تمر اليوم الذكرى الـ1272، على رحيل الخليفة الأموى مروان بن محمد، آخر خلفاء الدولة الأموية، بعد اغتياله على يد العباسيين فى مصر، لتسقط بذلك الدولة الأموية، ويبدأ عصر دولة بنى العباس.
وهو آخر خلفاء بني أمية في دمشق. تولى الخلافة بعد حفيد عمه عبد الملك : إبراهيم بن الوليد، الذي تخلى عن الخلافة له، كان مروان لا يفتر عن محاربة الخوارج. وضرب فيه المثل فيقال "أصبر في الحرب من حمار"، ويقال: بل العرب تسمي كل مائة عام حماراً، فلما قارب ملك آل أمية مائة سنة لقبوا مروان بالحمار. وذلك مأخوذ من موت حمار العزير عليه السلام وهو مائة عام.
وبحسب كتاب "تاريخ الخلفاء" تأليف أبو بكر السيوطي، فإن مروان بن محمد لقب بالحمار، لأنه كان لا يجف له سيف في محاربة الخارجين عليه، ولقب أيضا بالجعدى نسبة لمعلمه الجعد بن درهم، حيث كان "بن محمد" مشهورا بالفروسية والإقدام، والرجلة، والدهاء، والعسف، فلما قتل الوليد وبلغه ذلك وهو على آرمينية دعا إلى بيعة من المسلمين فبايعوه.
ويوضح الكتاب عن الخليفة الأموي الاخير، أنه كان يصل السير بالسير، ويصبر على مكاره الحرب، ويقال في المثل: فلان أصبر من حمار في الحرب، فلذلك لقب به، وقيل لأن العرب تسمى كل مائة سنة حمارا، فلما قارب ملك بنى أمية مائة سنة لقبوا مروان بالحمار لذلك.
ووفقًا لكتاب "البداية والنهاية" لابن كثير، فأن العباسيين التقوا مع خيل جيش مروان في مصر، وإذا بهم يجدوه ناحية في كنيسة أبو صير فوافوه من آخر الليل، فانهزم من معه من الجند وخرج إليهم مروان في نفر يسير معه فأحاطوا به حتى قتلوه، طعنه رجل من أهل البصرة يقال له: معود، ولا يعرفه حتى قال رجل: صرع أمير المؤمنين.
فابتدره رجل من أهل الكوفة كان يبيع الرمان فاحتز رأسه، فبعث به عامر بن إسماعيل أمير هذه السرية إلى أبي عون، فبعث به أبو عون إلى صالح بن علي فبعث به صالح مع رجل يقال له: خزيمة بن يزيد بن هانئ كان على شرطته، لأمير المؤمنين السفاح.
وبالعودة إلى كتاب "السيوطى" فيقال إن مروان بن محمد لم يتهن بالخلافة، لكثرة من خرج عليه من كل جانب، فخرج عليه بنو العباس، وعليهم عبد الله بن على عم السفاح فسار لحربهم، فالتقى الجمعان بقرب الموصل، فانكسر مروان، فرجع إلى الشام، فتبعه عبد الله، ففر مروان إلى مصر، فتبعه صالح أخو عبد الله، فالتقيا بقرية بوصير، فقتل بها.
وبحسب ما يذكره الكتاب أيضا، أنه لما قتل مروان الحمار، قطع رأسه ووجه به إلى عبد الله بن على، فنظر إليه وغفل، فجاءت هرة، فاقتلعت لسانه وجعلت تمضغه، فقال بن على: "لو لم يرنا الدهر من عجائبه إلا لسان مروان فى هرة لكفانا ذلك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة