في عام 1822 دخل عالم اللغة الفرنسي جان فرانسوا شامبليون التاريخ من خلال فك رموز الهيروغليفية حيث كشف جان فرانسوا شامبليون لغز الكتابة المصرية القديمة ومن خلال القيام بذلك ، فتح باب الوصول إلى حضارة ازدهرت منذ آلاف السنين وكانت الكتابة دائمًا جزءًا منها.
في البداية أعطى تحوت الإله المصري برأس منجل - وأحيانًا وجه قرد البابون - الكتابة للبشر: هدية منطقية لأنه كان إله المعرفة وفقا لمعتقدات قدماء المصريين كما تذكر صحيفة لوموند الفرنسية غير أن علم الآثار يروي القصة بشكل مختلف إذ أن الكتابة ظهرت على ضفاف النيل حوالي 3200 قبل الميلاد ، "مما يجعلها معاصرة لظهور الكتابة في سومر" في جنوب بلاد ما بين النهرين ، بحسب عالم الآثار وأمين قسم الآثار المصرية بمتحف اللوفر كريستوف باربوتين.
بالنسبة إلى أمين قسم الآثار المصرية في متحف اللوفر ، فإن هذين الاختراعين المستقلين هما دليل على "تطور حضري وإداري" يتطلب أداة عملية لتنظيم المجتمع. حفظ الحسابات ، ونقل الأوامر ، وتسجيل الأحكام ، ولكن أيضًا التواصل مع الآلهة سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو قضائية أو دينية ، تستمد القوة قوتها من الكلمة المكتوبة ، من السرد إذ يقول باربوتين: "من يعرف كيف يكتب لديه القوة".
"الكتابة نفسها أداة قوة" هكذا أوضح فينسينت روندو ، مدير إدارة الآثار المصرية بالمتحف مضيفا : "في هذه الحضارة ، التي ينتمي جزء كبير منها للسامية ، هناك قوة حقيقية للكلمة.. حين تسمي شيئًا أو شخصًا ما ، فأنت تحضره إلى حيز الوجود"، هذا ما يسميه الخبراء "الوظيفة الأدائية" للغة: ما يقال يحدث.