كعادته فى أى حديث لا يخلو من التأمل والتفكير الدائم، سواء داخل الملعب أو خارجه، موهبة محمد صلاح الأسطورة المصرية الساطعة فى سماء الملاعب الأوروبية بقميص ليفربول، تلك المدينة التى تأسست عام 1207 فى عهد الملك جون، وكانت المدينة الثانية بعد لندن فى كثير من المجالات خاصة التجارة وأصبحت ملاذ الفرعون المصرى للتلاعب بآهات جمهورها، والتي اعتمد سكانها فى بادئ أمرهم على صيد الأسماك والزراعة ولم يعلموا أنه سيأتى عليهم عام تشرق فيه شمس مصرية تعلمهم صيد منافسيهم بكل سهولة ويسر.
وبالنظر إلى أساطير كل نادٍ فى العصر الحديث نجد أن هناك خللا حدث بعدما رحل كل من كرستيانو رونالدو عن ريال مدريد ومنه إلى يوفنتوس ثم مانشستر يونايتد، والنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي رحل عن برشلونة إلى باريس سان جيرمان، إلا أن "منتالتي" محمد صلاح كان لها رأى آخر فى هذا الأمر .
العقلية التى تحدث عنها محمد صلاح فى العديد من لقاءاته التليفزيونة دفعته للتجديد مع ليفربول لثلاثة أعوام قادمة بحثاً عن المجد المهنى، وليس المادى فقط، مثلما فعل الثنائي رونالدو وميسي ليصبح محمد صلاح بالورقة والقلم أذكى من الثنائي اللذين قررا بكامل إرادتهم التنازل عن حب جماهيرهم.
مصير كريستيانو رونالدو الحالى يمكن تلخيصه فى "دوام الحال من المحال"، فبعدما كان أهم لاعبي العالم وتتصارع الأندية للظفر بخدماته أصبح عبئا ثقيلا على مانشستر يونايتد الذى أعلن هو نفسه التمرد على أفراده طمعا فى الهروب من جحيم أولد ترافورد الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع فى أوروبا، ولن يشارك فى دوري الأبطال البطولة الأكثر أهمية داخل القارة العجوز
وحسبما نشرت صحيفة "آس"الإسبانية، فإنه لا توجد مشاكل شخصية بين النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو والنادى، لكنه غير مقتنع بالمشروع الجديد لمان يونايتد، ولن يستطيع أحد تغيير قراره بالرحيل عن أولد ترافورد.
ومع قرار رونالدو بمغادرة مانشستر يونايتد، بدأ خورخي مينديز وكيل أعماله البحث عن نادِ مناسب يتماشي مع طموحات الدون فى الموسم المقبل، وظهر النجم البرتغالي كـ"متسول" كرة قدم يسعى للهروب إلى أى نادٍ كبير، على عكس ما قام به محمد صلاح مع ليفربول، الذى يطمح أن يضيف إلى عدد ألقابه الأوروبية، على الرغم من أنه زعيم إنجلترا حقًا، ويمتلك الرقم القياسي فى عدد الألقاب بدوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي والسوبر الأوروبي أيضًا، وفاز الريدز بلقب دوري أبطال أوروبا في 6 مناسبات ولقب الدوري الأوروبي "كأس الإتحاد الأوروبي " في 3 مرات، وفاز بلقب كأس السوبر الأوروبي في 4 مرات آخرها في مطلع الموسم الحالي ، تلك الأرقام التي شارك فيها محمد صلاح بشكل أساسي واستطاع قيادة فريقه للحصول عليها قرر ألا يتخلى عنها بسهولة ليستكمل مع الريدز مسيرة الانتصارات والنجاحات المحلية والأوروبية.