صناعة الجريد من الصناعات التراثية التى اشتهرت بها محافظة قنا ومركز نقادة، ويعمل بها عشرات الأسر فى المدينة الجنوبية الذى يعتمدون على سعف النخيل فى إخراج الأشكال المصنوعة منه مثل الكراسى والأسرة والديكور المستخدم فى الكافيهات والمنازل، لتتحول مهنة الأجداد إلى صنعة الأبناء التى توفر لهم الكسب ويواكب الصناع أعمال التطور والمنتجات الحديثة التى يطلبها السوق رغم صعوبة صناعتها من ذلك السعف صعب التشكيل، وتميز الصناع فى مدينة نقادة بصناعة السرير الجريد والكرسى الذى يباع للمنازل والمقاهى والأماكن السياحية بأسعار مناسبة مع عمر طويل.
أثناء-العمل-في-تقطيع-الجريد
وبصبر وإتقان يبدأ الصناع فى المدينة الجنوبية يومهم فى تجهيز الجريد وتقطيعه ثم البدء فى العمل والتوكل على الله ليعود الصانع فى نهاية يوم بمكسب العمل والأنفاق على أسرته، فالحرفة المتوارثة أصبحت تجرى فى عروق صناعها ولابد لأفراد الأسرة أن يمارسوها كل منهم فى مهمته بدءاً من الأطفال وحتى كبار السن الذى يجدون ضالتهم فى العمل وإشغال وقت فراغهم فيما هو مفيد، ويستخدم الصناع آلات بسيطة لا تتعدى الـ 3 آلات مصنوعة من الحديد والخشب.
صناعة-الجريد-بقنا
وعلى مدار أكثر من 40 عاما بدأ أحمد منصور، صانع الجريد، العمل فى تل الحرفة وراثة عن الآباء والأجداد لتصبح مصدر دخل مساعد لعمله، وفى مكان صغير أمام المنزل يبدأ الصناعة وتشكيل نماذج من الجريد لبيعها لأصحاب الكافيهات السياحية الذين يطلبون هذا النوع من العمل التراثى اليدوي، ومن الصناعات اليدوية الأخرى التى تشتهر بها المدينة صناعة الفخار والفركة على النول اليدوى التى كانت تصدر إلى بلاد أوروبا وتستخدم لطقوس خاصة فى السودان.
قال أحمد منصور، صانع الجريد، إنه ورث تلك الصنعة عن أجداده الذين سبقوه فى صناعة الجريد وعمل بها آلاف الأسر من قبل، كما أنه يعمل منذ 40 عاما، وتعمل الأسر فى المنازل بتلك الصناعة التى توفر لهم مصدر دخل بجانب أعمالهم الأساسية وهناك أسر تعتمد عليها ويتشارك أفرادها أدوار العمل فيما بينهم.
أحمد-منصور-صانع-الجريد
وأوضح منصور، أن صناعة الجريد تعتمد على الممارسة والنظر إلى الصانع وتستخدم فيها أدوات بسيطة قديمة، وتعتمد على الجريد الجديد الذى يتميز بسهولة تشكيله، ومن الأدوات التى تستخدم فى صناعة الجريد الهلال ومسمار العلام والقرمة والماسورة وجميعها أدوات تكلفتها متوسطة ولكن ذات عمر قصير تحتاج إلى التجديد بصفة مستمرة، ويشترى الصناع جريد النخيل من المزارعين والتجار فى مواسم محددة.
وتابع أحمد منصور، صانع الجريد، أن الأشكال الذى ينتجها الصانع من الجريد متعددة وتعتمد على مهارة ودقة ذلك الحرفى وتطويعه لسعف النخيل، ومن الأشكال المشهورة السرير والكرسى والأقفاص التى يشتريها بائعى الطيور، ومن الأنواع الحديثة الأباجورة والستائر وصناعة مجسمات مثل الباخرة والسيارة والطائرة وأقفاص العصافير، وتتنوع الأسعار بتنوع الشكل وحجمه، مضيفًا أن الصناع يعملون أمام منازلهم منذ سنوات ويحلمون بنقلهم إلى المكان المخصص فى الظهير الصحراوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة