رغم الحداثة التى تلاحق المدن والقرى إلا أنه ما زال جزء أصيل من مدينة نقادة جنوب محافظة قنا يحتفظ بعالمه القديمة التى مر على إنشاؤها عشرات السنوات لتصبح متحفًا مفتوحا للزوار، تفوح بالمكان أصالة الماضى فى أعين كبار السن الذين عاصروا أيام ازدهار ذلك السوق الذى سمى بسوق "نقادة" المنطقة التى أطلق عليها قديمًا أيضًا الحمام نظرًا لوصول المياه إلى أطراف المدينة وقلبها عند الفيضان وصيد الأسماك من شوارعها كما ذكر أحد كبار السن من الأهالى.
من المعالم البارزة فى ذلك المكان هو قصر الخواجة جبرة المبنى على الطراز المعمارى الأوروبى، بالإضافة إلى الأبواب والشبابيك والبلكونات التى صممت بزخارف بديعة تعكس مدى إتقان صناع تلك الأخشاب والنقش عليها وصلابتها التى مهدت الطريق لها للعيش لأكثر من 150 عام ليصبح القصر صامدًا للزمن يستقبل الزائرين إلى الجزء الصغير من المدينة الذى يتواجد فيه الحرف اليدوية والمحلات القديمة وأصحاب الوجوه البشوشة.
ويرجع تاريخ القصر، إلى النصف الأول من القرن العشرين، حيث كانت تسكنه تلك الأسرة من الأغنياء وجهاء البلدة، ويحتوى على فناء واسع كحديقة للقصر فى ذلك الوقت، وبه مصدر مياه "الساقية" كما شيد المبنى من طابقين بمدخل يتصل به من خلال درجات سلم، وعلى يمينه 4 أعمدة من قاعدة وبجسم، وتاج بزخارف نباتية، ثم إلى داخل القصر مكانًا للاستقبال وغرفتان على اليمين واليسار.
الطابق الأخير من القصر به قبة خشبية من 3 أطوار ومعشقة بزجاج أتقن الفنان زخارفها، ويذكر المقريزى أن معظم منازل الصعيد الأثرياء منها كانت منازلهم تتنهى بها، وأن سكان هذه البيوت كانوا يمتلكون عشرة آلاف دينار، مضيفًا أن واجهة القصر الرئيسية من الناحية الشمالية بها 3 بلكونات، أكبرها أوسطهم، والواجهة بها عدد من النوافذ الطويلة، كما يوجد 3 أفريز نباتية متقنة من الجبس، وبنى من الطوب "الأحمر" من مادة بناء مركبة من الحمرة والجير، كما ضم سقف من قضبان حديدية وليست عروقًا خشبية، لافتًا أن هناك قصورًا مشابهة لهذا القصر، مثل قصر "ستيت" ويعد ذلك القصر تراثًا حضاريًا لا يجوز تغير ملامحه.
قال ميلاد حنا، إن شارع السوق القديم أو شارع القصايرية يتواجد منذ مئات السنين، حيث ولد فوجد تلك المعالم بالشارع كما هى ويضم المحلات القديمة والمنازل التى تعمل فى صناعة الفركة وهى صناعة فرعونية كانت تستخدم فى صناعة الشال من الحرير والفبر وتصدر إلى السودان وتباع للسائحين، لافتًا أن معالم الشارع لم تتغير عن الزمن الماضى ولكن تحولت المحلات إلى مناطق أخرى، ومن أبرز المعالم قصر جبرة.
وأوضح حنا، أن من الحكايات المعروفة عن ذلك القصر أن صاحبه كان من الأثرياء وينتمى إلى عائلة تكلا الحكيم وكان يتواجد أمام القصر يتابع الأعمال وجمع الغلال، كما كانت حديثة القصر مزروعة بعدد من أشجار الفواكه التى كان الأطفال الصغار يتسللون إليها للحصول على بعضها.
وأشار حنا، إلى أن أحفاد الخواجة جبرة هاجروا خارج مصر، ولكن أصبحوا يترددون على زيارة نقادة من حين إلى آخر وذلك للاطمئنان على أراضيهم وحصتهم من الزراعات، ولقدم القصر أصبح من المعالم الحضارية التى لا يجوز تغييرها.
وقال ماجد حسن، مفتش آثار، أن نقادة مدينة فرعونية ذات حضارات ثلاث تمتاز بتراثها القديم الذى ما زال هناك شواهد تاريخية عليه مثل طواقى فرعون فى جبل كوم بلال وهرم جرن الشعير وكذلك الأديرة القديمة ومن هذا التراث قصر جبرة المبنى على الطراز الأوربى لصاحبة الخواجة جبرة الذى بناه فى النصف الأول من القرن العشرين، وأبواب نقادة القديمة والأعتاب المتواجدة فى شارع السوق القديم والتى تحمل نقوشًا لحكم بالقبطية وآيات من الإنجيل وكذلك القرآن متمنيًا عن التجديد فى المبانى القديمة للحافظ على النقوش.
حكاية قصر جبرة
قصر الخواجة جبرة
قصر بمدينة نقادة
قصر جبرة
قصر نقادة
معالم قصر جبرة