تشهد إيطاليا أزمة حكومية بعد إعلان رئيس الحكومة ماريو دراجى استقالته أمس خلال اجتماع مجلس الوزراء الليلة الماضية، والتى رفضها بعد ذلك رئيس الجمهورية الإيطالية سيرجيو ماتاريلا، حسبما قالت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية.
فى خضم الأزمة السياسية التى تواجه إيطاليا، بعد الرحيل المحتمل لدراجى، تضغط الأحزاب اليمينية لدفع الانتخابات التى قد تكون فى صالحها، كما يقول الخبراء اليوم.
وأوضحت مصادر حكومية لمجموعة (أدنكرونوس) الإعلامية، أنه "تلبية لدعوة ديوان الرئاسة للقاء البرلمان بشقيه، بهدف إجراء المشاورات اللازمة، بغية إجراء تقييم للوضع الذى نشأ بعد رفض حركة خمس نجوم التصويت للثقة فى مرسوم المساعدات، سيمثل دراجى أمام البرلمان يوم الأربعاء المقبل".
وتحدثت مذكرة صدرت عن قصر (كويرينالي)، مقر الرئاسة الإيطالية، أنه خلال اللقاء "الذى جمع ماتاريلا ورئيس الوزراء، كان هناك تطابقا كاملا للآراء".
وقد أصبح الأمر متروكاً الآن لرئيس الوزراء لجس النبض وفهم مجريات الأمور بعد التقييمات اللازمة، فيما إذا كانت الظروف متوفرة لـ"ميثاق الثقة الكامن وراء إمكانية الحكومة ممارسة مهامها"، والذى يرى دراجى غيابه بشكل يمكن من استعادته بطريقة أو بأخرى. وكل ذلك شريطة أن يقرر رئيس الوزراء البقاء.
وكان دراجى قدم استقالته وسط أزمة سياسية نجمت عن رفض حركة "خمس نجوم" المشاركة فى تصويت بالثقة لصالح الحكومة. لكن الرئيس سيرجو ماتاريلا رفضها ودعا رئيس الوزراء إلى المثول أمام البرلمان لـ"تقييم الوضع". وتعارض حركة "خمس نجوم" بناء محارق تعتبر أنها مكلفة ومسببة للتلوث وغير فعالة ولا تشجع السكان على فرز النفايات. وتعرف الحركة التى فازت بالانتخابات التشريعية فى 2018 انقسامات حادة، وسط تراجع نسب التأييد لها فى الشارع الإيطالي.
انقسام فى الحكومة الإيطالية
ومن ناحية أخرى، طالبت جيورجيا ميلونى، زعيم حزب الإخوان الإيطالى، الجمعة، فى خضم الأزمة الحالية فى الائتلاف الحكومى، الذى لا ينتمى إليه، بإجراء الانتخابات العامة المقرر إجراؤها فى مايو 2023 فى أقرب وقت.
وقالت ميلونى فى رسالة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعى "كفى من المعارك وألعاب القصر على جلد إيطاليا والإيطاليين: تحلى بالشجاعة والكرامة لتقديم نفسك للمواطنين".
امتنعت حركة الخمس نجوم (M5S)، ذات الثقل المهم فى الائتلاف المذكور، عن التصويت يوم الخميس الماضى فى مجلس الشيوخ على مرسوم مساعدات بقيمة 24 مليار يورو، معتبرة أنه غير كاف.
يقدر المحللون أن السيناريو السياسى معقد للغاية، والذين يتوقعون حلًا محتملاً لتحالف البنتاستار مع الحزب الديمقراطى (PD) بسبب الدعم الذى يقدمه الأخير لرئيس الوزراء.
ولكن على الجانب الآخر، ألمح بيان مشترك لزعيمى حزبى يمين-الوسط بالائتلاف الحاكم، ماتيو سالفينى (حزب الرابطة) وسيلفيو برلسكونى (فورتسا إيطاليا) إلى تكوين أغلبية برلمانية بدون حركة خمس نجوم لدعم حكومة ماريو دراجى كبديل وحيد لانتخابات برلمانية مبكرة.
وقال البيان إنه "بعد ما حدث، لم يعد من الممكن الاعتماد على حركة خمس نجوم فى هذه المرحلة الدرامية"، فى إشارة إلى عدم مشاركة برلمانيو الحركة فى تصويت على الثقة بالحكومة فى مجلس الشيوخ مرتبط بمرسوم مساعدات للشركات والأسر بحجة أن الدعم المعلن ليس كافيا.
وبشأن مثول دراجى أمام البرلمان يوم الاربعاء المقبل للتأكد ما إذا كانت حكومته لا تزال تحظى بالأغلبية حسبما طلب ماتاريلا، قال البيان “سنستمع باحترام واهتمام إلى تصريحات رئيس الوزراء دراجى، الذى رد بحزم مفهوم فى مواجهة اللامسئولية والمماطلات والتصويت ضده".
وشدد البيان على أن حزبى يمين-الوسط فى الائتلاف الحاكم سيستمران "فى الدفاع عن مصالح الإيطاليين بجدية واتساق، وبالتأكيد ليس خوفا من حكم الايطاليين أنفسهم فى صناديق الاقتراع فى حالة إجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
تحتل الرابطة المرتبة الثالثة بنسبة 15 % من التأييد وتسجيل فورزا إيطاليا بين 7 و 10 %، مما يضع المجموعة السياسية الأخيرة فى نفس مستوى M5S.