه تم الإبلاغ عن أكثر الحالات المؤكدة حتى الآن فى 30 دولة غير متوطن فيها فيروس جدري القرود، مؤكدا، إن التحقيقات جارية، لكن الظهور المفاجئ لجدري القرود في العديد من البلدان في نفس الوقت يشير إلى أنه ربما كان هناك انتقال غير مكتشف لبعض الوقت.
وقال، حتى الآن، تم الإبلاغ عن معظم الحالات بين الرجال الذين مارسوا الجنس مع رجال تظهر عليهم الأعراض في عيادات الصحة الجنسية، تعمل هذه المجتمعات جاهدة لإبلاغ أعضائها بمخاطر جدري القرود ومنع انتقاله، مضيفا، لكن يجب علينا جميعًا أن نعمل بجد لمحاربة وصمة العار، وهذا ليس خطأً فحسب، بل يمكن أيضًا أن يمنع الأفراد المصابين من طلب الرعاية، مما يجعل من الصعب إيقاف انتقال العدوى.
تحث منظمة الصحة العالمية البلدان المتضررة على توسيع نطاق المراقبة، للبحث عن الحالات في المجتمع الأوسع، يمكن أن يصاب أي شخص بجدرى القرود إذا كان على اتصال جسدي وثيق مع شخص آخر مصاب.
وأوضح، إن الوضع آخذ في التطور، ونتوقع استمرار العثور على المزيد من الحالات، موضحا، إنه من المهم أن تتذكر أنه بشكل عام، تختفي أعراض جدري القرود من تلقاء نفسها، ولكن يمكن أن تكون شديدة في بعض الحالات.
وقال، تواصل منظمة الصحة العالمية تلقي تحديثات بشأن حالة الفاشيات المستمرة لجدري القردة في البلدان الأفريقية حيث يتوطن الفيروس.
أولويات منظمة الصحة العالمية الآن هي:
1. توفير معلومات دقيقة للمجموعات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بجدري القرود
2.منع المزيد من الانتشار بين الفئات المعرضة للخطر
3. حماية العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية
4.تعزيز فهمنا لهذا المرض
وأوضحت منظمة الصحة العالمية، إن معظم الإصابات في بريطانيا أي حوالى87 % منهم كانت بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و49 عاما.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أصيب معظم مرضى المملكة المتحدة بالفيروس في المملكة المتحدة وليس في الخارج، وهو أمر مهم لأن المرض المداري في السابق كان يقتصر على عدد صغير من الأشخاص الذين لديهم روابط سفر إلى إفريقيا.
قال المسؤولون إن فرق تتبع جهات الاتصال ربطت تفشي المرض مرة أخرى بـ "حانات المثليين والساونا. كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية الأسبوع الماضي أن تطبيق Grindr أكبر تطبيق مواعدة للمثليين في العالم قد نبه مستخدميها من أعراض جدري القرود.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه وكالة الخدمات الصحية الخاصة البريطانية (UKHSA) ، اليوم عن تزايد الإصابات، وإجمالاً، تم تسجيل حوالي 700 حالة إصابة مؤكدة بجدري القرود في جميع أنحاء العالم، مع أكثر من 129 حالة أخرى مشتبه بها منذ اكتشاف أول إصابة في بداية مايو، بعد المملكة المتحدة، سجلت إسبانيا، والبرتغال وألمانيا، أكبر عدد للإصابات العالمية بجدري القرود.
قالت الدكتورة ميرا تشاند، مديرة العدوى السريرية والناشئة في وكالة الخدمات الصحية الخاصة البريطانيةUKHSA ، نحن نعمل على كسر سلاسل الانتقال، بما في ذلك عن طريق تتبع الاتصال والتطعيم، مضيفة، ممتنون لكل من تقدم للاختبار ومن المهم للغاية أن يظل الجميع على دراية بالأعراض وأن يطلبوا المشورة إذا كانت لديهم مخاوف.
وأشارت إلى أن أي شخص يعاني من بقع أو قرح أو بثور جديدة في أي جزء من أجسامهم لابد من عرض نفسه أو طلب المشورة الطبية فقد يكون مصابا بجدري القرود، لاسيما إذا كان لديه شريك مصاب، كما يجب عليه الحد من اتصاله بالآخرين والاتصال بهيئة الخدمات البريطانية NHSأو خدمة الصحة الجنسية المحلية في أقرب وقت ممكن.
تقوم فرق وكالة الخدمات الصحية الخاصة البريطانية UKHSA بالاتصال بجهات الاتصال عالية الخطورة للحالات المؤكدة وتنصحهم بالعزل الذاتي في المنزل لمدة 3 أسابيع وتجنب الاتصال بالأطفال، يتم تقديم لقاح امفانيكس Imvanex لكل من الحالات المؤكدة والمخالطين المقربين لتشكيل حاجز من المناعة حول حالة مؤكدة للحد من انتشار المرض.
قال البروفيسور كيفين فينتون، المدير الإقليمي للصحة العامة في لندن، يمكن أن يؤثر جدري القرود على أي شخص، لكننا نعلم أن العديد من أحدث التشخيصات هي في الرجال المثليين وثنائيي الجنس وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، يعيش العديد منهم أو يمارسون الجنس معه، وفي الوقت نفسه، حثت منظمة الصحة العالمية الناس على تقليل عدد شركائهم الجنسيين للمساعدة في مكافحة انتشار الفيروس.
يأتي ذلك في الوقت الذي يقول فيه المدير الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور هانز كلوج إن جدري القرود يتطلب إجراءات "عاجلة" وحذر من أن التفشي الحالي للمرض المداري "قد لا يكون قابلاً للاحتواء ، مضيفاإن أوروبا أصبحت بؤرة جديدة للفيروس، مع ارتباط تفشي المرض بالانتقال الجنسي في الحفلات والمهرجانات في القارة.
هانز كلوج
وأوضح الدكتور كلوج، على أن الفيروس "لن يتطلب نفس الإجراءات السكانية الواسعة النطاق" مثل كورونا، لكنه قال إن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات "مهمة وعاجلة" لمنع المزيد من الحالات، لم تصل منظمة الصحة العالمية إلى حد الدعوة إلى وضع المخالطين للحالات المعروفة في الحجر الصحي، لكنها دعت إلى إجراء فحوصات "حرجة" مرتين يوميًا لدرجة الحرارة و "المراقبة الدقيقة".
قامت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، في وقت سابق من هذا الأسبوع بترقية مستوى التهديد العالمي إلى" معتدل" ، محذرة من أن انتشار المجتمع قد يؤدي إلى إصابة المرضى أو الأطفال بالفيروس، والذي ينتشر أيضًا من اللمس، أو التفاعل مع الأسطح أو الملابس الملوثة.
يتم حث أي شخص في بريطانيا يُصاب بطفح جلدي جديد أو بثور على الحجر الصحي والاتصال بالرقم 111، وعدم ترك العزلة "حتى يتم إخباره بما يجب فعله، كما أُمروا بالامتناع عن ممارسة الجنس أو الاتصال الوثيق بالآخرين "حتى تلتئم آفاتهم وتجف القشور".
قال الدكتور كلوج في بيان له: "لا تزال أوروبا مركزًا لأكبر انتشار لجدري القرود وأكثرها انتشارًا جغرافيًا تم الإبلاغ عنه على الإطلاق خارج المناطق الموبوءة في غرب ووسط إفريقيا.
استنادًا إلى تقارير الحالة حتى الآن، يتم نقل هذه الفاشية حاليًا عبر الشبكات الاجتماعية المرتبطة إلى حد كبير من خلال النشاط الجنسي، والتي تشمل في المقام الأول الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال.
حذر قادة الصحة من جدري القرود، وهو فيروس مستوطن في أجزاء من إفريقيا ومعروف بطفح جلدي نادر وغير عادي، ونتوءات وآفات، قد ينتشر أيضًا إلى بعض الحيوانات الأليفة ويصبح وباءً في أوروبا، مؤكدين، من أن المهرجانات والحفلات المخطط لها خلال الأشهر المقبلة قد تؤدي إلى مزيد من تفشي الفيروس، مضيفين، "إن احتمالية انتشار المرض في أوروبا وأماكن أخرى خلال الصيف مرتفعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة