في الثامنة صباحا تجده يقوم بفتح باب ورشته الصغيرة، يقوم بتحضير أدواته، ثم يبدأ في تفريغ هوايته مع النحت على الاخشاب، هذه تفاصيل رحلته اليومية التي ظل يقطعها على مدار خمسين عاما، هكذا اعتاد أن يراه جيرانه كل صباح.
لم يتسغرق الأمر منه سوي بضع ساعات، حتي يبدأ في عمله، قطع من الاخشاب، وأدوات من المعدن بها ايدي خشبية، هذه كل أدوات مشغل عم "رفعت" أحد أكبر نحاتين الاخشاب داخل محافظة دمياط.
استقبلنا صاحب ال 75 عاما داخل ورشته الصغيرة، رأيناه أثناء إعداده لادواته، لحظات وبدأ العمل ، "خمسون عاما اشتغل هذه المهنة، وتميزت فيها لاني حبيتها" بهذه العبارة بدأ شيخ نحاتين الاخشاب في دمياط حديثه لنا، أكد على أنه لم ينقطع عن العمل على مدار خمسون عاما، مشيرا أيضا إلي أنه تعلق بهذه المهنة من الصغر فكان التميز.
بدأ عم " رفعت" حديثه مع قطع من الاخشاب، راح يحدد ملامح أحد الحيوانات بدأ في تجسيدها حتي بدت لنا ملامحها، ليعود إلي حديثه مجددا قائلا: " استطيع رسم اي شخص على الخشب بهذه الادوات، اتعلمت المهنة بجد وحب وعلى قد حبي ليها كسبت منها، شغلنا لف أسواق العالم، واليابان اتعلموا مني فن التجسيد على الاخشاب"
راح يسرد لنا هذا الشيخ رحلته مع أسواق دول الغرب، فقال ذهبت الي اليابان في مطلع التسعينات شاركت في معارض مثيرة وهناك تعلموا مني كيفية التجسيد على الاخشاب.
انقطع عن الحديث مرة أخرى، لفت انتباهه شيئا في عمله، قام بتعديله وبدأ يستكمل حواره مع لوحته الفنية وأثناء انقطاعه عن الحديث، تحولنا داخل ورشته البسيطة، وجدنا لوحات فنية عملاقة جميعها على الاخشاب، لفت انتباهنا أحد لوحاته يضعها في مكان مميز فكانت لها قصة بداخله.
"لوحة الدب الروسي، هدية مني لحاكم روسيا، صنعتها أيام الاتحاد السوفيتي، وبحب اللوحة دي لانها بتفكرني بأيام زيارتي لسوريا ولبنان"
استكمل حديثه لنا قائلا: " تعودت على العمل لساعات طويلة، ورغم تقدم العمر لكني مازالت احاول المواظبة على عدد ساعات العمل الخاصة بي، اجد راحة كبيرة داخل ورشتي، واستمر في العمل لأكثر من 8 ساعات يوميا" قائلا: " أكثر اللوحات التي صنعتها كانت لوحة الدب الروسي، استغرقت مني أكثر 10 ايام"
"نفسي الشباب يشتغل، وميكسلش اشتغلوا اللي بتحبوه، وبلاش تبص على المكسب السريع" رسائل قدمها عم "رفعت الدهشان" صاحب ال 75 عاما لشباب دمياط، مؤكدا أن العمل هو الطريق الوحيد من أجل تحقيق الأهداف.
