بدافع من الاعتقاد بأن البقايا البشرية يمكن أن تعالج أي شيء من الطاعون الدبلي إلى الصداع، ثم من خلال الأفكار التي كان لدى الشعب الفيكتوري حول الترفيه بعد العشاء، كانت جثث المصريين القدماء موضوع سحر وعلاج في أوروبا من العصور الوسطى حتى القرن التاسع عشر، وهو ما عرض له موقع "conversation" حيث ذكر تاريخ تعامل الأوروبيين مع المومياوات وكيف كانوا ينظرون إليها بدءا من القرن الثانى عشر.
هوس المومياوات
دفع الإيمان بأن المومياوات يمكن أن تشفي المرض الناس لعدة قرون، حتى أن المنتج العلاجي الذي تم إنشاؤه من الجثث المحنطة كان مادة طبية استهلكها الأثرياء والفقراء لقرون بأوروبا، كما كان هذا المنتج متوفرا في الصيدليات، وتمت صناعته من بقايا المومياوات التي تم إحضارها من المقابر المصرية إلى أوروبا.
بحلول القرن الثاني عشر كان الصيدلانيون يستخدمون المومياوات المطحونة لاستخدامات طبية أخرى بينما كانت المومياوات دواءً موصوفًا لمدة 500 عام قادمة.
وفي عالم خالٍ من المضادات الحيوية وصف الأطباء الجماجم والعظام واللحم المطحون لعلاج الأمراض من الصداع إلى تقليل التورم أو علاج الطاعون، بينما لم يقتنع الجميع حيث شكك الطبيب جاي دي لا فونتين وهو طبيب ملكي في أن المومياوات كان دواء مفيدًا، وأدرك أنه يمكن خداع الناس الذين لم يكونوا دائمًا يستهلكون مومياوات قديمة حقيقية.
لكن عمليات ترويج المومياوات "المضروبة" توضح نقطة مهمة فقد كان هناك طلب مستمر عليها لاستخدامها في الطب وخصوصا المومياوات المصرية، وقد ظل الصيدلانيون يوزعون أدوية المومياء حتى القرن الثامن عشر.
أدوية المومياوات
لم يعتقد جميع الأطباء أن المومياوات الجافة والقديمة هي أفضل دواء، حيث اعتقد بعض الأطباء أن اللحوم الطازجة لها حيوية يفتقر إليها الموتى منذ زمن طويل.
غير أن ملك إنجلترا تشارلز الثاني تناول دواءً مصنوعًا من جماجم بشرية بعد إصابته بنوبة صرع، وحتى عام 1909 ، استخدم الأطباء بشكل شائع الجماجم البشرية لعلاج الحالات العصبية.وبالنسبة للنخبة الملكية والاجتماعية بدا تناول المومياوات دواءً مناسبًا للعائلات المالكة في أوروبا.
حفلات الفيكتوريين
بحلول القرن التاسع عشر لم يعد الناس يستخدمون المومياوات لعلاج الأمراض لكن الفيكتوريين في بريطانيا كانوا يستضيفون "حفلات" يتم خلالها فك الجثث المصرية للترفيه في الحفلات الخاصة.
وقد أثارت أول رحلة استكشافية لنابليون إلى مصر في عام 1798 فضول الأوروبيين وسمحت للمسافرين في القرن التاسع عشر إلى مصر بإحضار مومياوات كاملة إلى أوروبا بعد شرائها من مصر.
لعنة الفراعنة
انتهت حفلات فك تغليف المومياوات مع بداية القرن العشرين ثم أدى اكتشاف قبر توت عنخ آمون إلى إثارة جنون العالم حتى أثر على شكل تصميمات "الآرت ديكو" في كل شيء بدءًا من زخارف الأبواب في مبانى الشركات إلى شكل الساعات بينما كانت الوفاة المفاجئة في عام 1923 للورد كارنارفون ، الراعي لبعثة توت عنخ آمون ناتجة عن أسباب طبيعية ولكنها سرعان ما نُسبت إلى خرافة جديدة وهي "لعنة الفراعنة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة