تمر، اليوم، الذكرى الـ 424 على تسجيل مسرحية تاجر البندقية للأديب ويليام شكسبير في السجل الملكي بأمر من الملكة إليزابيث، وذلك فى مثل هذا اليوم 22 يوليو من عام 1598م.
وتاجر البندقية إحدى أشهر مسرحيات الكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، وقد حظيت بدراسة مستمرة من النقاد العالميين، ومعاداة من قبل التوجه الرسمي لليهود بسبب شخصية شايلوك المثيرة للجدل. تبدأ المسرحية مع تاجر شاب من إيطاليا يدعى أنطونيو، ينتظر مراكبه لتأتي إليه بمال تجارته، لكنه يحتاج للمال الفوري من أجل صديقه الذي يحبه كثيراً، بسانيو، لأنه أراد التزوج من المرأة التي يحبها، بورشيا. وفي المسرحية خيوط أخرى تتحدث عن عداء المسيحيين لليهود، وعن الحب والثروة والعزلة والرغبة في الانتقام.
وبحسب كتاب "المصعد في نقد المسرح" للدكتور هايل علي المذابي، فإن شكسبير استقى "تاجر البندقية" استندا إلى المراجع التاريخية من حادثة حيت تمت كتابة المسرحية ما بين عامين 1596 و1598، أى فى عهد الملكة إليزابيت، آخر ملوك إنجلترا من آل تيودور، وفى هذا العصر كان إجلاء اليهود من أوروبا فى اوجه، لما أحدثوه من مشاكل شعبوية داخل أوروبا، وأثر ذلك الاضطهاد، تم أمر جميع اليهود بالبقاء فى ملاجئ محددة ضمن الدولة البريطانية.
وكانت فى هذه الفترة البندقية مدينة استثمارية تجارية بامتياز، اهتمت بالاستثمار الأجنبى سواء كان اليهود أو غيرهم، لكى تنعش اقتصادها أكثر فأكثر، مما جعلها موطنا للعديد من المستثمرين اليهود.
وفى هذا التوقيت حدثت الحادثة التى قلبت الرأى العام فى إنجلترا وأوروبا، وكانت هذه الحادثة هى محاكمة رودريجو لوبيز، وهو طبيب الملكة اليزابيث، وهو يهودى الأصل، خرج عن ملته، تم اتهامه بالخيانة العظمى، وتدبير مكيدة تفضى إلى دس السم فى طعام الملكة اليزابيث، وكانت النتيجة إعدامه.
حدثت هذه الواقعة عام 1594، مما جعلها قضية رأى عام، وألهمت قصة "لوبيز" العديد من الكتاب أمثال كريستوفر مارلو، والذى ألف كتابه "يهودى مالطا" ومثله ويليام شكسبير فى مسرحيته تاجر البندقية، أو يهودى البندقية، وهو ما يبدو استعارة للأحداث مثله الكاتب البريطانى من الأحداث، حيث تصرف كرسام يأخذ النماذج من الواقع فيضيف لها شيئا ويحذف آخر، يمحى هويته، ويضيف له من فنه، على حسب وصف الكاتب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة