تعرضت لوحة الموناليزا للفنان العالمى ليوناردو دافنشي، في متحف اللوفر، في باريس، في الشهر الماضي، لاعتداء بواسطة شخص ألقى عليها قطعة من البيض أو الخبز، وهو الأمر الذى أثار استياء العديد من محبى الأعمال الفنية، وقاموا بنشر مقطع فيديو للحظة الاعتداء على أشسهر لوحة فى العالم.
وقد ادعى الشخص الذى ألقى الكعكة أو البيض على لوحة "الموناليزا"، أنه فعل ذلك باسم التغير المناخي، حيث اصطحبه الأمن إلى الخارج، وكان يقول "فكر في الكوكب! . . . هناك أناس يدمرون الكوكب - فكر في ذلك! . . . لهذا فعلت ذلك!".
ومؤخرًا توصل العديد من المؤرخين إلى الإجابات حول الموناليزا فى الحياة الواقعية، حيث إن الجواب الأكثر شيوعًا هو أن الموناليزا صورة حقيقية لليزا جيراردينى، التى ولدت يوم 15 يونيو 1479 فى فيا ماجيو بجمهورية فلورنسا وتوفيت فى 15 يوليو 1542، وكانت جيراردينى زوجة تاجر فلورنسى يدعى فرانشيسكو ديل جيوكوندو.
وعلى الرغم من ذلك بعض المؤرخين لديهم أفكار مختلفة حول من يمثل العمل الفنى الشهير، إذ اعتقد البعض منهم أن الموناليزا ليست شخصًا حقيقيًا على الإطلاق، بل هى نسج من خيال ليوناردو دافنشى أو صورة تمثل العديد من النساء بينما اعتقد البعض الآخر أنها صورة ذاتية ليوناردو دافنشى نفسه.
ووفقا لنيويورك بوست الأمريكية، قال المهندس الباريسى باسكال كوتى، الذى أجرى دراسة عميقة للوحة، إن المرأة فى اللوحة فى وقت ما كان لديها رموش وحواجب ولكن مع مرور الوقت، لم تعد مرئية حيث قالت كوتى إن عمليات المسح التى أجريت على اللوحة بدقة 240 ميجابكسل تظهر آثارًا لما كان يمثل حاجبها الأيسر.
نفس المهندس الذى اكتشف حواجب الموناليزا اكتشف أيضًا اكتشافًا مثيرًا للاهتمام تحت اللوحة الشعبية فقد ابتكر كوتى كاميرا بتقنية Lumiere كانت قادرة على تحديد خطوط الفحم فى مناطق اللوحة، بينما سمح متحف اللوفر لكوتى بأخذ صور فوتوغرافية للموناليزا ونشر النتائج التى توصل إليها فى مجلة التراث الثقافى وقد استخدمت كاميرته طريقة تضخيم الطبقة (LAM) لاكتشاف الضوء الذى ينعكس على 13 طولًا موجية وسمحت له هذه الطريقة برؤية تفاصيل دقيقة مخبأة تحت اللوحة لم تكن مرئية للعين المجردة.
واكتشف كوتى أن ليوناردو دافنشى استخدم تقنية "splovero" عند إنشاء اللوحة ما يعنى نقل الرسومات المبكرة للرسم على القماش عن طريق عمل ثقوب على طول السطح الخارجى للرسم، ووجد أن الرسم الأولى المستقر فى الطبقة العميقة من اللوحة يظهر صورة ظلية مختلفة عن ما هو معروض فى اللوحة وأخيرًا، اكتشف دبوس شعر صغير وُضِع فوق رأس الموناليزا مباشرةً، والذى وجده مثيرًا للاهتمام بشكل خاص لأنه فى ذلك الوقت، لم يكن تسريحة شعر نموذجية للمرأة فى فلورنسا، وهو يعتقد أنه يشير إلى فكرة أن اللوحة لم تكن بورتريه كما يعتقد الكثيرون، ولكنها بالأحرى لوحة "لامرأة غير حقيقية، مثل إلهة".