** نتيجة نجاحى باختبارات المذيعين تاهت بعد تغيير رئيسة قطاع النيل المتخصصة عام 2005 ولم أفقد الأمل
** قدمت برامج حدوتة مصرية وأما بعد والبوابة وبرنامج "أجندة" الأقرب إلى قلبى
** وجدى الحكيم وسامية صادق وسلوى حجازى وليلى رستم مدارس إعلامية تعلمنا منها
لم يتغلب عليها اليأس بعد دخولها عدة اختبارات للمذيعين في التليفزيون المصرى، بل إنها حين نجحت في آخر اختبار لها تاهت النتيجة، ولكن لم تفقد الأمل على الإطلاق، واصرت على استكمال المشوار حتى نجحت في حلمها لتصبح أحد أبرز الوجوه الإعلامية في التليفزيون المصرى عامة وقناة النيل الثقافية خاصة، وتمكنت من استغلال إتقانها للغة الإيطالية في أن تقدم نفسها للجمهور في بداية مشوارها الإعلامى عبر فقرة ببرنامج "أجندة"، وتبدأ معها مشوار النجاح الذى لم ينته، إنها الإعلامية الكبيرة حليمة خطاب.
خلال حوارنا مع الإعلامية حليمة خطاب، تحدثت عن بدايتها الصحفية، وكيف انتقلت من بلاط الجلالة إلى التليفزيون المصرى؟، وتشجيع الإعلامى جمال الشاعر لها، وسبب دخولها العديد من اختبارات المذيعين حتى نجحت في أخر اختبار لها، وأبرز البرامج التي قدمتها، وأصعب المواقف التي تعرضت لها، وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالى..
في البداية كيف كانت بدايتك في مجال الإعلام؟
بدأت في مجال الصحافة بعد التخرج من الجامعة، حيث رشحنى الدكتور حسن رجب أستاذ الصحافة للالتحاق بمؤسسة أخبار اليوم، وبعد ذلك ونظرا لانخفاض المكافأة المقررة للصحفيين بدأت أبحث عن فرص أخرى للصحافة وعملت في مجلات وصحف عربية معروفة وقتها مثل كلام الناس وجريدة الأيام البحرينية ومجلة الفضائية وبعد ذلك انضممت لجريدة الحياة الدولية، حيث التحقت بالجريدة وعملت في صفحة السينما وبعد ذلك أجريت مجموعة من اللقاءات الصحفية مع رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة حسن حامد وكان قطاع وليد ومجموعة من رؤساء القنوات المتخصصة .
الإعلامية حليمة خطاب مذيعة التليفزيون المصرى
وكيف جاء انضمامك لمبنى ماسبيرو؟
خلال عملى بالصحافة اختارنى الإعلامى جمال الشاعر كى انضم لقناة النيل الثقافية لأنه إعلامى كبير ولديه حس في اكتشاف نقاط القوة لدى كل شخص فينا، فوجهنى خاصة أنه كان يعرف أنى أجيد اللغة الإيطالية وشجعنى على أن استغل ذلك كنقطة قوة، واقترح على أن أقدم فقرة عن أبرز الموضوعات المرتبطة بالثقافة العربية التي تظهر في الصحف الإيطالية خلال برنامج على الهواء وهو برنامج "أجندة"، ومن هنا بدأت أظهر على الشاشة بفقرة مستقلة في برنامج أجندة على الهواء .
كيف كانت اختبارات المذيعين بالتليفزيون ؟
كانت تقليدية وغير منصفة بالمرة وفى هذا كلام قد لا يعجب الكثيرين لكن دعنى أتحدث عن طريقة الاختيار ذاتها حينها وكيف أنها لا تمنح فرصة عادلة لا للمتميزين ولا لغيرهم ، فما معنى أن أسألك لماذا ترغب أن تكون مذيعا؟ ولا أن أطلب منك قراءة خبر وكفى، فلم تكن تعجبنى مطلقا ولا أجدها مجدية فضلا عن أننى وقتها حديثة العمل بالتليفزيون وكنت غير مؤهلة بالمرة، والتأهيل هنا بمعنى الأعداد المسبق، على غرار ما يحدث فى محطات عالمية حيث يتم تأهيل المتقدمين للاختبار ويتم اختيارهم وفقا لمعايير واضحة ومحددة للطرفين وتحكمها الشفافية، ويسبقها إعلان فى وسائل الأعلام ويعرف بها كل الناس، فحدث أن التحقت باختبارات المذيعين أكثر من مرة ولَم أنجح.
الإعلامية حليمة خطاب
إذن كيف جاء عملك كمذيعة فى التليفزيون ؟
فى عام 2005 تقريبا علمت بانعقاد اختبار للمذيعين، ودخلت الاختيار هذه المرة بعد أن أهلت نفسى جيدا وبعد أن أسدت لى نصيحة ذكية زميلتى العزيزة الناشرة والمذيعة سوسن بشير، بأن استعرض مهارتى فى اللغة الإيطالية وقد كان، وبعدها بساعات قليلة هاتفنى رئيسى الإعلامى جمال الشاعر وأبلغنى باجتيازى الاختبار بنجاح وبإجماع لجنة الاختبارات وكانت تضم الإعلامى الكبير رحمه الله عليه سعد لبيب الذى كنت قد تعلمت من كتاباته كثيرا، والدكتورة ماجى الحلوانى والأستاذة تهانى حلاوة رئيسة القطاع وقتها وجمال الشاعر رئيس القناة الثقافية .لكن بعدها كنت على موعد مع تحديات القدر ، التى تفاجئك بين الحين والآخر حتى تختبر صلابتك وإصرارك على ما تتمنى، حيث تغيرت رئاسة القطاع وتاهت نتيجة اختبارات المذيعين كما أخبروني وأصابني الإحباط بالطبع، لكننى فوجئت بأكثر من زميلة فى أكثر من قناة كن شاركن بنفس الاختيار معى ووجدتهن على الشاشة، فتجدد الأمل وكان طوق نجاتى الوحيد هو شاهد العيان على نجاحى الإعلامى جمال الشاعر وكان أن كتبت طلبا بمساواتى بزميلاتى اللاتي ظهرن على الشاشة وتم اعتمادى مذيعة رسميا فى عام 2008.
وما الذى استفديه من هذه التجربة؟
أي شخص لديه طموح عليه أن يعمل على نفسه ويطورها ولا يسمح لأى ظروف أن تهدم أحلامه، فعليه أن يثق في نفسه ويعافر بشكل مستمر لتحقيق حلمه وأكيد سيحقق حلمه.
وما أبرز البرامج التي قدمتيها في قناة النيل الثقافية؟
قدمت بشكل متكامل برنامج أجندة بعد ذلك، ثم قدمت برامج أخرى مثل برنامج "أما بعد"، حيث كنا نستضيف كبار المفكرين وبرنامج حدوتة مصرية وأخر برنامج قدمته على الهواء كان برنامج البوابة والآن في الخطة الجديدة أقدم برنامج "فكرة".
المذيعة الكبيرة حليمة خطاب
البرامج التي تعتزين بها؟
برامج كثيرة اعتز بها، ولكن أقرب برنامج إلى قلبى برنامج أجندة لأنه كان برنامج يعتمد في المقام الأول على الصحافة وكل الأخبار الفنية والثقافية الموجودة في الصحف المصرية والعربية، فأنا أعشق الصحافة، والبرنامج كان محتواه يعتمد على متابعة كل صغيرة وكبيرة في مصر والدول العربية .
من هم أبرز الضيوف الذين تأثرت بهم خلال عملك الإعلامى؟
تأثرت للغاية بالأديب الكبير إبراهيم عبد المجيد وتأثرت بتواضعه ووطنيته وإنسانيته، وكذلك من الناس التي أثرت علي ليس كمذيعة فقط ولكن بشكل عام الأستاذ إبراهيم أصلان، حيث أثر على بشكل كبير، فقد كان يكتب في جريدة الحياة اللندنية ولحسن حظى تعرفت عليه وتقربت منه وحتى أخر يوم في حياته كنت دائمة التواصل معه بشكل أو بأخر .
ما هي أسعد اللحظات خلال عملك بالتليفزيون المصرى؟
أسعد اللحظات كانت خلال توزيع جائزة نجيب محفوظ التي تقدمها الجامعة الأمريكية لأفضل عمل روائى وهذه جائزة سنوية وهذه المرة قدمت الجائزة على الهواء وفاز الروائى حمدى أبو جبليل عن رواية "الفاعل"، وكانت أسعد لحظات لأنى مصادفة كنت قرأت الرواية وأثرت في كثيرا فشعرت أنها جائزة للذين تأثروا بالرواية وأكثر من عجبنى في الجائزة الكلمة التي وجهها حمدى أبو جيليل لنجيب محفوظ والذى قال شكرا للعجز اعترافا منه بمحدودية موهبة أي مبدع أمام ابداع نجيب محفوظ .
المذيعة حليمة خطاب
وما أصعب اللحظات التي مرت عليك خلال مشوارك الإعلامى؟
أصعب اللحظات هي التي يكون فيها فقد للشخص سواء شخصية عامة تأثرت بها أو كنت قريبة منها، وفى إحدى المرات كنت أقدم ندوة في معرض الكتاب عن إبراهيم أصلان فكانت لحظة صعبة للغاية فكنت من الصعب أن اتحدث بشكل محايد عن أكثر شخص أثر علي وهو غير موجود بعد وفاته، وكذلك أصعب اللحظات هو نعى زملاء العمل الذين رحلوا وتأثرت بهم .
من أبرز من دعمك خلال عملك؟
كثيرون للغاية دعمونى، أولا الأستاذ محمود موسى بجريدة الحياة اللندنية فقد كان رئيس قسم السينما بقسم الحياة اللندنية وهو الآن رئيس قسم السنيما بجريدة الأهرام، فلولاه لم أكن أنشر مقال أو حوار بجريدة الحياة اللندنية وفى التليفزيون أستاذى الكبير جمال الشاعر فهو صاحب فضل كبير علي للانضمام لقناة النيل الثقافية أو الظهور على الشاشة وحتى الآن هو داعم ومؤثر وكذلك الإعلامية الكبيرة سوزان حسن فهى من فتحت لنا قناة المنارة للبحث العلمى والتي كانت أحد قنوات النيل المتخصصة، وسمحت لنا أن نظهر على الشاشة قبل أن يتم اعتمادنا بشكل رسمي فكانت داعم وسند دائم في حياتى.
ومن كان قدوتك في التليفزيون المصرى؟
كلمة قدوة صعبة ولكن هناك أناس تعلمت منها لأن القدوة تؤثر سلوكيا واخلاقيا ولكن مدرسة تعمل منها أكثر وكنت أحب أداء الأستاذ محمود سلطان الهادئ المتزن وأحب أصوات استاذتنا الكبار في الإذاعة المصرية وأداء الإعلامية بثينة كامل وأحب كل مذيعين الإذاعة المصرية المحترمة والذين كتبوا أسمائهم بحروف من نور من بدية الإذاعيين الكبار وجدى الحكيم وسامية صادق وسلوى حجازى وليلى رستم الذين أثروا فينا، فهم كانوا مدرسة أداء خاصة بهم وتعلمت من كل هذه المدارس .
حليمة خطاب
أحك لنا عن نصيحة لا يمكن أن تنسيها وأثرت عليك وحرصت على تطبيقها خلال عملك؟
أتذكر جيدا كلام الأستاذ جمال الشاعر، فقد كان دائما يقول لى "أنت شكلك مصري للغاية، استغلى شكلك وملامحك" واستغله بمعنى شكل ومضمون فمن الممكن أن يكون نقطة قوة وهذه نصيحة استفدت بها كثيرا فالاستغلال هنا بمعنى التركيز والفخر بهذه الملامح أنها مسألة وعى وقرار وحفاظ على الهوية، فما معنى أننا كمصريات نتميز بالشعر الأسود والعيون السوداء أن ننقلب بقدرة قادر إلى شقراوات بعدسات ملونة؟ على أية حال هى ذاتها النصيحة التى أنصحها لطلابى فى الجامعة حيث أعلمهم الإعداد والتقديم التليفزيونى؛ وهى الحرص على بساطة الشكل وعدم المبالغة فى المظهر بأى حال من الأحوال على غرار ما تفعله بعض الزميلات فى تغطية مهرجانات سينمائية أو غيرها بارتداء ملابس سهرة وكأنهن نجمات سينما، وأتحفظ على ذلك كثيرا وأرى أنها مبالغة لا داع لها ويمكن ارتداء فستان بسيط دون بهرجة لا تناسب عموم المصريين البسطاء، وكذلك هناك جملة تمثلنى تماما قالها لى صديقى العزيز السيناريست المعروف ناصر عبد الرحمن " نحن أبناء البسطاء ودخلنا هذه القلعة الكبيرة/ التليفزيون فى غفلة من الزمان ودون وساطات" لذا أجدنى ممتنة للقدر ولنفسى ولكل من ساعدنى عن قناعة بشخصى المتواضع ، ولنفس ذلك التواضع أمقت كل أشكال المغالاة والمحاباة والمبالغة ولا أحب لفظة " إعلامية أو إعلامى " لأننا تعلمنا فى بلاط صاحبة الجلالة أن الكاتب الصحفى لقب كبير لا يٌمنح إلا للمتميزين فقط من قدموا مشوارا صحفيا كبيرا ومميزا وفى نهاية المطاف استطاعوا أن يقدموا خلاصة خبراتهم عبر مقالات فكرية عميقة ومؤثرة، لكننى اليوم أفاجأ على الهواء بزملاء أصغر منى سنا يطلبون أن يتم تعريفهم بلقب " الكاتب الصحفى" . لذا أنا صحفية تليفزيونية أو مذيعة وفقط ولست إعلامية .