ارتفع التضخم في المملكة المتحدة إلى مستوى قياسي جديد هو الأعلى منذ 40 عامًا خلال شهر يونيو الماضي مدفوعًا بارتفاع أسعار النفط العالمية ، مما زاد الضغط على الأسر التي تعاني من أزمة تكلفة المعيشة.
وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن تضخم أسعار المستهلك ، حسب قياس مكتب الإحصاء الوطني ، بلغ 9.4 في المائة في يونيو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ، وهي أعلى زيادة سنوية منذ عام 1982. وارتفع التضخم من 9.1 في المائة في مايو ، وكانت الزيادة في يونيو أعلى من التوقعات من اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم 9.3 في المائة.
واعتبرت الصحيفة أن ارتفاع تكاليف الطاقة العالمية يعني أن أسعار المستهلكين تجاوزت توقعات بنك إنجلترا ، الذي توقع تضخمًا بنحو 9.2 في المائة في يونيو. وحذر أندرو بيلي ، محافظ البنك ، هذا الأسبوع من حدوث ارتفاعات جديدة في أسعار الغاز بالجملة مدفوعة بنقص الإمدادات الروسية.
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن ارتفاع معدل التضخم إلى 9.4٪ يمثل صفعة لمحللي سيتي الذين توقعوا أنه سيرتفع إلى 9.3٪ فقط، فى الوقت الذى تواجه فيه الأسر والشركات أعلى زيادة سنوية في تكلفة المعيشة منذ عام 1982.
وخلال الأشهر التسعة الماضية ، دفعت أسعار الغذاء والوقود والطاقة التضخم إلى الارتفاع. وفي يونيو ، كان البنزين هو الجاني الرئيسي مرة أخرى ، حيث ارتفع بأكثر من 20 بنسًا للتر الواحد ، مما جعل تكاليف النقل مرتفعة بشكل كبير لأصحاب السيارات والشاحنات والقطارات.
وقبل عام ، بلغ معدل التضخم 2.5٪ وبدا أنه مستقر مع خروج العالم من أسوأ جائحة فيروس كورونا. ولكن أدت تعطل سلسلة التوريد إلى تقييد التجارة ورفع الأسعار منذ ذلك الحين.
واعتبرت الصحيفة أن "بريكست" أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لعب دورًا أيضًا فى ارتفاع التضخم، وكان احتمال فرض قيود على التأشيرات على العمال المسافرين من الاتحاد الأوروبي واضحًا منذ اللحظة التي سن فيها رئيس وزراء بريطانيا المستقيل، بوريس جونسون صفقة خروج صعبة. وكان هناك نقص في العمال منذ ذلك الحين ، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف أصحاب العمل.
وفي صيف عام 2021 ، عندما كان صندوق النقد الدولي يتوقع عودة النمو العالمي ومعدلات التضخم المنخفضة ، بدأت روسيا عملية عسكرية فى أوكرانيا أثرت على الاقتصاد العالمى. واليوم ، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بأكثر من 10٪ ، ويمكن إلقاء الكثير من اللوم على هذا الارتفاع على عاتق موسكو.
وقال بول ديلز ، كبير الاقتصاديين في المملكة المتحدة في كابيتال إيكونوميكس ، إنه مع توقع انخفاض الدخل المتاح للأسر بشكل أكبر في الخريف عندما ترتفع أسعار الطاقة مرة أخرى ، فلا يزال هناك "خطر حقيقي" من أن الاقتصاد قد يسقط في حالة ركود.
وأضاف "قد يعني ذلك أن الاقتصاد يثبت أنه كأس مسموم لمن يفوز في السباق ليكون رئيس الوزراء المقبل".
وبلغ معدل التضخم في المملكة المتحدة ، وهو المعدل الذي ترتفع به الأسعار ، 9.1% في مايو ، ومن المتوقع أن يصل إلى 11% فى وقت لاحق من هذا العام.
ومن جانبها، قالت صحيفة ديلي ميل، إن أزمة تكلفة المعيشة في بريطانيا تزداد صعوبة، وسط ارتفاع أسعار البقالة بسبب التضخم الهائل الذي أثر على أسعار الغذاء في المملكة المتحدة.
وشهدت منتجات الألبان والزبدة واطعمة الكلاب زيادة وصلت الى 20% خلال 3 أشهر حتى 10 يوليو مقارنه بالفترة نفسها العام الماضي، بينما زادت أسعار البقالة الى ما يقرب من 10% خلال الشهر الماضي فقط.
قال فريزر ماكيفيت، رئيس قسم التجزئة والمستهلكين في Kantar احد اكبر سلاسل السوبر الماركت في بريطانيا، إنه يتوقع تجاوز الرقم القياسي العام لتضخم البقالة "يأتي في أغسطس"، وأضاف: "تواصل أسعار البقالة الارتفاع لتقترب من مستويات قياسية وقفزت بنسبة 1.6 نقطة مئوية أخرى منذ الشهر الماضي"
وتابع: "هذا هو ثاني أعلى مستوى لتضخم البقالة الذي رأيناه منذ أن بدأنا تتبع الأسعار بهذه الطريقة في عام 2008 ومن المحتمل أن نتجاوز الارتفاع السابق في أغسطس"
