حروب الكيبورد.. أسرار الاختراقات الإلكترونية بين روسيا وأوكرانيا.. "القراصنة الأشباح" يثيرون جدل توسع "ميادين القتال الافتراضية".. نيويورك تايمز: قوة الكرملين السيبرانية لم تظهر.. وتحذيرات من "الإحراج السياسي"

الأربعاء، 13 يوليو 2022 03:00 م
حروب الكيبورد.. أسرار الاختراقات الإلكترونية بين روسيا وأوكرانيا.. "القراصنة الأشباح" يثيرون جدل توسع "ميادين القتال الافتراضية".. نيويورك تايمز: قوة الكرملين السيبرانية لم تظهر.. وتحذيرات من "الإحراج السياسي" اختراقات الكترونية
كتبت: نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بوتيرة متسارعة ، تقترب الحرب الأوكرانية من دخول شهرها السادس، وسط تصعيد مستمر من جانب روسيا من جهة ، وأوكرانيا المدعومة من الولايات المتحدة والغرب من جهة آخري ، غير أن الصراع الدائر منذ 24 فبراير الماضي ، لم يقتصر علي ميادين القتال ، ولم يبدأ مع انطلاق الرصاصة الأولي ، وإنما هناك صراع من نوع آخر تعود فصوله إلى سنوات مضت ، مجاله الانترنت وسلاحه القرصنة الإلكترونية.

وفي الآونة الأخيرة، شن القراصنة الروس هجمات استهدفت قطاع الكهرباء والاتصالات العسكرية ولكن قال مسئولين امريكين ان العديد من تلك الهجمات تم احباطها.

توقع البعض أن الصراع في أوكرانيا سيبدأ بهجمات إلكترونية روسية، على القيادة والسيطرة العسكرية في كييف والدفاع الجوي والاتصالات المدنية وشبكات البنية التحتية الحيوية، وكان التحليل المنطقي هو أن هذه العمليات ستوفر مزايا عسكرية كبيرة، وتندرج ضمن القدرات الإلكترونية المعروفة لروسيا، ولن تشكل خطرا كبيرا على المهاجم.

وركز الكثير من جهود القرصنة الروسية على تدمير البنية التحتية الحيوية، مؤخرا قال مسؤولون أوكرانيون بحسب تقرير نشرته صحيفة جارديان البريطانية ، إنهم أوقفوا هجوم روسي على شبكة الكهرباء الأوكرانية كان من الممكن أن يقطع الكهرباء عن مليوني شخص، وقال جهاز الأمن والمخابرات الأوكراني إن وحدة المخابرات العسكرية الروسية كانت مسؤولة عن الهجوم.

وأثارت الأحداث تساؤلات حول ما أن كان الفشل في الهجمات السيبرانية سببه ضعف القراصنة الروس من الناحية التقنية أم قوة البنية التحتية الأوكرانية والدعم الذي تتلقاه من الغرب.

وحذر البعض من ان هذا يعني أن القراصنة الروس ربما يوفرون قوتهم لمعركة أخيرة قد لا يكون المتضرر الوحيد منها الدولة الأوكرانية التي لم يعد لديها ما تخسره، بل يكون الهجوم مدمرا بحيث يسقط العديد من أبراج الحماية الغربية لإجبارهم على الجلوس والتفاوض.

فربما توفر روسيا ورقة القراصنة للضربة الأخيرة، لجلب ما لم تستطع قواتها التقليدية جلبه، ألا وهو الاستسلام أو التفاوض.

على الجانب الآخر، يزعم المتسللون المتعاطفون مع أوكرانيا، بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز أنهم اقتحموا العشرات من المؤسسات الروسية على مدى الشهرين الماضيين، بما في ذلك رقابة الإنترنت في الكرملين وأحد أجهزته الاستخبارية الرئيسية، وقاموا بتسريب رسائل البريد الإلكتروني والوثائق الداخلية للجمهور.

وفي أوائل أبريل، نشر جهاز المخابرات العسكرية معلومات لجنود روس  مثل تواريخ الميلاد وأرقام جوازات السفر، ومن غير الواضح كيف حصلت الحكومة الأوكرانية على هذه الأسماء وما إذا كانت جزءًا من الاختراق.

 

الاحراج السياسي أقوى من الدمار على الأرض

يرجع الصراع السيبراني بين روسيا وأوكرانيا لاكثر من عقد، وأظهرت التسريبات رغبة كييف في حشد المتسللين الهواة في حربها الإلكترونية ضد روسيا، في مارس حشد المسؤولون الأوكرانيون المتطوعين لمشاريع القرصنة.

لكن الكشف عن البيانات الشخصية أقرب إلى حرب المعلومات منه إلى الحرب الإلكترونية، وهو يعكس تكتيكات روسيا في عام 2016، التي قيل انها تدخلت في نتائج الانتخابات الامريكية عام 2016 عندما ادعي البعض ان قراصنة روس سرقوا من وكالة مخابرات روسية بيانات من اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، ومن أفراد يعملون في حملة مرشحة الرئاسة الأميركية آنذاك هيلاري كلينتون.

وتهدف هذه الاختراقات إلى الإحراج والتأثير على النتائج السياسية، بدلاً من تدمير المعدات أو البنية التحتية.

 

القراصنة الاشباح

وحذر الخبراء من أن تورط متسللين هواة في الصراع في أوكرانيا قد يؤدي إلى الارتباك والتحريض على المزيد من القرصنة المدعومة من الدولة، حيث ستسعى روسيا للدفاع عن نفسها والرد على مهاجميها.

وحذّرت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية من أن "بعض مجموعات الجرائم الإلكترونية تعهدت مؤخرًا علنًا بدعم الحكومة الروسية"، وتعد هذه الجماعات مسؤولة عن جرائم إنترنت سابقة وقع ضحيتها جهات غربية.

إن مصطلح "القراصنة الأشباح" يطلق على مجموعات القرصنة التي لا يعرف لأي دولة ينتمون، ولا أهدافهم الحقيقية، فبعضهم قد يكونوا متطوعا والبعض الآخر قد يكون تابعا لدول معينة ويكون من أهدافه أن يكون عميلا مزدوجا.

إن دخول هذا النوع من القراصنة يفرض نمطا جديدا وإستراتيجية جديدة من قبل الدول المتقدمة تقنيا مثل روسيا، فهو يعني أن هذه الدولة تحت الهجوم وأن أهدافها سوف يتسع ليشمل منطقة ودولا أوسع، بحيث تكون ساحة الحرب السيبرانية أكبر من ساحة الحرب التقليدية، على سبيل المثال- توقف مترو الأنفاق في نيويورك بسبب خلل في أجهزة الأمان الحاسوبية، أو تباطؤ الإنترنت في لندن بسبب هجوم مكثف على مزودي الخدمة.

كل هذه السيناريوهات بالتأكيد موجودة الآن على شاشات عدة قراصنة محترفين، ينتظرون الأمر بإطلاق هذه الهجمات ليحولوا ساحة الصراع الأوكرانية إلى ساحة حرب عالمية.

ولذلك، حذر المسؤولون الأميركيون الشركات الأميركية من تنفيذ هجمات مماثلة ضدهم، وحثوها على تشديد دفاعاتها الإلكترونية، كما أصدرت حكومات أستراليا وبريطانيا وكندا ونيوزيلندا تحذيرات مماثلة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة