نيرون المفترى والمفترى عليه.. هل أحرق روما من أجل عشيقته أم تم تزييف الحقائق؟

الإثنين، 18 يوليو 2022 08:00 م
نيرون المفترى والمفترى عليه.. هل أحرق روما من أجل عشيقته أم تم تزييف الحقائق؟ نيرون
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم ذكرى حريق روما الكبير، وهو حريقا كبيرا دمر نحو ثلثي مدينة روما وذلك في سنة 64 ميلادية. وفقا لتاسيتس فقد انتشر الحريق سريعا واستمرت النيران مندلعة لمدة خمسة أيام ونصف. فيما لم تتضرر أربعة فقط من أحياء روما الأربعة عشر، حيث دمرت ثلاثة أحياء تماما فيما تضررت سبعة أحياء ضررا بالغا.

بحسب كتاب "أعجب الأساطير" للكاتب عصام عبد الفتاح، فإن نيرون عندما وصل إلى الحكم فى سن السادسة عشر من عمره، كان مجرد امبراطور اسميا، لصغر سنه ولأن أمه "أجربينيا" ظلت تتحكم فى كل شىء بنفوذها، فعهدت بمهمة تربيته، ونشأنه إلى اثنين من أكثر المخلصين لها، الأول الفيلسوف "سينيك" المفوه الذى وعدته أن يصبح وزيرا للدولة، و"بورس" الذى وعدته أن يكون قائدا للجيش.

أحب نيرون هذه الفتاة اليهودية، وهناك من يرى أنها هى التى دفعته لحريق روما، و(سابينا) هى الزوجة الثانية لنيرون، أجمل نساء روما، كانت عشيقة أو زوجة أولى للقائد أوتون صديق نيرون قبل أن تصبح عشيقة لنيرون ثم زوجته، حرضت الإمبراطور على قتل زوجته الأولى أوكتافيا، وكان نزاعها مع أمه من أسباب قتلها على يد ابنها نيرون، حيث قتلها بركلة قوية وهو غاضب، ثم أسف على موتها وأقام لها جنازة عظيمة.

ويقال أيضا إن نيرون كان جالسا فى برج مرتفع يتمتع بمنظر الحريق و بيده آلة عزف و يغنى أشعار هوميروس التى يصف فيها حريق طروادة، ونتيجة لهذا الامر ساد اعتقاد أن نيرون هو الذى أمر بإشعال الحريق او عمل على منع إخمادها إلا انه عمد على إلصاق تهمة إشعال الحريق بالمسيحيين، و بدأ يلهى الشعب فى القبض على المسيحيين واضطهادهم وسفك دمائهم بتقديمهم للوحوش الكاسرة أو حرقهم بالنيران أمام أهل روما وفى جميع أنحاء الإمبراطورية.

على جانب آخر يرى عالم الآثار والمؤرخ الإنجليزي أنتوني باريت -في بحث جديد حول حريق روما الكبير- أن الحقائق تم تزييفها بشكل متعمد، وأن الحريق لم يكن هائلا كما قيل، ويؤكد باريت أن النيران التهمت حوالي 15% فقط من مدينة روما، كما أن الحريق لم يدمّر فقط الأحياء الفقيرة -مثلما يفترض المؤرخون منذ فترة طويلة- بل دمّر منازل الطبقة الأرستقراطية أيضا.

ويضيف الباحث الإنجليزي أن نيرون فرض آنذاك ضرائب كبيرة على النخبة لمواجهة الظرف الطارئ، وشرع في إعادة إعمار المدينة، وفي غضون 3 أعوام من اندلاع الحريق، أجمعت النخبة على طرده من السلطة، وبدأت تكتب التاريخ وفق رؤيتها، وهو ما جعل نيرون طيلة ألفي عام ضحية للتشويه وتزييف الحقائق.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة