موجة شديدة الحرارة تشهدها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية بعد تسجيل ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة كان سبباً في اندلاع عدد من حرائق الغابات وسط حالة طوارئ استثنائية في حكومات تلك الدول.
وشهدت المملكة المتحدة أكثر لياليها حرارة على الإطلاق في الوقت الذي تستعد ليوم آخر من المتوقع فيه تسجيل ارتفاعات تاريخية حيث حذرت الأرصاد الوطنية من أن تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في موجة حر تفاقمت بسبب تغير المناخ.
توقع مكتب الأرصاد الجوية أن تصل درجات الحرارة إلى 41 درجة مئوية في بعض أجزاء إنجلترا ، حيث يوجد تحذير من الحرارة الشديدة ، مما سيجعل البلاد أكثر سخونة من جامايكا وجزر المالديف وبربادوس.
أصبحت موجات الحر أكثر سخونة وأطول وأكثر تواتراً بسبب الانهيار المناخي، وحذر الخبراء من الحاجة إلى تكييف المنازل والمدن في المملكة المتحدة مشيرين الى ان درجات الحرارة ستستمر في الارتفاع.
ستتأثر معظم طرق النقل عبر إنجلترا وويلز بالطقس الحار يوم الثلاثاء ، وفقًا لـسكك الحديد الوطنية حيث يُنصح العملاء بالسفر فقط إذا كان ذلك "ضروريًا للغاية"، وقال مسئولون: "ستكون هناك تأخيرات وإلغاءات وتغييرات في اللحظة الأخيرة على خدمات القطارات بسبب الحرارة القياسية غير المسبوقة في تلك الأيام".
وقال وزير النقل ، جرانت شابس ، إن المشكلات المتعلقة بالسكك الحديدية والطرق ستستمر لعقود خلال موجات الحر الشديدة.
وردا على سؤال حول المدة التي ستستغرقها تحسين البنية التحتية الحالية للسكك الحديدية لتكون أكثر مرونة، قال لشبكة سكاي نيوز: "عقود ، في الواقع ، لتحل محلها كلها.. هناك عملية طويلة لاستبدالها وترقيتها لتحمل درجات الحرارة، سواء كانت شديدة الحرارة أو في بعض الأحيان أكثر برودة مما اعتدنا عليه، وهذه هي تأثيرات الاحتباس الحراري."
وقالت هيئة النقل في لندن (TfL) إن شبكة السكك الحديدية في لندن ستعمل أيضًا على تشغيل خدمة مخفضة بسبب قيود السلامة الموضوعة للتعامل مع الحرارة.
ودفعت درجات الحرارة المرتفعة القوات الجوية الملكية لايقاف رحلاتها من والى اكبر قاعدة جوية في بريطانيا بعد انصهار المدرج وفقا لما اعلنه مصدر عسكري، وقالت صحيفة "اكسبريس" البريطانية إن اتخاذ القرار جاء لضمان عدم وجود أي تأثير على العمليات ويأتي مع تسجيل درجات حرارة تقترب من 40 درجة مئوية في جميع أنحاء البلاد.
وعلي الجانب الاخر، اكد مصدر لشبكة "سكاي نيوز" أن المدرج تأثر بالفعل بالحرارة لكنه لم يقل إنه انصهر لكنه لم ينفِ اغلاق القاعدة العسكرية.
في نفس السياق، أصدرت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة تنبيهًا من المستوى 4 لصحة الحرارة - وُصف بأنه "حالة طوارئ" - والمملكة المتحدة تحت أول تحذير من الحرارة الشديدة الحمراء لجزء كبير من إنجلترا ، صادر عن مكتب الأرصاد الجوية.
وفي الولايات المتحدة لم يختلف الوضع كثيرا حيث تم تسجيل ارتفاعات غير مسبوقة فى درجات الحرارة، ومن المتوقع أن يواجه حوالى 141 مليون شخص ارتفاعات عالية تتخطى الـ 100 درجة فهرنهايت (ما يعادل 45 درجة" وستستمر الموجة الحارة خلال الأسبوع المقبل.
وفقا لشبكة أن بى سي، ارتفعت تنبيهات الحرارة لأجزاء من 16 ولاية وبالنسبة لبعض المواقع، فإن درجات الحرارة المرتفعة جنبًا إلى جنب مع الرطوبة العالية ستجعلها تصل إلى 110 درجة فهرنهايت.
سجلت دالاس، خلال عطلة نهاية الأسبوع، 105 درجة للمرة الرابعة هذا الصيف، وهو ثالث أكبر رقم حتى الآن بعد درجات عامى 1980 و 1954، مع توقع أن تكون أعلى المستويات خلال نهاية الأسبوع وستتراوح بين 110 و109 على التوالي.
وبحسب التقرير، فى أماكن أخرى من تكساس، تشهد أوستن وسان أنطونيو وهيوستن بالفعل أسخن صيف على الإطلاق. يمكن لجميع المدن الثلاث تسجيل مستويات قياسية عالية خلال الأيام القليلة المقبلة.
كما كان الحال فى الأسابيع العديدة الماضية، ستساعد حرارة الصيف والرطوبة على العواصف الشديدة عبر عدة مناطق، فمن المتوقع أن تهب عواصف رعدية قوية وشديدة على 19 مليون شخص فى منطقتين وفى كلتا المنطقتين، ستكون الرياح المدمرة هى الخطر الرئيسى يليها البرد والأعاصير المنعزلة، ومن المحتمل حدوث المزيد من العواصف عبر السهول الشمالية وأعلى الغرب الأوسط فى شمال البحيرات العظمى.
ووصلت موجة الطقس الحار الى أوروبا متسببة في اضرار بالغة وسجلت البرتغال وإسبانيا فقط الخميس الماضى حوالي 440 حالة وفاة، وحتى السبت الماضى، كان هناك 360 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة فى إسبانيا، بالإضافة لما ما يقرب من 20 حريقًا من حرائق الغابات لا يزال نشطًا وخرج عن السيطرة فى أجزاء مختلفة من البلاد، من الجنوب إلى الشمال.
كما واصلت فرنسا محاولات السيطرة على الحرائق المدمرة، التى نجمت عن موجة الحر التى قد تحطم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة فى الأيام المقبلة، وأضر الجفاف والحرارة المطولان بمحاصيل القمح فى فرنسا وقالت وزارة الزراعة أن إنتاج البلاد سينخفض بنسبة 7.2 %هذا العام مقارنة بالعام الماضى 2021.