يمر اليوم 11 عامًا على وفاة الفنانة الكبيرة سعاد محمد التى رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 4 يوليو عام 2011، بعد أن سطرت اسمها فى سجلات عمالقة الطرب وأهم المطربات فى العالم العربى وصنفها الكثيرون بأنها أحد أجمل الأصوات النسائية وحازت لقب شادية العرب، وعاشت حياة مليئة بالفن والأحداث، وتركت رصيدًا فنيًا وعدد من الروائع الغنائية التى ستعيش للأبد.
وكثيرًا ما تحدث البعض عن قصة إنجاب الفنانة الكبيرة سعاد محمد 10 أبناء، حيث إنها تكاد تكون الفنانة الوحيدة التى أنجبت كل هذا العدد واستمرت فى تقديم أعمال فنية حتى نهاية حياتها، فكيف استطاعت سعاد محمد تحقيق هذه المعادلة الصعبة، وهل أثرت حياتها ومسئولياتها الشخصية وإنجابها لهذا العدد على مشوارها الفنى وكيف كانت توفق بين الفن وتربية الأبناء؟
وفى حوار لـ"اليوم السابع" مع إيمان بيبرس ورشاد فتوح ابنى الفنان سعاد محمد وفى بيتها الذى ضم بين جنباته 10 أبناء من زوجين أجابا على هذه الأسئلة؟
حيث تزوجت الفنانة الراحلة فى بداية مشوارها الفنى من الكاتب الصحفى محمد رشاد فتوح الذى دعم موهبتها، وأنجبت منه 6 أبناء، ثم انفصلت عنه وتزوجت من المهندس المصرى محمد بيبرس وأنجبت منه 4 أبناء.
التقينا بابنتها إيمان بيبرس وتحدثنا مع ابنها رشاد فتوح، والمفاجأة أن الابنة وجهتنا للاستزادة من المعلومات التى يعرفها ابن زوجها الكاتب الصحفى عماد فتوح الذى ارتبط بعلاقة ود قوية مع زوجة أبيه سعاد محمد.
وتحدثت إيمان الابنة التاسعة من أبناء سعاد محمد عن مسيرة والدتها قائلة: "أنجبت أمى من الكاتب الصحفى محمد على فتوح 6 أبناء وهم "فؤاد، جواد رشاد، حماد، إياد، ونهاد"، واستمرت العلاقة الزوجية بينهما لمدة 10 سنوت، بعدها تم الطلاق بينهما بشكل متحضر، وكان عمو محمد من أفضل الشخصيات وخيرها بين بقاء الأبناء معها أم معه فتمسكت بأبنائها.
وأشارت الابنة إلى قصة زواج والدها ووالدتها قائلة: "سكنت والدتى بعد قدومهان لبنان إلى مصر مع والدتها وشقيقها فى العمارة التى يمتلكها أبى الذى كان يعمل مهندسا، فأحبها رغم أنها كانت تكبره بعدة سنوات وتزوجها عام 1961، وبعدها حصلت على الجنسية المصرية وظل أبناؤها معها بعد الزواج، واستمر زواجهما 25 عاما حتى عام 1985، وأنجبت 4 أبناء "أشرف، أكرم، إيمان، ودولت"
تؤكد ابنة سعاد محمد أن الأنباء العشرة تربوا معا دون أن يكون هناك فارق بينهم، وأن عددا منهم ظل لسنوات طويلة لا يعرف أنهم غير أشقاء حتى دخلوا المدرسة".
فيما قال شقيقها رشاد فتوح: "كان عمى بيبرس يعاملنا كأبنائه، وعشت معه منذ كان عمرى 6 سنوات، وكان أبى يزورنا ونزوره فى لبنان".
يشير الأبناء إلى شخصية سعاد محمد الاستثنائية وقدرتها على التوفيق بين كونها أم وزوجة وفنانة ونجاحها فى هذه المعادلة الصعبة: "كانت صبورة وقوية وحنونة وتحرص على رعايتنا بنفسها، فكانت تأتى من الحفلة بملابسها السواريه، لتقف فى المطبخ لإعداد الطعام، كما كانت تحفظنا القرآن، وكانت تحفظ منه أجزاء كثيرة"
توضح ابنتها إيمان أن الأخوة العشرة كان بينهم فروق فى السن وكانت البنات يساعدن الأم فى شئون المنزل، حيث كانت سعاد محمد تحرص على تعليم بناتها شؤون المنزل والطبخ وأعمال التطريز والتريكو، وتشدد على أن وجود هذا العدد من الأبناء لم يعوق مسيرة والدتها الفنية، قائلة: "تعاونت مع عمالقة الفن والتلحين، ومنهم رياض السنباطى وأحمد صدقى، وبليغ حمدى، وعبدالعظيم محمد، والموجى، ومحمد فوزى، ومحمد سلطان، وفريد الأطرش الذى سمح لها بغناء أغنيته بقى عاوز تنسانى، وقال لها بعد أن غنتها "إيه الحلاوة دى ياسعاد أنت غنتيها أحسن منى"، وكان يحرص على أن تكون موجودة فى حفلات الربيع التى يشارك فيها.