صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب للباحث الدكتور صفوت كمال بعنوان "من فنون الغناء الشعبى المصرى.. مواويل وقصص غنائية شعبية"، وهو من الكتب المهمة عن تاريخ الغناء الشعبى.
الكتاب نموذج يحتذى به في الدراسات الإثنوجرافية (الوصفية) التى تعنى بالجمع الميدانى الدقيق والمنظم والمقارن، وقد قام على جمع مادته فترة عمله فى مركز الفنون الشعبية - بالتوفيقية - معتمدًا على مناهج البحث الإثنوجرافى التي درسها في بولندا عام 1958، ومن مادة أعدها لبرنامجي "الفن الشعبي" 1961 بالتليفزيون المصري، و"من فنوننا الشعبية" بالإذاعة المصرية 1964، ويتضمن الكتاب ثلاثة نصوص على درجة عالية من الفنية الأدبية، هي "سالمة وسلمان"، و"فهيم وفهيمة"، و"خالد وجميل وشلباية"، الأول والثاني جمعهما من ريس الموال الفنان يوسف شتا، والثالث مجهول الراوي.
يتناول هذا الكتاب مجموعة من نصوص الأغاني، والمواويل، والقصص الغنائية الشعبية، معتمدًا على مناهج البحث الإثنوجرافي التي درسها في بولندا عام 1958، ومن مادة أعدها لبرنامجي "الفن الشعبي" 1961 بالتليفزيون المصري، و"من فنوننا الشعبية" بالإذاعة المصرية 1964، ويتضمن الكتاب ثلاثة نصوص على درجة عالية من الفنية الأدبية، هي "سالمة وسلمان"، و"فهيم وفهيمة"، و"خالد وجميل وشلباية".
ويرى الكاتب أن هذا النوع من الفن الغنائي جاء ليكون تعبيراً مباشراً عن الرؤية الفنية الأدبية للإنسان المصري تجاه مختلف مواضيع الحياة، وقيمه الاجتماعية، والأخلاقية التي تحكم، وتنظم أنماط سلوكه في الحياة اليومية الجارية.
وتطرق الكتاب إلى قلة الدراسات التي تناولت القصص الغنائي الشائع في مصر، وذكر ملمح مهم حول أن الشعر الغنائي الشعبي شاع في أوروبا ومنها انتقل إلى مصر والدول العربية عن طريق التعليم في المدارس وكذلك الأفلام السينمائية، بل أن أعمالا سينمائية قامت على أساس موضوعات من القصص الغنائي الأوروبي، إلا أن هذا النوع من الفن الشعبي لم يحظى بالاهتمام مثل القصص الغنائي الديني.
ويرى الكتاب أن الإنشاد الديني قام على قصص الأنبياء والأولياء والقديسين، والتي ترسخت قداستهم في المعتقد الشعبي الذي يحوطهم بهالة من القداسة والتعظيم، وتضمنت وصفا لبطولاتهم ومعجزاتهم الخارقة لقدرات الإنسان العادي والبسيط، مما يحد في نفوس الناس صدى يتوافق مع مخيلاتهم واعتقادهم، فيظهر الأبطال المقدسون في الغناء الشعبي الديني أصحاب سلطان علوي وأصحاب كرامات فيتوسل بهم الإنسان لتحقيق ما يعجز عن تحقيقه وما يكون خارجا عن إرادته.