أدرج الجهاز القومى للتنسيق الحضارى اسم بدر الدين الجمالى، فى مشروع حكاية شارع، لتعريف المارة بكل التفاصيل عنه ولماذل سمى باسم امير الجيوش.
هو السيد الأجل أمير الجيوش سيف الإسلام ناصر الإمام كافل قضاة المسلمين وهادي دعاة المؤمنين أبو النجم بدر المستنصري وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله ومجدد القاهرة الفاطمية، وكان أرمني الأصل حيث شهد العصر الفاطمي ظهور شخصيات أرمينية عديدة خدمت في البلاط الفاطمي.
كان بدر الدين مملوكا أرمينيا ثم اعتق وترقى حتى أصبح أمير الجيوش في الشام، استدعاه الخليفة المستنصر من الشام ليوليه الوزارة في عام 173م إبان الشدة المستنصرية وهي الازمات التي كادت تودى بدولة المستنصر.
وكان على بدر الدين الجمال مواجهة عدد من الأزمات مثل الصراعات بين فصائل الجيش التركية والأفريقية، وهجمات من البربر على الدلتا ومجاعة مستمرة بسبب انخفاض مستوى النيل وأوبئة ومجاعات، واستيلاء السلاجقة على أجزاء من الشام، وكانت مصر مهددة من كل النواحي.
جاء بدر الدين الجمالي بقواته الأرمينية من الشام فسكنوا القاهرة التي كان قد قل عداد سكانها كثيرا بسبب الأوبئة، كما قل تعداد سكان الفسطاط والقطائع في ذلك الوقت وتهدم معظمها.
أعاد بدر الدين الجمالي بناء سور القاهرة لتقويته ولزيادة مساحة القاهرة خاصة بعد سكنه بها هو وجنوده أيضا ليدخل فيها جامع الحاكم الذي بنه الخليفة الحاكم بأمر الله خارج أسورها وأصبحت القاهرة مدينة دفاعية مسورة لصد هجمات السلاجقة المحتملة عليها. وقد بقيت أجزاء من هذا السور وبعض أبوابه الشهيرة مثل باب النصر، باب الفتوح، باب زويلة.
واستطاع بدر الدين الجمالي التخلص من قادة الفتنة ودعاة الثورة، وبدأ في إعادة النظام إلى القاهرة وفرض الأمن والسكينة في ربوعها، وامتدت يده إلى بقية أقاليم مصر فأعاد الهدوء والاستقرار إليها، وضرب على يد العابثين والخارجين، وبسط نفوذ الخليفة في جميع أرجاء البلاد. وفي الوقت نفسه قام بتنظيم شئون الدولة وإنعاش اقتصادها، فشجع الفلاحين على الزراعة برفع جميع الأعباء المالية عنهم، وأصلح الترع والجسور، وأدى انتظام الزراعة إلى وفرة الإنتاج وتراجع الأسعار، وكان لاستتباب الأمن دور مهم في تنشيط حركة التجارة في مصر، وتوافد التجار عليها من كل مكان.
هذا الجامع بناه الوزير بدر الدين الجمالي وانتهى البناء سنة 1085م، تحت حكم الخليفة المستنصر، وتم بناؤه فوق جبل المقطم ليشرف على القاهرة وتتم رؤيتها منه.
أنشأها أمير الجيوش بدر الجمالي سنة 478ه، ومنقوش على لوحة من الرخام تعلو عتب المدخل الرئيسي وتتكون الكتابة من خمسة سطور جاء فيها “أنشأ هذه الزاوية مولى أمير المؤمنين الإمام المستنصر بالله أمير الجيوش في المحرم من سنة ثمانية وسبعين وأربعمائة. ويختلف مؤرخو الفن الإسلامي في الغرض منها هذا المشهد فمنهم من يقول انه كان برج مراقبة مشيدا أعلى القاهرة، ولكن على صورة جامع للتخفي، ومنهم من يقول أنه كان مشهدا يؤرخ لانتصارات بدر الجمالي على الثورات والاضطرابات التي كانت تقضى مضاجع الدولة الفاطمية.
ومن جانبنا نرى أنه لا مانع من الأخذ بهذه الآراء جميعها بمعنى أنه جامع للصلاة وفي ذات الوقت يستخدم كبرج مراقبة وهذا وذاك يخلدان انتصارات أمير الجيوش بدر الدين الجمالي واعادته للأمن والاستقرار في ربوع مصر.
وبعد حياة حافلة بالإنجازات توفى بدر الدين الجمالي سنة 1094م وترك ابنا هو الأفضل أبو القاسم شاهنشاه ولذي أصبح هو الآخر وزير الخلفاء الفاطميين المستنصر بالله والمستعلي بالله، والآمر بأحكام الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة