التقطت الجماهير المصرية أنفاسها بعد الإعلان عن اسم المدرب الجديد للمنتخب، عقب فترة طويلة من المفاوضات مع عدد كبير من المدربين، قبل أن يتعاقد اتحاد الكرة مع البرتغالى روى فيتويا الملقب بـ"صائد البطولات" .
أغلب الجمهور المصري لا يعرف الكثير عن روي فيتوريا، وما زالت هناك استطلاعات بشأن شخصيته، وحول توقعات نتيجة عمله مع المنتخب، "اليوم السابع" سعى إلى الكشف عن تفاصيل جديدة تنشر لأول مرة مرتبطة بالخواجة البرتغالى، وكواليس التفاصيل الخاصة بتعاقده لتدريب منتخب مصر، عبر حوار مطول مع وكيل أعماله كريم سليمان، وكل ما يلي يأتي على لسانه:
خلال التفاوض بين حازم وفيتوريا
بداية المفاوضات
من أول لحظة وفيتوريا أظهر قبولا لعرض منتخب مصر بالدخول معه فى مفاوضات، ولرغبته في قيادة الفراعنة كان سلسلا سهلا في التفاوض، ولم يضع أى عقبة خلال التفاوض، لدرجة أنه رفض الحديث عن الأمور المادية والراتب الذي سيتقاضاه، وكان هذا آخر مرحلة والتفاوض، ولم تشهد أيضا أى خلافات والمسألة كانت قريبة بين العرض والطلب، وكان محور حديثه فنيا مرتبطا بظروف الفريق السابقة والحالية.
إيميدج منتخب مصر
فيتوريا كان محدد هدفه منذ فترة وهو تدريب المنتخبات، والابتعاد عن تدريب الأندية، بحثا عن طموح جديد وأهداف مختلفة، تناسب المرحلة التى يعيشها حاليا.
بالإضافة إلى اسم منتخب مصر الكبير الذى تلاقي مع رغبته ووصفه أنه "إيميدج" بالنسبة له، وسيزيد من أسهمه فى بورصة المدربين، كون منتخب الفراعنة أحد المنتخبات الكبيرة قاريا، ودائما صاحب حظوظ كبيرة في التتويج بالبطولات التي يشارك بها، ويملك من التاريخ الكبير.. "وهذا كان ضمن حديثه مع حازم إمام أثناء التفاوض".
دخول محمد صلاح على خط المفاوضات
لم يكن النجم العالمى محمد صلاح بعيدا عن جلسات التفاوض، وكان الحاضر الغائب فى أغلب الاجتماعات، وكان الحديث عنه كثيرا، ومن أبرز ما قاله فيتوريا فى هذا "وجود صلاح أقوى الأسباب التى دفعتني للموافقة على تدريب منتخب مصر، فهو لاعب مثالى، والتعامل معه يزيد من أى مدرب مهما كان اسمه وخبراته، ووجود نجم ليفربول مع أى فريق بيكون عامل مساعد لكل من حوله فى تقديم أفضل أداء".
أول طلب لفيتوريا في التفاوض مع منتخب مصر
في بداية التفاوض وخلال أول جلسة مباشرة لم يتم التطرق إلى تفاصيل تعاقدية من أى نوع، واكتفى بطلب شرائط مسجلة لمباريات المنتخب الأخيرة، للاطلاع مع مخطط الأحمال ومحلل الأداء على مستوى اللاعبين والتعرف عن حالة كل لاعب، وتحديد نقاط الضعف والقوة حتى يبنى وجهة نظر عن المهمة التى تنتظره، وكيفية إداراتها بما يضمن تحقيق النجاح المطلوب، وبالفعل وفرها له حازم إمام، وطلب الخواجة تأجيل الحديث فى التفاوض لليوم التالي حتى يشاهد المباريات.
صدمة خسارة أثيوبيا ودورها فى المفاوضات وكيف علق فيتوريا
حازت خسارة المنتخب مباراة إثيوبيا الصادمة حيزا كبيرا من الحديث التفاوضى، ونالت اندهاش واستغراب فيتوريا الذى تساءل عن السبب في ذلك المستوى، وتلك النتيجة، خصوصا وأن الفارق كبير بين المنتخبين، ورد عليه حازم إمام بالإشارة إلى غياب عدد كبير من الإسكواد الأساسي لظروف الإصابات.
من جانبه رد فيتوريا، بالتأكيد على استشعاره سيطرة الإحباط على اللاعبين بعد خسارة لقب أفريقيا، وضياع فرصة اللعب في كأس العالم، بعد أن كان المنتخب قاب قوسين أو أدنى من تحقيق المجد والوصول إلى قمة الهرم، وفجأة وجد اللاعبون أنفسهم أسفله.
وكانت وجهة نظره فى التعامل مع الأمر حينها خلق دوافع جديدة فى نفوس اللاعبين، بعد هذا الإحباط الذى انتابهم، مشددا على أنه سيتعامل مع هذا الوضع فى بداية عمله ليستعيد اللاعبين ثقتهم فى أنفسهم معنويا وفنيا، وبالتالى تظهر مستوياتهم الحقيقية.
ولاء اللاعب المصري للمنتخب أكثر الأمور تشجيعا لفيتوريا على قبول المهمة
من أكثر الأمور التى شجعت فيتوريا على قبول تدريب منتخب مصر هو التأكيد من حازم إمام على أن لاعبى المنتخب عندهم من الولاء الكثير للدفاع عن ألوان علم بلاهم، والجميع يود التواجد دائما مع المنتخب، وهوما اعتبره فيتوريا من أكبر العوامل التى تشجع على النجاح، وقارن بين اللاعب المصري المحترف ونظيره في بعض البلدان الأفريقية الذى يرتبطون بمنتخبات بلادهم من أجل المال وليس من أجل الوطن.
ميزة فيتوريا الشخصية
هو مدير أكثر من كونه مدربا فقط.. إذ أنه يؤمن بضرورة توفير كل وسائل النجاح للاعبين خارج الملعب قبل داخله، وإذا ما كان المناخ جيدا حول اللاعبين سيكون من السهل عليه إداراتهم بالأسلوب الأمثل داخل الملعب..
كما تعهد بالوقوف جانب اللاعبين في أى أزمات شخصية دون أن يكون تفكيره ومنهجه فى العمل مقتصرا على النواحى الفنية فحسب، حتى لا تظهر أى مشاكل من أى اتجاه تؤثر على التركيز وتفسد العمل .. "فيتوريا من نوعية المدربين الذين يهتمون بأدق أدق التفاصيل في كل ما يخص الفريق تنظيميا وإداريا وفنيا".
فيتوريا والعلاقة مع الجمهور المصري
من أكثر الأمور التى ذكرها فيتوريا ونالت إعجاب حازم إمام ما قاله عن تفهمه طبيعة وعقلية الشعب المصري، بحكم التشابه مع الناس فى بلده البرتغال فى المناخ والظروف الحياتية، إذ أن البرتغال ليست من الدول المرفهة، وكذلك المصريون الذين يعتبرون كرة القدم من أهم أسباب سعادتهم، وهو ما سيعمل على تحقيقه خلال قيادته لمنتخب مصر.
التفاعل السريع مع الأحداث في مصر وعدم التعالى
من أبرز ما يظهر تشجع فيتوريا على تدريب منتخب مصر، هو تفاعله مع الأحداث المحيطة به، وإبداؤه رد فعل سريع وإيجابي على الفيديو الترحيبي الذى نشره حساب اتحاد الكرة له.. وهو ما يعني أنه بدأ فعليا التعامل على أنه مدرب منتخب مصر والتقرب من كل أطراف المنظومة بكافة أشكالها من جماهير ومسئولين، دون انتظار الحضور إلى القاهرة وتولى مهمته رسميا، دون أى تعال أو تجاهل خاصة مع الجماهير التى يراها السند الأكبر في عمله ودعمهم له سيكون له أكبر الأثر في مهمته.
تأقلم فيتوريا مع المنتخب قبل بداية المهمة
يرى فيتوريا أن سابق عمله في المنطقة العربية وتحديدا مع النصر السعودي سيسهل عليه التأقلم مع منتخب مصر، كونه يدرك طبيعة اللاعب العربي ويستطيع التعامل معها بشكل مباشر دون تعقيدات.
وعن حقيقة رفض عرض الأهلي قال:
أوضح وكيل فيتوريا أن المتداول فى هذه النقطة تحديدا مغالط تماما و كل ما أثير فى ذلك الأمر ليس له علاقة بالواقع، ولم يكن حقيقيا أن المقابل المادى المغالى فيه من جانبه سبب فشل المفاوضات مع الأهلى، فهو أكد أكثر من مرة خلال حديثه فى ذلك الموضوع أثناء التفاوض لتدريب المنتخب، تقديره لاسم الأهلى الكبير وجماهيره، إلا أنه رفض العرض، ويمكن أن نقول أنه حسبها من منطلق المنفعة الخاصة له بعيدا عن العاطفة، فهو لا يحبذ التعاطف فى العمل، خاصة وأنه محدد هدفه من البداية بالتوجه إلى تدريبات المنتخب، لذا وبنفس المنطق رفض مناقشة عرض الشباب السعودى، وليس صحيحا أيضا حدوث أى تفاوض رسمي معه من النادى السعودى، فهو من الأساس غير مرحب بالعمل مع الأندية ومحدد طريقه بتدريب المنتخبات المرحلة الحالية.
طموح فيتوريا مع منتخب مصر
عن ذلك قال الشغف الذى يسيطر علي فيتوريا فى الوقت الحالى والطريقة التفاؤلية التى يتحدث بها، تكشف أن طموحه مع منتخب مصر ليس له حدود، فهو يرى قدرته مع اللاعبين بالعمل المخلص والتفانى على تحقيق كل "التارجت" المطلوب من نتائج طوال مدة تعاقده الممتد حتى 4 سنوات كاملة ويكللها بالنجاح فى التأهل لمونديال 2026.