تمر اليوم الذكرى الـ108 على رحيل الأديب جرجى زيدان، إذ رحل عن عالمنا فى 21 يوليو عام 1914، عن عمر ناهز حينها 52 عاما، وهو أديب وروائى ومؤرخ وصحفى لبنانى، أجاد فضلاً عن اللغة العربية "اللغة العبرية والسريانية والفرنسية والإنجليزية"، أصدر مجلة الهلال التى كان يقوم بتحريرها بنفسه في عام 1892م، ونشر فيها كتبه.
يعد الأديب الكبير جرجى زيدان، واحد من عملاقة الأدب العربى، وأحد هؤلاء الذين وضعوا اللبنة الأولى لفن السرد القصصى فى الوطن العربى، فضلا عن كونه أحد أوائل رواد الثقافة فى الوطن العربى، والذى أنشأ مؤسسة تفيض نورا وثقافة وإعلاما وترفيها لجموع العرب، هى مؤسسة الهلال الصحفية، وصاحب إصدار أقدم مجلة ثقافية فى الوطن العربى على الإطلاق مجلة الهلال.
وقد كتب جرجي زيدان أكثر من اثنتين وعشرين رواية تاريخية بعضها ذات بطولات ذكورية وبعض الروايات ذات بطولات أنثوية. وقد بلغت رواياته ذات البطولات الأنثوية أكثر من ثماني روايات منها فتاة غسان وعروس فرغانة وارمانوسة المصرية وعذراء قريش وشجرة الدر وغادة كربلاء والعباسة أخت الرشيد.
توالت بعدها أعماله الروائية، حتى بلغت اثنين وعشرين عملا، تناول معظمها فترات بارزة من التاريخ الإسلامي، "الأمين والمأمون"، "غادة كربلاء"، "فتح الأندلس"، "العباسة أخت الرشيد"، "عروس فرغانة"، "فتاة القيروان"، "استبداد المماليك"، "صلاح الدين الأيوبي"… عناوين من بين أخرى.
ظهرت تاريخيات زيدان لتقدم أول سلسلة شبه متكاملة، تقوم على تمثيل سردي تاريخي للأحداث العربية-الإسلامية منذ العصر الجاهلي إلى الانقلاب العثماني في نهاية العقد الأول من القرن العشرين، وعلى رغم أن العمر لم يسعف المؤلف بإكمال السلسلة، فظلت بعض العصور من دون تغطية، إلا أنه كان يعلن باستمرار أنه في سبيله لإعادة تفريغ التاريخ العربي-الإسلامي من مظانه الكبرى وتقديمه مبسطاً ومتتالياً.
جرجي أوخذ على استخدام المصادر الأوروبية في كتابته عن التاريخ الإسلامي، رأى آخرون أنه التزم الحقيقة، لذا كانت رواياته جافة إلى حد ما. لكن البعض الآخر أصر أن كتاباته تخالف أصول الرواية التاريخية وتروي الأحداث من دون أي تحقق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة