تمر اليوم الذكرى الـ223 على اكتشاف حجر رشيد من قبل ضابط فرنسي وذلك إبان الحملة الفرنسية على مصر، وذلك في 19 يوليو عام 1799، وذلك أثناء أعمال تحصينات عسكرية لقلعة قايتباي، المعروفة في الدراسات الفرنسية باسم حصن جوليان، بقيادة الضابط الشاب بوشار الذي اكتشف حجر رشيد، وأغفل التاريخ ذكره طوال ما يزيد على 200 عام.
لم تكن الصدفة وحدها المحرك الرئيسي لأحداث ومفارقات تلاحقت بعد اكتشاف حجر تاريخي في رشيد عليه نقوش بثلاث كتابات مختلفة عام 1799، بل لعب حدس ضابط فرنسي في حملة بونابرت العسكرية على مصر دورا بارزا في قصة انتهت إلى معرفة تاريخ مصر القديم.
لا يذكر التاريخ الفرنسي الكثير عن بوشار، بل ظل مجهولا طوال هذه الفترة، إلا من بضعة أسطر متناثرة هنا وهناك تأتي في سياق الحديث عن اكتشاف حجر رشيد كمقدمة تمهد السبيل أمام الحديث تفصيلا عن جهود شامبليون ومشروعه.
ويقول الدكتور أحمد يوسف عضو المجمع العلمى المصرى، في دراسته التاريخية الصادرة بعنوان "لضابط بوشار الذي لا نعرفه مكتشف حجر رشيد" إن بوشار الصغير عانى حياة البؤس، عانى "الجوع ومصاعب الحصول على التعليم، كان ابن نجار في بيئة ريفية متقشفة، لكنه لم يخش الغد، تحمل مشقة الحاضر من أجل تحقيق هدفه في المستقبل".
ويضيف أن هدف بوشار الأسمى تمثل في "انضمامه إلى صفوف الجيش، تماما كاعتناق المرء لدينه"، وهو ما حدث بالفعل عندما أكمل دراسته للرياضيات في مدينة بيزانسون، شرقي فرنسا، وانضم للجيش في عام 1793، وكان يبلغ من العمر في ذلك الوقت 22 عاما فقط، وجرى تعيينه في باريس برتبه رقيب في فرقة الرماية بالقنابل.
عاش بوشار في الجيش مع أهوال حروب عصره، ولم يكن يعلم أن حروبا أخرى تنتظره خارج حدود قارته في ذلك الشرق البعيد، الذي كُتب عنه في قصص ألف ليلة وليلة وأسهب عنه رحالة القرنين السابع عشر والثامن عشر بالقصص والأساطير.
وفي أغسطس عام 1794 انضم بوشار إلى الفرقة الثانية للمناطيد، وبعد تدريب سريع استمر لمدة شهر واحد، جرى تعيينه في المدرسة الوطنية الجديدة للمناطيد في ضاحية مودون (جنوب غربي باريس)، وهناك لعب مدير المدرسة الشهير، نيكولا جاك كونتيه، دورا في حياته فضلا عن صداقة وطيدة قادتهما بعد ذلك إلى أرض مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة