يعد أديب نوبل العالمي جابرييل جارسيا ماركيز، واحد من أكثر أدباء أمريكا اللاتينية تأثيرا في الثقافة العربية، من خلال حجم الترجمات الكبيرة والإصدارات المتعددة التي حظيت بها الرواية في منطقتنا العربية، لكن أيضا الاهتمام بمعالجتها دراميا أخذ حيز كبيرا من الاهتمام مسرحيا وسينمائيا وعلى نحو ربما أكبر في الإذاعة المصرية.
وجابرييل جارسيا ماركيز (6 مارس 1927 - 17 ابريل 2014)، شكل جزءاً مما بات يُعرف بظاهرة البوم الأمريكي اللاتيني. ويشتمل الإنتاج الأدبي لماركيث على العديد من القصص والروايات والتجميعات، إلى جانب كتابات أخرى، وتتناول الغالبية العظمى منه مواضيع مثل البحر وتأثير ثقافة الكاريبي والعزلة.
وفى كتابها "المعالجات الدرامية لأدب ماركيز في الإذاعة المصرية" الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، تقدم الدكتورة ناهد الطحان قراءة في إنتاج البرنامج الثقافي بالإذاعة من أعمال درامية من أصول أدبية غربية، لافتة إلى أن ماركيز الحاصل على نوبل عام 1982، أحد أكثر هؤلاء المبدعين التي تحولت أعمالهم الروائية والقصصية إلى أعمالا درامية إذاعية، لافتة في الوقت ذاته أن إبداع الكاتب الكولومبي الشهير لم يخذ حيز كبير من الاهتمام إلا بعد صدور روايته «مائة عام من العزلة» عام 1967، على الرغم من غزارة إنتاجه قبلها.
الدراسة بينت الخصائص التي جعلت من أدب ماركيز مادة خصبة لصناع الدراما الإذاعية في تحويل منتج صاحب "الحب في زمن الكوليرا" إلى إعمالا فنية، وذلك لما فيها من أساليب درامية وبنية قصصية ذات أبعاد يسهل تجسيدها دراميا، ولما يتوافر في أدب أديب نوبل من واقعية سحرية تميز أعماله ولمسه بسيطة تلمس النفس البشرية، تعبرا عن مشاعره وأحاسيسه، من خلال كلمات رسمت بنعومة فائقة الحب والفراق والموت.
وتطرقت ناهد الطحان في دراسته إلى عدد من الأعمال الإذاعية التي استمدت من إبداعات ماركيز ومنها "ليس في بلدنا لصوص" 2005، المأخوذ عن قصة قصيرة لماركيز، و"حكايات ماكوندو" 2016، المأخوذ عن رواية "مائة عام من العزلة"، وأعمالا أخري قدمت على مدار العقدين الأخيرين في الإذاعة المصرية، حققت نجاحا واثبتت حضورا لافتا لأدب الأديب الكولومبي في الثقافة العربية.
غلاف الكتاب