على مدار الأسبوع الماضى، تصدرت الفنانة القديرة آمال ماهر التريند، وظلت على قمته أياما تحول فيها كل مواطن فى العالم الافتراضى إلى خبير فى المكياج، والصوت والخدع السينمائية وخاصية «الديب فيك»، بدايه من السؤال: أين اختفت؟ ثم نشر صور لها على إنستجرام ثم ظهورها فى فيديو على «اليوم السابع»، إلى ظهورها فى برنامج مساء Dmc، سأل الناس عن آمال ماهر فظهرت، فتحول الجميع إلى خبراء يحللون الظهور ولغة الجسد، «مش هى.. يا عينى حصل لها إيه.. إزاى خست كدة؟! مش صوتها، مضروبة.. طالعة تحت تهديد.. ليه فيديو مسجل مش لايف»؛ ثم ظهرت فى اليوم التالى على شاشة التليفزيون فى مداخلة هاتفية لترد على كل هذه الشائعات، فكان الرد ليه مداخلة مش حوار.. ليه بالتليفون مش زووم؟
هنا حقا لا يوجد تعليق ولا توجد إجابة على ما يشغل بالك، فما هو المطلوب تحديدا حتى نهدأ ونتوقف عن تشغيل ماكينة الشائعات وإشعال الفتن، هل المطلوب أن نحضر آمال ماهر من بيتها ونلف بها على بيوت المصريين فردا فردا من مطروح للنوبة ونطرق الأبواب ليشاهدوها بأعينهم ويطمئنوا؟! حتى لو فعلنا سيظهر الخبراء من بيننا يقولون إنها دوبلير ويطالبون بتحليل DNA.
آمال ماهر إنسانة قبل أن تكون فنانة، لها ظروفها الخاصة وحياتها الشخصية التى تختار هى أن ترسم خطواتها، كل المحللين والمُنظرين وأصحاب الفتاوى والرؤى على السوشيال ميديا لا يعرفون شيئا عن كواليس هذه الحياة وليس من حقهم، كما لا يحق لهم توزيع الاتهامات مجانا دون دراية، وأريد هنا أن أذكركم ببهاء سلطان الذى ظل أعواما ممنوعا من الغناء لأنه وقع عقد احتكار وقبض ثمنه، لا أحد يستطيع أن يمنع فنانا من ممارسة الفن سواه هو نفسه، حين يوقع بمحض إرادته على عقد احتكاره مع منتج ويقبض ثمنه، وهنا أيضا لا أنا ولا غيرى يحق لنا التدخل، هذا من ناحية الغناء، أما من ناحية الحياة الشخصية وسلامتها؛ فلا أحد يمتلك حقيقة تقول إنها فى خطر، بالعكس الفنانة القديرة ظهرت على تليفزيون «اليوم السابع» وقالت إنها بخير وإنها ستعود للجمهور بحفل قريبا، وأنها كانت مصابة بفيروس كورونا.
بالتالى أدعوكم للكف عن «الهرى»، أعلم أن هناك جمهورا كبيرا يحب الفنانة آمال ماهر ويسأل عنها بصدق ومن القلب، لكن هناك شريحة أكبر من أعداء هذا الوطن يريدون إشعال الفتنة وينتظرون الجنازة ليشبعوا لطما، ويستغلون مثل هذه الأحداث لإظهار مصر فى صورة دولة تفتقد الأمن، ويعيش مواطنوها فى خطر، والدولة لا تستطيع حمايتهم، وهى صورة كاذبة يريدون الترويج لها لتحقيق أهدافهم الخبيثة، لذا أرجوك #خليك_واعى وبلاش تمشى على أجندة غيرك.