تتجه أراضى الصومال نحو أسوأ موجة جفاف بسبب شح مياه الأمطار الأمر الذى يهدد الملايين من الصوماليين، وهو ما دفع المنظمات الدولية لدق ناقوس الخطر، وقال المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في الصومال ، إن الصومال يتجه بالتأكيد نحو مجاعة وهناك كارثة تلوح في الأفق.
وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة، إن قرابة ربع مليون شخص يواجهون الجوع في الصومال مع تفاقم الجفاف واقتراب أسعار الغذاء العالمية من مستويات قياسية مرتفعة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الصومالية.
وأضافت الوكالات، أن الأمطار في الدولة الواقعة بالقرن الأفريقي كانت قليلة في رابع موسم أمطار على التوالي وأن خبراء الأرصاد الجوية حذروا من أن معدل هطول الأمطار سيكون متوسطا في موسم الأمطار المقبل في وقت لاحق من هذا العام، بينما يشهد العالم المزيد من التقلبات المناخية.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" من أوضاع الأطفال في القرن الإفريقي، موضحة أن التركيز العالمي المنصب على الأوضاع في أوكرانيا فقط يهدد بحدوث "انفجار وشيك" في وفيات الأطفال في القرن الإفريقي.
وأكدت المنظمة ضرورة أن يلتفت العالم إلى مسائل أخرى غير الحرب في أوكرانيا، ويتصرف على الفور، مشددة بالقول "إذا لم يوسع العالم نظره بعيدا عن الحرب في أوكرانيا وتصرف على الفور فإن انفجارا في وفيات الأطفال على وشك الحدوث في القرن الأفريقي".
وقالت نائب المدير الإقليمي لمنطقة شرق وجنوب إفريقيا بالمنظمة رانيا " إن هناك ما يقدر بنحو 386 ألف طفل في الصومال، بزيادة نسبتها 15 % خلال خمسة أشهر، الآن في حاجة ماسة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد الشديد الذي يهدد حياتهم.
بدورها دقت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ووكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، ناقوس الخطر بشأن تدهور حالة الأمن الغذائي والتغذوي في الصومال، قائلة إن البلاد على شفا مجاعة مدمرة.
وقال إيتيان بيترشميت، ممثل الفاو في الصومال، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، أنه في أعقاب الاحتجاب التاريخي لموسم الأمطار للعام الرابع على التوالي، استمرت أسعار المواد الغذائية في الارتفاع في البلاد وظلت المساعدات الإنسانية بعيدة المنال بالنسبة لملايين الأشخاص هناك، محذرا من "عاصفة جوع مدمرة إذا لم يتم اتخاذ إجراء الآن".
وقال مسؤول الفاو إن التحليلات الأخيرة أظهرت أن 7.1 مليون شخص، أو 45% من إجمالي سكان الصومال، هم في المرحلة الثالثة (الأزمة) من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. من بينهم، هناك حوالي 2.1 مليون شخص في المرحلة 4 (الطوارئ)، وحوالي 213000 شخص في المرحلة 5 (الكارثة).
ومع جفاف المراعي ومصادر المياه نفقت حوالي 3 ملايين رأس من الماشية في البلاد منذ منتصف عام 2021 بسبب الجفاف والأمراض.
ودعا الخضر دلوم، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في الصومال، إلى اتخاذ إجراءات فورية، واصفا الوضع في الصومال بأنه الأسوأ منذ 4 عقود.
وفى وقت سابق، دعا مبعوث الرئيس الصومالى بشأن الجفاف "عبدالرحمن عبدالشكور ورسمي" جميع المنظمات المحلية والدولية إلى زيادة الجهود لدعم المجتمعات المتضررة من الجفاف وفقا للوكالة الوطنية الصومالية للأنباء.
وشدد على الحاجة إلى استجابة عاجلة ومنسقة، حيث دعا الصوماليين إلى نجدة إخوانهم المنكوبين لإنقاذ أرواحهم.