هجوم حاد شنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ضد إدارة الرئيس جو بايدن والحزب الديمقراطي الذي حمله مسئولة تدهور اقتصاد البلاد ، وذلك في ظهور هو الأول لترامب في واشنطن منذ مغادرة البيت الأبيض.
وحتي الساعات الأولي من صباح الأربعاء، وجه ترامب كلمة امام مؤتمر للمحافظين استمرت لاكثر من 90 دقيقة هاجم فيها سياسات الديمقراطيين والرئيس الحالي جو بايدن بدءا من تدهور الاقتصاد وأزمة التضخم والأوضاع على الحدود وارتفاع معدلات الجريمة والعنف المسلح خلال الفترة الأخيرة.
وقال ترامب: "أنا هنا لبدء الحديث عما يجب علينا فعله لتحقيق ذلك المستقبل عندما نفوز بانتصار في عام 2022 وعندما يستعيد رئيس جمهوري البيت الأبيض في عام 2024 ، وهو ما أعتقد بشدة أنه سيحدث".
وأضاف: "ترشحت لمنصب الرئيس. انا ربحت. ثم فزت للمرة الثانية - كان أداءي أفضل بكثير في المرة الثانية"، ثم عرض ما أسماه "اعتداءات سابقة" ضده وضد الدولة ، من تحقيق مولر إلى محاكمتي عزل، وقال إن الشيء نفسه كان يحدث في 6 يناير 2021.
وتابع: "إنهم يريدون إلحاق الأذى بي حتى لا أستطيع العودة للعمل من أجلكم ولا أعتقد أن هذا سيحدث."
وفقا لمجلة بوليتكو، يأتي ظهور ترامب الأول في واشنطن كرئيس سابق لما يقرب من عام ونصف بعد مغادرته البيت الأبيض بعد أن احداث اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021 التي سلطت لجنة النواب في الكونجرس الضوء عليها مع بدء جلساتها العلنية.
وهاجم إدارة بايدن بشأن التضخم وارتفاع أسعار الغاز وما أسماه بحدود جنوبية "مفتوحة على مصراعيها"، وقضى الرئيس السابق معظم خطابه على الجريمة والسلامة العامة حيث تشهد الولايات المتحدة ارتفاعًا في عمليات إطلاق النار والقتل.
وقال ترامب: "إذا لم يكن لدينا أمان ، فليس لدينا الحرية. ونحتاج إلى جهد شامل لهزيمة الجريمة العنيفة في أمريكا ودحرها بقوة. وكن قاسيا. وكن بغيضًا وكن لئيمًا إذا كان علينا ذلك ".
أوجز ترامب رؤيته لنهج الحزب الجمهوري في التعامل مع الجريمة، وتحدث عن دعم ضباط الشرطة ، بينما طرح سلسلة من الأفكار السياسية - من العودة إلى تكتيك الشرطة العنصري التاريخي المتمثل في التوقف والتفتيش ، إلى فرض عقوبة الإعدام على تجار المخدرات إلى خلق مساحة للخيام خارج المدن لتسكين المشردين.
خلال خطابه ، اشار ترامب الى إن جهود مكافحة العنف في الولايات المتحدة يجب أن تكون أقوى ، بحجة أن البلاد ممزقة بالعنف.
وقال: "نحن نعيش في بلد مختلف كهذا لسبب رئيسي واحد: لم يعد هناك احترام للقانون ، وبالتأكيد لا يوجد نظام بلدنا الآن بؤرة للجريمة"، وشارك ترامب دعمه لتطبيق عقوبة الإعدام كعقوبة لتجار المخدرات أيضًا.
وقال ترامب: "العقوبات يجب أن تكون شديدة جدا جدا إذا نظرت إلى البلدان في جميع أنحاء العالم ، فإن البلدان التي ليس لديها مشكلة مخدرات هي تلك التي تنشئ محاكمة سريعة للغاية لعقوبة الإعدام لتجار المخدرات يبدو الأمر مروعًا ، أليس كذلك؟ ولكن هل تعلم؟ هؤلاء هم الذين ليس لديهم أي مشكلة. لا يستغرق الأمر 15 عامًا في المحكمة. تسير الأمور بسرعة ، وأنت بكل تأكيد - تقوم بإعدام تاجر مخدرات ، وتنقذ حياة 500 شخص ".
جاء خطاب ترامب أيضًا وسط لحظة انقسام أخرى بينه وبين نائبه السابق ، الذي يبدو أيضًا أنه يستعد لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2024 حيث القي بنس خطاب قبل ترامب بساعات قليلة و كشف النقاب عن "أجندة الحرية".
قال بنس عندما تحدث عن رئيسه السابق ، إنه وترامب لديهما رؤى متشابهة لمستقبل الحزب ، وأن الحركة المحافظة ليست "منقسمة"، واكد إنه لا يختلف بالضرورة بشأن القضايا مع ترامب.
قال بنس في نقد ضمني لترامب: "قد يختار بعض الناس التركيز على الماضي ، لكن الانتخابات تتعلق بالمستقبل وأعتقد أنه يجب على المحافظين التركيز على المستقبل للفوز لعودة أمريكا ".
في الوقت نفسه، يظل ترامب حاضراً بقوة في السياسة الجمهورية بغض النظر عن موعد إعلانه الرسمي عن موقفه من انتخابات الرئاسة 2024 حيث قام بحملات دعم لعدد من المرشحين في السباقات التمهيدية وفاز منهم الكثير.
وأشار ترامب في خطابه إلى أنه سيواصل تحديد رؤيته لبلد تحت سيطرة الحزب الجمهوري بعد الانتخابات النصفية وما بعدها، وقال: "بينما ركزت على السلامة العامة اليوم، هناك الكثير لأجندة أمريكا اولا كما تعلمون جميعًا جيدًا بالنظر إلى المستقبل، وأنا أتطلع إلى وضع المزيد من التفاصيل في الأسابيع والأشهر القادمة" .
وأضاف: "انها البداية فقط".