كشفت الدكتورة رنا الحجة مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، خلال مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء عن آخر مستجدات جدري القرود، موضحة إن شركة موديرنا تعمل على التوصل للقاح لجدري القرود" لكن ليس لدينا معلومات أو تفاصيل عن هذه الدراسات حتى الآن.. لدينا لقاحين تم الموافقة عليهما من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية، والوكالة الأوروبية للأدوية ويتم استخدامهما للمخالطين".
المؤتمر الصحفى عن جدري القرود
وقالت، إن هناك دواء وحيدا لجدري القرود تم الموافقة عليه من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية" FDA"، ولكن لا يوصى باستخدامه إلا فى الحالات الشديدة والخطيرة، موضحة أنه يجب التنبه للأعراض ، لأن البثور إذا ظهرت بالعين يمكن أن تسبب العمى والاهتمام بقروح الفم عن طريق استخدام الادوية وعلاج التقرحات بالمضادات الحيوية، موضحة أن العاملين الصحيين أكثر عرضه للإصابة، لذلك لابد من اعطائهم لقاح ضد جدري القرود.
وأشارت إلى أن الفيروس يتوطن فى غرب أفريقيا، وفى أفريقيا الوسطى، وأعلنت عن حالات أكثر من غيرها، ونراقب عن كثب الحالات العالمية التى ظهرت.
وأوضحت الدكتورة رنا الحجة مديرة إدارة البرامج بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: يجب أن يكون لدينا نظم ترصد للأوبئة ولابد من تعزيز الأنظمة للاستجابة السريعة للحد من انتشار جدري القرود"، لافتة إلى أن كل المناطق فى العالم تأثرت بجائحة كورونا وهناك دول حتى الآن ليس لديها طرق للتنبؤ بالأوبئة.
مدير عام الصحة العالمية
وقالت، إن قيام حملات للتلقيح بشكل جماعى لجدرى القرود على غرار شلل الأطفال لا يمكن أن نقوم به حاليا لأن مستوى المخالطين محدود، كما أن اللقاحات الحالية ضد جدري القرود غير كافية، ولابد من متابعة المخالطين.
وأضافت، أن جدري القرود من عائلة فيروسات الجدري، والتحور فيها يكون بطيئا، موضحة أنه فى الوقت الحالي المنظمة تعمل مع الكثير من الدول لمعرفة أسباب الاصابة بفيروس جدري القرود والتسلسل الجيني لهذا الفيروس، حيث أن الفيروس المسبب لجدري القرود هو من فصيلة غرب إفريقيا لأن لدينا فصيلتين، ولكن لا يوجد تغيرات جذرية فى تطور جدري القرود.
هل ينتقل من خلال القرود ؟
وقال الدكتور ريتشارد برينان، مدير الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية،: لدينا حاليا 780 حالة مصابة بجدري القرود تتراوح أعمارهم ما بين 20 إلى أكثر من 40 عاما، وهم لمجموعة ممن يقيمون علاقات وثيقة مع أشخاص مصابون بالمرض، ويوجد بعض الحالات القليلة من النساء المصابات"، مؤكدا أن الذين يعانون من نقص المناعة أكثر عرضه للإصابة بالمرض، وهناك بعض الحالات التى تطلب دخولهم الى المستشفى ولكن لم تحدث حالات وفيات حتى الآن.
وأوضح، أن هناك علاجا جديدا تم الموافقة عليه هذا العام، وفى معظم الحالات تكون خفيفة ويمكن علاج الأعراض والتي تتمثل في ظهور الحمى والجفاف وذلك للحد من الانتشار، مشيرا إلى أن أعرض جدري الماء وجدري القرود متشابهة ولكن جدري القرود أعراضه أكثر حده، وكلها يتعرض الشخص للإصابة بالتقرحات والبثور وارتفاع فى الحرارة والشعور بالاعتلال الجسدي.
وأكد، أنهما مختلفان عن الحصبة حيث يصيب الأطفال فى مرحلة الطفولة وهي أكثر عدوى، وجدري القرود ينتشر من خلال المخالطة الوثيقة ولا ينتقل مثل الحصبة أو الجدري المائي وبعض الاعراض تتشابه مع الجدري المائى، ولكن الجدري المائي يصيب الأطفال ولكن جدري القرود يصيب كل الأعمار.
وأضاف الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لشرق المتوسط: لا تزال حالات جُدري القردة في البلدان غير الموطونة بالمرض في جميع أنحاء العالم آخذةً في الارتفاع، حيث أُبلِغ عن 780 حالة إصابة مؤكَّدة من 30 بلدًا حتى 2 يونيو، موضحا إن الفيروس حيوانى المصدر، وقد ظهر جدري القرود فى خمسينات القرن الماضى، ولكن كان منتشرا فى القرود، مضيفا، إن ما لفت انتباهنا هو تسجيله فى دول خارج القارة الأفريقية.
وقال: لكن لم يُبلَغ عن أي حالة وفاة خلال الفاشية الحالية، وفي إقليم شرق المتوسط، أُبلِغ إجمالًا عن 14 حالة مؤكَّدة مختبريًّا من بلدين اثنين: 13 حالة في الإمارات العربية المتحدة، وحالة واحدة في المغرب.
وأضاف، يعمل المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية مع السلطات الصحية في كلا البلدين لإدارة الفاشية الحالية ووقف سريان المرض من خلال الترصُّد المُكثف وتتبع المخالطين، فضلاً عن ضمان حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء علاجهم للمرضى المصابين. وجميع المرضى معزولون الآن لحين تعافيهم الذي يستغرق عادةً بضعة أسابيع بالعلاج الداعمـ مضيفا، كما نعمل أيضًا مع هذه البلدان على زيادة نشر الوعي بين المجتمعات المحلية التي يُحتمل تضررها، فضلاً عن توعية مُقدمي الرعاية الصحية والعاملين في المختبرات، وهو أمر ضروري لتحديد الحالات الثانوية والحيلولة دون زيادتها، وإدارة الفاشية الحالية بفعالية.
وتابع: والآن، يُمكن إيقاف هذه الفاشيات، ولكن من الأمور البالغة الأهمية أن تدعم البلدانُ الخدمات الصحية، وأن تُوقِف انتقال العدوى من المصابين إلى غيرهم.
أما في البلدان التي لم يُبلَغ فيها عن أي حالات إصابة مؤكدة، فتعمل المنظمة مع السلطات الصحية من أجل زيادة تدابير التأهب، ومنها توعية عامة الناس بالمرض وبأعراضه، وضمان قدرة العاملين في مجال الرعاية الصحية على الاكتشاف السريع للحالات المشتبه فيها وعزلها، وتنمية القدرات المختبرية من أجل التشخيص السريع للحالات المشتبه فيها.
وأوضح أنه على الرغم من أن المنظمة لا تُوصي بفرض قيود على السفر، فإننا نحُثّ أي شخص يشعر باعتلال الصحة أثناء أو عقب السفر إلى بلدان غرب ووسط أفريقيا التي يتوطن فيها المرض أن يُبلغ أحد المهنيين الصحيين بذلك.
وتنتقل العدوى إلى أي شخص يُخالط عن قرب شخصًا مصابًا بجدري القردة. فهذا الفيروس ينتشر، بشكل رئيسي، من خلال التلامس أو المخالطة عن قرب التي تتيح التعرض لقُرح أو آفات أو تقرحات مُعدية على الجلد أو في الفم أو الحلق.
ويُعَدُّ جُدري القردة مرضًا جديدًا على إقليمنا، ونعكف حاليًا على التنسيق الوثيق مع المقر الرئيسي للمنظمة وسائر أقاليم المنظمة لمعرفة المزيد عن أسباب ظهوره الآن في البلدان غير المُوطونة بجُدري القردة، إن الوضع يتطور بوتيرة سريعة، ولا تزال الاستقصائيات الوبائية جارية. وفي الوقت الحالي، قيّمت منظمة الصحة العالمية الخطر المحدق بالصحة العامة في المُجمل بأنه متوسط على كلا الصعيدين العالمي والإقليمي. ونواصل متابعة الوضع عن كثب، وسوف نوافيكم بانتظام بآخر المستجدات كلما وردت معلومات جديدة.
وقال يجب الالتزام بالإجراءات الوقائية، ولا يمكن أن نؤكد أنها مؤامرة أو نتيجة حرب بيولوجية"علينا أن نتخذ العلم".
وأشار الدكتور أحمد المنظري المدير الإقليمي لشرق المتوسط، إلى أنه يجب التكاتف بين الجميع وتوفير طرق التشخيص ووسائل الاعلام لها دور للتوعية بخطورة المرض، وعدم نشر المعلومات المغلوطة، وقد يكون هذا الفيروس مخيف ومقلق ولكن المعلومات المغلوطة أخطر.
من جانبه كشف الدكتور ريتشارد برينان، مدير الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إنه لا يمكن القول أن كل 20 سنة تظهر فيروسات جديدة، ولكنها مجرد مصادفة، ولكن فى السنوات الأخيرة ظهرت فيروسات جديدة ومستجدة لم نعهدها من قبل.
وأضاف: هذا هو الوضع الطبيعى والجديد، موضحا أن 70% من ظهور الأمراض المعدية حيوانية المنشأ مثل الايبولا، والسارس، وبعض أشكال فيروس الأنفلونزا، وكورونا، وأصبح انتشار الأمراض من الحيوان للإنسان أكثر تحورا" شهدنا ظهور هذه الجوائح والتى أضرت بالكثير من الأشخاص".
مضيفا" نحن نسرع وتيرة العمل للاستجابة والتأهب للأمراض المعدية ، والتى قد تتحول الى جوائح لأنه فى جائحة كورونا لم نكن متأهبين لهذه الجائحة، رغم أن هذه الأمراض قد تصيبنا كافة، وهى مثل التغير المناخي وتؤثر علينا جميعا، موضحا إنه لا يمكن أن نؤكد أن كل 20 سنة تحدث جائحة فهذا مجرد مصادفة".