لم يتبق سوى 156يوما وتبدأ فاعليات استضافة مصر لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الامم المتحدة لتغير المناخ فى دورتها السابعة والعشرون، وكل يوم حدث جديد يعكس تألق مصر، وتقديمها نماذج تؤكد أنها قادرة على التميز ومحاكاة العالم والخروج بصورة مشرفة في المؤتمر.
فمنذ يومين أعلنت مصر مدينة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد أول مدينة على مستوى جمهورية مصر العربية صديقة للبيئة ضمن مشاركة العالم فى الاحتفال باليوم العالمى للبيئة، وارسال رسالة للعالم باننا لدينا ما نفخر به ويتماشى مع كافة الاتجاهات الدولية البيئية، بل فى الوقت الذى يطالب فيه العالم بضرورة الخروج الطبيعة ومحاكاتها للتصدي للتغيرات المناخية، مصر لديها نموذج قائم منذ سنوات ومازال محتفظا بطبيعته البكر ولم يطوله التلوث.
وبعد حدث اعلان الخارجة لم يمر يوما وشهدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء توقيع وثيقة مشروع شرم مدينة خضراء الممول من مرفق البيئة العالمية والذي ينفذه جهاز شئون البيئة بالتعاون بين وزارة الخارجية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP ، وقع على مشروع الوثيقة اليساندرو فراكاسيتي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والسيد الدكتور على ابو سنة رئيس جهاز شئون البيئة والسفير حازم فهمى ممثلا عن وزارة الخارجية بحضور المهندسة إيناس سمير نائب المحافظ عدد من قيادات الوزارة المعنية.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ان المشروع يهدف إلى تحويل شرم الشيخ إلى مدينة سياحية مستدامة بيئيًا ومتكاملة نموذجًا بتكلفة تقدر بحوالي 7 مليون دولار بحيث تكون ذات أهمية وطنية ودولية، وذلك عبر تبني مزيد من التقنيات منخفضة الكربون، والممارسات الجيدة لإدارة المخلفات، ومزيد من الحماية المُعززَة لقوام رأس المال الطبيعي الخاص بها.
وأضافت وزيرة البيئة أنه سيتم تحقيق ذلك عبر وضع استراتيجية متكاملة للتنمية المستدامة لشرم الشيخ (SESSDS)، كذلك وضع خطة عمل، مع التركيز على المساعدة الفنية، وبناء القدرات والبرهنة على الممارسات الجيدة للتخفيف من آثار تغير المناخ، ولمنع المواد الكيميائية والمخلفات ولإداراتها، وذلك من خلال مجموعة من الاستثمارات التجريبية، وتنظيم الاستراتيجية المتكاملة للتنمية المستدامة، وخُططها التنفيذية، وتطويرها، وكذا تعزيز التغيير السلوكي، بالتزامن مع ما أوضحته الحكومة من أولويات واحتياجات وطنية وخاصة فى ظل استضافة مصر لمؤتمر المناخ cop27 بالمدينة نوفمبر القادم .
وأوضحت وزيرة البيئة ان نجاح تنفيذ الاستراتيجية المتكاملة للتنمية المستدامة لشرم الشيخ (SESSDS) يتطلب القيام بعمليات خاصة بأصحاب المصلحة المتعددين (MSP) حيث تُعزّز القدرات السياسية والفنية والمالية والتنظيمية، وكذا مشاركة المواطنين والعمليات الخاصة بأصحاب المصلحة لتحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بالمدينة.
ولفتت وزيرة البيئة إلى أن التدابير المُقدَمة من مشروع المدينة نموذجًا يجري السعي محاكاته في أنحاء أخرى من مصر، محددةً مثالًا جديدًا لكيفية تصدي الوجهات السياحية بنجاحٍ تحديات النمو التنموي.
وقالت وزيرة البيئة أننا بدأنا بالفعل فى تحويل مدينة شرم الشيخ خضراء حيث تم تنفيذ العديد من الإجراءات ومنها تحويل وسائل النقل للعمل بالكهرباء وإعلان مجموعة من الفنادق خضراء ومستدامة وكذلك التحول لاستخدام الطاقة المتجددة ،وتدريب العاملين في الفنادق السياحية والتدريب على معايير الاستدامة للمطاعم والكافتيريات هناك وكذلك مراكز الغوص التي حصلت على النجمة الخضراء وتنفيذ منظومة المخلفات الصلبة بها.
وشددت وزيرة البيئة على أن الوزارة تؤمن ان إعداد المواطن والعاملين بالقطاع السياحي للتحول الأخضر هو أهم الملفات التى تعمل عليها لذلك فهي عملت على تكثيف البرامج التدريبية والتوعوية مما ساهم فى دعم التحول وأسس له بالمنشآت السياحية المتنوعة من فنادق ومطاعم ومراكز غوص و غيرها .
وقالت الوزيرة، أن جهود الدولة لدعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي، والحد من النفايات وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، نظراً لتعاظم الزخم العالمي حول أهمية تدعيم العمل المناخى والتوجه نحو تدعيم تمويل المشروعات الخضراء والصديقة للبيئة لمواجهة التغيرات المناخية.