المانجو.. قصة توطين ملكة المناطق الاستوائية فى مصر.. زرعها إبراهيم باشا فى حدائق جزيرة الروضة.. وأهداها أحمد عرابى لأحد أعيان الغربية.. والثمرة تحتل الآن المرتبة الثالثة فى التجارة بعد الموالح والعنب

السبت، 23 يوليو 2022 09:00 ص
المانجو.. قصة توطين ملكة المناطق الاستوائية فى مصر.. زرعها إبراهيم باشا فى حدائق جزيرة الروضة.. وأهداها أحمد عرابى لأحد أعيان الغربية.. والثمرة تحتل الآن المرتبة الثالثة فى التجارة بعد الموالح والعنب المانجو ملكة المناطق الاستوائية
كتبت أسماء نصار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المانجو تعد ملكة فاكهة المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية وهى ثمرة تنمو أشجارها في مناخ مدارى وشبه مدارى، ذات قيمة غذائية عالية لأنها غنية بالعناصر الغذائية وتحتوى على الفيتامينات والبروتينات والدهون وأحماض الماليك والستريك والكاروتين، وتستخدم غذاء رئيسيا لمعظم السكان في هذه المناطق، و موطنها الأصلى غير معروف إلا أنه يعتقد بسبب تعدد فصائلها هناك أنه في جنوب آسيا "شبه القارة الهندية" وجنوب شرق آسيا.
 
 
وتتخذ معظم ثمار المانجو شكلاُ بيضياً أو مستديراً ويتراوح طول الواحدة منها بين 5-25 سم وتزن بين 60 جم و2 كجم، أما القشرة فهى جلدية تحيط بلب أصفر أو برتقالى يشبه العصير والقشرة ذات لون أصفر أو أرجوانى ولمعظم أنواع المانجو ألياف متينة داخل اللب، وهناك أخرى خالية من الألياف.
 
 
وزرعت أشجار المانجو أول مرة قبل 4000 سنة في الهند وأرخبيل الملايو نقلها المستكشفون الأوربيون في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الملاديين إلى مناطق مدارية أخرى وتزرع الآن في مناطق عديدة، وهى شجرة دائمة الخضرة وقد يصل طولها إلى 20 م ولها أوراق طويلة وأزهار ذات لون أبيض وبنفسجى تنمو ثمار المانجو من قاع مبايض الزهرات ويكتمل نموها بعد 5 أشهر من تكون الأزهار.
 
 
وتوجد حتى الآن روايتين لأول من أدخل المانجو إلى مصر، أولهما يؤكد ظهورها في عهد محمد على باشا والأخرى تشير إلى ظهورها مع عودة الزعيم أحمد عرابى أثناء عودته من المنفى، فقد تذوق هناك تلك الفاكهة التي لم يرها من قبل في مصر، وبعد أن استهوته وأعجب بطعمها عرف ان اسمها "مانجو" وأرسل إلى أحمد باشا المنشاوى أحد أعيان محافظة الغربية بذورها حتى يزرعها فقد كان يمتلك أرض مساحتها شاسعة في قرية القرشية بمركز السنطة بمحافظة الغربية .
 
 
والمانجو المصرية كانت بدايتها هندية وأول من زرعها كان إبراهيم باشا 1850 في حدائق قصره بجزيرة الروضة، و جاء بها من جزر الهند الشرقية وهناك العديد من الشخصيات صاحبة الفضل الأكبر في نشر زراعة المانجو في مصر فقد كانت الحبة الواحدة تباع بين 15 و 20 قرشاً بينما كان سعر حبة المانجو البلدى نصف قرش وكان ذلك فى ثلاثينيات القرن الماضى ، أما عود المانجو الصغير فقد كان يباع بـ 5 جنيهات   .
وبعد أن ذاع صيت المانجو التفت اليها الاقطاعيون في العهد الملكى وتسابقوا على خطفها لإهداء أحبائهم بها كذلك ظهرت أنواع أخرى على غرار شجرة عرابى حينها لجأ أل تيمور إلى جلب سلالة جديدة من المانجو ورزاعتها بأراضيهم حتى أطلق عليها تيمور وتبعهم الفرنسي ألفونس الذى استورد نوعاً جديداً وأطلق عليها اسمه .
 
 
والمانجو ذات أهمية اقتصادية كبيرة وتحتل المرتبة الثالثة فى التجارة بعد الموالح والعنب ، وتتركز زراعة المانجو فى مصر فى محافظات الإسماعيلية 33904 فدان والشرقية 17004 والجيزة 7665 والفيوم 4342 فدان وغرب النوبارية 11221 فدان. 
 ويلاحظ أن هناك زيادة سنوية فى المساحات المزروعة من المانجو ويرجع ذلك إلى عديد من العوامل مثل مناسبة الظروف المناخية لإنتاج المانجو فى أغلب محافظات الجمهورية كذلك نجاح زراعة المانجو فى أنواع متباينة من الأراضى وارتفاع مردود الدخل للمزارع نتيجة زراعة المانجو إذا قورن بكثير من الفواكه الأخرى.
 
 
وتعتبر المانجو من الفواكه التى تتحمل أشجارها الجفاف ويمكن أن تحيا بدون أمطار أو مياه رى لمدة ثمانية أشهر أو أكثر إلا أن نقص الرطوبة الأرضية خلال مرحلة الإثمار يحدث تأثيرات شديدة على بقاء الثمار فى المراحل الأولى من تطورها فيؤدى إلى تساقطها وتعتبر فترة 4 - 6 أسابيع التى تعقب عقد الثمار فترة حرجة من تطور الثمرة حيث يحدث خلالها الإنقسام الخلوى بسرعة كما يتم فيها تطور جدار الخلية فيحدث فيها زيادة فى حجم الثمرة وتجدر الملاحظة أن أى نقص ولو طفيف فى الحالة المائية للشجرة خلال تلك الفترة قد يؤدى إلى حدوث تأثيرات عكسية على نمو الثمرة وبقائها على الشجرة.
 
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة