السادات فى أعين الغرب.. ثعلب السياسة الأمريكية هنرى كيسنجر يختار الرئيس الراحل ضمن أبرز 6 نماذج للقيادة العالمية..وزير خارجية نيكسون يقر بعدم تقديره فى البداية لبطل أكتوبر.. ويؤكد: سياسة الخطوة خطوة كانت إنجازا

الأربعاء، 20 يوليو 2022 10:00 م
السادات فى أعين الغرب.. ثعلب السياسة الأمريكية هنرى كيسنجر يختار الرئيس الراحل ضمن أبرز 6 نماذج للقيادة العالمية..وزير خارجية نيكسون يقر بعدم تقديره فى البداية لبطل أكتوبر.. ويؤكد: سياسة الخطوة خطوة كانت إنجازا هنرى كيسنجر - وزير الخارجية الأمريكي الأسبق
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر فى الأسابيع القليلة الماضية كتاب ثعلب السياسة الأمريكية المخضرم هنرى كسينجر، الذى شغل منصب وزير الخارجية فى إدارة الرئيس نيكسون فى سبعينيات القرن الماضى، وعلى الرغم من أن كسينجر يقترب من إتمام المائة عام، إلا أن ذاكرته المعلوماتية والتحليلية لا تزال على ما يبدو بالقوة التى كانت عليها قبل عقود.

 

 فلم يمنع التقدم فى العمر كسينجر من تقديم خلاصة تجربته فى مجال السياسة الدولية فى كتاب جديد بعنوان "القيادة: ست دراسة فى إستراتيجية العالم"، تناول فيه تجربة ست من أبرز قادة العالم فى القرن العشرين، وهم الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون والفرنسى شارل ديجول ورئيسة الوزراء البريطانية مارجريت ثاتشر ومستشار المانيا الغربية كونراد أدينور، وأول رئيس وزراء لسنغافورة لى كوان يو، إلى جانب الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

 

وكتب كسينجر عن القادة الستة يقول إن التحدى الذى واجه كل منهم كان ساحقا بالمعايير التقليدية. ولم يكن هو نفس التحدي، لكن بشكل عام تحدى للأهداف الأساسية للمجتمع. وبعد فترة من خيبة الأمل وعدم الإنجاز، كان لديهم القوة لتطوير مفهوم للتغلب على هذا التحدى وأيضا أخذ شعوبهم معهم.

 

وسرد كسينجر فى كتابه واقعة تحدث فيها عن عدم تقديره فى البداية للرئيس السادات،  وقال إنه قبل يوم من حرب أكتوبر 1973، أرسل السادات مبعوثا، وأجرى كسينجر اجتماعين مع المبعوث؛ واحدا فى منزل خاص فى مقاطعة ويستشتر والثانى فى باريس، أو قرب باريس أثناء قيامه برحلة أوروبية. وفى كلا الاجتماعين، أوضح كسينجر مفهومهم للمبعوث، الذى رفض  هذا المفهوم، وكان مثل السادات.

 

 ويقول كسينجر: على أن أعترف، استهنت بالسادات عندما قال المبعوث فى اللقاء: لو مضى هذا الاجتماع بشكل جيد، فإن الرئيس سيدعوك إلى القاهرة.. يقول كسينجر: كتبت ملاحظة لمساعدى بيتر رومان الذى كان جالسا بجوارى أقول فيها "هل سأكون غير مهذب لو سألته ما هى الجائزة الثانية؟".

 

 وتابع كسينجر فى كتابه قائلا: السادات بعث رسالة فى اليوم الثانى من الحرب يقول إنه يريد التفاوض بعد الحرب. وكنت قد بعث إليه برسالة تقول: خلال الحرب من فضلك ضع فى اعتبارك أن تقاتل بالأسلحة السوفيتية لكن سيكون عليك صنع السلام من خلال الدبلوماسية الأمريكية. لكن عندما التقيت به بالفعل، وكان هذا بعد أسبوعين، بدأ السادات المحادثة قائلا: أريد السلام، وأريد خطة كسينجر. ومضى قائلا: لكن بما أنك لم تكن  متاحا فقد وضعت خطة كسينجر. وذهب إلى خريطة وشرح له.. ويقول كسينجر أن هذا الاستعداد للمضى خطوة بخطوة بدلا من السعى إلى تسوية شاملة كان إنجازا.

 

وفى الفصل الرابع من كتابه سرد كسينجر مسيرة السادات منذ سنوات عمره الاولى وحتى اغتياله فى اكتوبر 1981، وتناول قيادته لحرب أكتوبر ثم مفاوضات فك الاشتباك وإقدامه على توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل. وراى كسينجر  أن رؤية السادات للسلام كانت شجاعة وغسر مسبوقة فى تصورها وجريئة فى تنفيذها.

 

 ومع صدور الكتاب، أصبح كسينجر نجما فى وسائل الإعلام الامريكية التى تسابقت لمحاورة الثعلب، ليس فقط للحديث عن كتابه، وإنما أيضا عن السياسات الدولية الراهنة.

 وفى مقابلة له مع وكالة بلومبرج، نشرت الثلاثاء، كسينجر الرئيس جو بايدن من الدخول فى مواجهات لا تنتهى مع الصين، وقال فى مقابلة مع بلومبرج إن السياسات الدولية اليوم تتطلب المرونة التى تبناها نيكسون للمساعدة على تهدئة الصراعات بين الولايات المتحدة والصين، وأيضا بين روسيا وباقى أوروبا.

 

 وفى حين حذر كسينجر، الذى ساعد فى إعادة العلاقات بين الولايات المتحدة والصين فى سبعينيات القرن الماضى، من أن بكين لا ينبغى أن تصبح قوة عالمية مهيمنة، إلا أنه قال إن على الرئيس بايدن أن يكون حذرا من السماح للسياسة المحلية فى التدخل فى أهمية فهم ديمومة الصين.

 

وعلى صعيد آخر، انتقد كيسنجر قادة أوروبا الحالين، وقال إنه من المحزن من أن القيادة الحالية لا تملك إحساس الاتجاه او المهمة الذى تمتع به القادة السابقين مثل شارل ديجول.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة