تضافرت الجهود المصرية خلال السنوات الماضية لتخطو خطوات واضحة نحو برنامج إصلاح اقتصادي قوى، ما سلط الضوء على المبادرات المصرية وأصبحت محل اهتمام المنظمات الدولية، التى أكدت على أهميتها كونها نماذج ثرية وفريدة للتكافل والعدالة الاجتماعية، ومن أهم هذه المبادرات المعنية بالتضامن والعدالة الاجتماعية مبادرتي "حياة كريمة" و"تكافل وكرامة".
تقرير إدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، أكد أن إطلاق برنامج "حياة كريمة" بتمويل كامل من الحكومة المصرية، ساعد فى تطوير الخدمات الأساسية في أكثر من 1500 من القرى الأكثر احتياجا في مصر.
ولفت التقرير إلى أن تضافر الجهود في مصر أسفر عن زيادة في استثمارات رأس المال العام للمحافظات الأشد فقراً بنسبة 340% لتصل إلى 1.85 مليار دولار، وأن النتائج أشارت إلى تحسن البنية التحتيه والاستثمارات بشكل كبير، حيث تم تأهيل أكثر من 288 كيلومترًا من الطرق.
وأدى تحديث البنية التحتية الصناعية إلى زيادة إشغال المناطق الصناعية بنسبة 12%، وتم تحسين الخدمة من خلال 232 كم من شبكات مياه الشرب، و 18 محطة للصرف الصحي ، و 9.5 كم من قنوات الري، ومحطة الطاقة الشمسية، وتركيب 11200 عمود إنارة ، و 278 كم من الأسلاك المعزولة والخطوط الأرضية ، وإنشاء 27 وحدة إطفاء و 8 وحدات مرورية في أكثر من 138 قرية.
وأدت الإجراءات التي تم اتخاذها في أعقاب تفشي فيروس كورونا (كوفيد - 19) إلى تحسين قدرة المؤسسات الصحية على الصمود والتخفيف من آثاره الجائحة، وأشارت التقديرات إلى أن 50% على الأقل من المستفيدين البالغ عددهم 5 ملايين هم من النساء وانخفض الفقر بنسبة 1.06% و 3.79% في المناطق الحضرية والريفية في صعيد مصر على التوالي.
إلينا بانوفا منسقة الأمم المتحدة في مصر أكدت في تصريحاتها لـ"اليوم السابع" أن الدولة المصرية قامت خلال السنوات الماضية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ببرنامج إصلاح اقتصادي وأنها ملتزمة بشدة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهذا واضح فى صياغتها رؤية 2030، لافته إلى أن أحد أهم الإجراءات التى اتخذتها الحكومة المصرية فى 2016، هو إطلاق برنامج «الإصلاح الاقتصادى»، وهذا البرنامج هو إحدى أهم الخطوات لتحقيق مسار أهداف التنمية المستدامة بالإضافة إلى ذلك الاستثمار الحكومى بشكل كبير فى قطاعات البنية التحتية.
وأضافت منسقة الأمم المتحدة "رأينا طرقا جديدة تم إنشاؤها وظهور مدن جديدة، وأن كل هذه الإنجازات خلقت فرصا اقتصادية لقطاعات الأعمال وللأفراد، أيضا وتوجد استثمارات كثيرة فى القطاع الزراعى.
وأوضحت " بانوفا " يجب أن نشير إلى أن المشروع القومى الكبير فى تنمية الريف "حياة كريمة"، الذى وضعه رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بهدف الارتقاء بالريف المصرى، واستفادت الآلآف القرى من المشروع حتى الآن 1500 قرية، ومن المقدر أن يصل لعدد اكبر من القرى ويستهدف البرنامج فى المرحلة الأولى 58 مليون مواطن، أى ما يقارب من نصف تعداد السكان فى مصر، و أنه يعد المشروع القومى الأكبر على الإطلاق فى مسار التزام مصر بتحقيق التنمية المستدامة.
وأكدت " بانوفا " نحن فى الأمم المتحدة نقدر ما فعلته الحكومة المصرية لتوسيع شبكات الضمان الاجتماعى القائمة بالفعل مثل برنامج "تكافل وكرامة" ، الذى شمل أيضا العمالة غير المنتظمة من خلال دعم نقدى مباشر، كما وضعت الدولة المصرية حزما تحفيزية لقطاع السياحة والشركات الصغيرة والمتوسطة، وهذه الإجراءات الحاسمة أظهرت بالفعل نتائج جيدة وملموسة.
وأشارت " بانوفا " إلى أن مصر الدولة الوحيدة فى الشرق الأوسط التى لديها إجمالى ناتج محلى إيجابى بعد الجائحة، حيث إن المؤشرات الخاصة بالبطالة جاءت إيجابية، حيث انخفضت من 9% إلى 7%، مؤكده أن بعض المؤشرات عادت إلى مستويات ما قبل كورونا، وهذا مؤشر إيجابى جدا، والتركيز الأكبر من الحكومة كان على الفئات الأكثر تضررا وهو ما جعل استجابة الحكومة المصرية أكثر تميزا، ونحن فى الأمم المتحدة نعمل بشكل وثيق مع الحكومة المصرية فى تقييم الأثر على الفئات الأكثر تضررا من الجائحة.
ومن جانبه أكد برافين اجروال ممثل برنامج الأغذية العالمي حول برامج التضامن الاجتماعي في مصر خلال الفترة الماضية "يفخر برنامج الأغذية العالمي بالشراكة وتقديم دعم تكميلي لتعزيز رؤية (حياة كريمة) ويرتبط عمله في الوقت الحالي إلى حد كبير بالاستثمار الذي تقوم به الحكومة في البنية التحتية في رؤية (حياة كريمة).
وأضاف مسؤول الأغذية العالمي : نحن نتطلع إلى تعزيز موارد الحكومة الى تعمل على تحسين حياة الناس لتحقيق حياة كريمة بطريقة غذائية آمنة، لهذا فإن برنامج الأغذية العالمي يتطلع الى الاستثمار حيث إنه حالياً يستثمر ما يقرب من خمسة وثلاثين إلى أربعين مليون دولارا سنويًا، وسوف نتطلع إلى تعزيز ذلك بشكل أكبر بينما نمضي قدمًا".
الدكتور باسل الخطيب المدير الإقليمى لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو"، أكد أن مبادرة حياة كريمة هى مبادرة قوية وشاملة تعمل فى كل أطر التنمية المستدامة لتحسين جودة الحياة فى الريف المصرى، لافتا إلى أن هناك تعاون مثمر بين المنظمة والقطاع الحكومى لدعم قرى حياة كريمة .
وأوضح الخطيب أن المنظمة لديها العديد من المشروعات فى قرى حياة كريمة تركز على الاقتصاد الأخضر لمواجهة تغير المناخ، إضافة إلى مشروعات صناعية وزراعية تدعم رفع سلاسل القيمة للمنتجات المصرية بعدد من القرى بمحافظات مصر المختلفة مشيدا بالإجراءات الإصلاحية والخطوات الهامة التى تتخذها مصر لدعم الصناعات ودفع عجلة الاستثمار والتى من شأنها زيادة التنمية فى محافظات مصر كافة.
دكتورة رانيا هدية مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، قالت أن مصر تسير خطوات سريعة وقوية تجاه التنمية وتدعم بقوة أهداف التنمية المستدامة، مشيدة بالمبادرة الرئاسية حياة كريمة، مؤكدة أنها إحدى أهم المبادرات العالمية لدعم التنمية المستدامة وتحسين حياة الريف، وأنها قوية وتشمل كافة جوانب التنمية للمواطن.
الدكتورة نعيمة القصير ممثلة منظمة الصحة العالمية فى مصر التابعة للأمم المتحدة أشادت بالمبادرة الرئاسية " حياة كريمة وعدد من المبادرات الرئاسية الأخرى مؤكده أنها تأتى من منظور المساواة والعدالة والوصول للجميع دون تمييز
وأكدت مسؤولة الصحة العالمية: "نحن كمنظمة نعطى الدعم التقنى والفنى والرصد ودعم توسعه وتيرة سرعه تطبيق المنظومة فى كافة المحافظات المصرية".
وأضافت مسؤولة الصحة العالمية أن هناك العديد من المبادرات جاءت وفق هذا المنظور والتى تعمل على الحد من الفقر وتعزيز كرامة الأنسان وتعمل المنظمة يدا بيد مع وزارة الصحة وبقيادتها، وكذلك مع كل الجهات المعنية.
ومن جانبه أشاد أحمد رزق نائب المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" أشاد بالمبادرة الرئاسية، لافتا إلى " أن لها دورا كبيرا فى تحسين الظروف المعيشية فى مجتمعاتنا الريفية والبسيطة، وذلك من خلال تحسين الخدمات الخاصة بالتعليم والصحة والمرافق والبنية التحتية والطاقة والكهرباء والماء وغيرها من الخدمات الرئيسية" .
ولفت النائب الإقليمي " لليونيدو " إلى أن المنظمة تلعب دورا فى استكمال ومساعدة القطاع الحكومى والمؤسسات فى هذه المبادرة من خلال الممكنات الإقتصادية، قائلا: "لدينا عدد من المشروعات فى المحافظات والقرى المستهدفة من قبل مبادرة حياة كريمة، كما نعمل على دعم هذه المناطق بخلق فرص عمل جديدة ومساعدة القاطنين بها على الاستثمار وإنشاء مشروعات صغيرة ومتوسطة تساعدهم فى تحسين الدخل ورفع المستوى المعيشى لأهالينا فى هذه المجتمعات".
وأضاف نائب الممثل الإقليمي لليونيدو "سعداء بمشاركة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية " اليونيدو " فى دعم مبادرة حياة كريمة " مؤكدا " إنها مبادرة هائلة وعظيمة قلما تجدها في اي دوله من دول العالم، ومصر لها السبق في إطلاق وتنفيذ هذه المبادرة التي تمس المواطن في كل المجالات وكذلك البعد التكنولوجي وغيرها من متطلبات الحياة".