فى الوقت الذى ازداد فيه الإقبال على السفر بعد تراجع حاد خلال جائحة كورونا، وزيادة الراغبين فى استقلال الطائرات لقضاء عطلاتهم ، طغت الفوضى على المطارات فى بريطانيا والولايات المتحدة بعد أن تم إلغاء آلاف الرحلات وتأجيل أخرى مما تسبب فى تكدس للمسافرين بالمطارات.
الولايات المتحدة، قالت صحيفة واشنطن بوست إنه فى الوقت الذى من المتوقع أن يسافر فيه عشرات الملايين من الأمريكيين برا أو جوا لقضاء عطلة أعياد الاستقلال، التي توافق الرابع من يوليو، فإن الكثير منهم يواجه بطء فى سفر الصيف بسبب تأجيل أو إلغاء رحلات الطيران، والتي أصبحت أعلى تكلفة مع ارتفاع أسعار الوقود.
وتشير التقديرات إلى وجود 47.9 مليون مسافر فى الولايات المتحدة بين يومى الجمعة والاثنين يمثلون زيادة بنسبة 4% تقريبا، مقارنة بالعام الماضى، بما يقترب من مستوى السفر فى فصل الصيف فى فترة ما قبل وباء كورونا. وفى حين أن أغلب هؤلاء المسافرين يسافرون برا، فإن أكثر من 3.5 مليون شخص من المتوقع أن يستقلون رحلات جوية، ما لم يتم تأجيل تلك الرحلات أو إلغائها.
ووفقا لموقع تتبع رحلات الطيران فلايت أوير، فإن أكثر من 3800 من الرحلات داخل أو من أو إلى الولايات المتحدة تم تأجيلها حتى مساء أمس السبت. وأظهرت شركة ساوث ويست للخطوط الجوية تأجيل 715 رحلة أمس السبت، بما يمثل 20% من إجمالي رحلاتها وفقا للبيانات. فى حين تم تأجيل 643 رحلة لشركة أمريكان إيرلاينز، مثل 20% من إجمالي رحلاتها. وأجلت شركة دلتا 368 رحلة تمثل 13% من إجمالي رحلاتها.
مطار بتسبيرج
وتم إلغاء أكثر من 2300 رحلة جوية أمس السبت وفقا لموقع فلايت أوير، وكانت أكثر الإلغاءات فى شركات دلتا ويونايتد وأمريكان إيرلاينز.
ويأتى تعطيل السفر فى أيام العطلة فى الوقت الذى تعهدت فيه صناعة الطيران الأمريكية بإعادة التركيز على إمكانيات التشغيل، وفى حين كان الطقس دائما مشكلة لشركات الطيران، فإن نقص الموظفين خلال فترة الوباء قد أعاق بشكل أكبر من قدرتها على التعافى من التأخير. وانتقدت العديد من النقابات التى تمثل العاملين فى شركات الخطوط الجوية ذلك ونظمت مظاهرات للفت الانتباه إلى الضغط المفروض على الموظفين.
وفى المملكة المتحدة، قالت صحيفة "الأوبزرفر" إن المسافرين البريطانيين يستعدون لفوضى سفر جديدة في جميع أنحاء أوروبا هذا الصيف ، حيث أصبح الموظفون في شركة "ريان أير" آخر من يهدد بالإضراب.
زحام فى المطارات الامريكية
وأوضحت الصحيفة أنه في الوقت الذي أجبر فيه عمال المطار المضربون في باريس على إلغاء عشرات الرحلات الجوية يوم السبت ووعدوا بمزيد من الإضراب في وقت لاحق في يوليو ، كشف طاقم الطائرة ومقره إسبانيا في" ريان أير" أنهم يخططون الآن للإضراب لمدة 12 يومًا في يوليو.
ومن ناحية أخرى ، أكدت شركة الطيران الاسكندنافية SAS وطياروها استمرار محادثات الأجور حتى يوم الاثنين على أمل تجنب الإضراب.
وفي المملكة المتحدة، ستعلن شركات الطيران هذا الأسبوع عن سلسلة من الإلغاءات لرحلاتها الصيفية ، مع تقارير تشير إلى أنه من المتوقع أن تواجه الخطوط الجوية البريطانية وطأة الرحلات الملغاة وأن أكبر مطارات بريطانيا ، هيثرو، من المتوقع أن يكون الأكثر تضررًا.
وليلة السبت، حاولت الحكومة تهدئة المخاوف بشأن نقص الموظفين الذي كان عاملاً رئيسياً في فوضى السفر الأخيرة التي شهدتها المملكة المتحدة ، قائلة إن الاختبارات الأمنية للعمال الجدد يتم الانتهاء منها في أوقات قياسية.
وقالت وزارة النقل إن عمليات التفتيش لمكافحة الإرهاب للموظفين للتعامل مع الأمتعة وإجراء الفحوصات الأمنية تتم الآن في المتوسط في أقل من 10 أيام - نصف الوقت الذي استغرقه في مارس.
وعلى الرغم من إعلان وزارة النقل ، هناك قلق مستمر بشأن قدرة الصناعة على التأقلم هذا الصيف.
وأوضحت الصحيفة ان مشاهد الفوضى شوهدت في مطارات المملكة المتحدة خلال عيد الفصح بالفعل بعد قيام إيزي جيت والخطوط الجوية البريطانية بإلغاء آلاف الرحلات بشكل استباقي لمنع الإلغاءات في اللحظة الأخيرة.