ندوات تعريفية بجائزة حمد للترجمة فى زنجبار للحث على الترجمة للعربية والسواحلية

الثلاثاء، 05 يوليو 2022 02:00 ص
ندوات تعريفية بجائزة حمد للترجمة فى زنجبار للحث على الترجمة للعربية والسواحلية جانب من الندوات
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقوم القائمون على جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولى بزيارة رسمية إلى زنجبار للتعريف بالجائزة والتعرف على واقع الترجمة المتبادلة بين اللغتين السواحلية والعربية.
 
واشتملت الزيارة على فعاليات متنوعة عرفت من خلالها المستشارة الإعلامية للجائزة الدكتورة حنان الفياض بالجائزة وأهدافها وقيمتها المادية والمعنوية، وتولى الترجمةَ فيه الدكتورة عيسى الحاج زيدي، الأستاذ فى كلية التربية والمساهم فى عدد من مشاريع الترجمة من العربية إلى السواحلية.
 
كما تم تنظيم لقاءات إذاعية تبعه مؤتمر صحفى حضره عدد كبير من الصحفيين وممثلى وسائل الإعلام التنزانية والزنجبارية، إذ قدمت حنان الفياض حديثاً تعريفياً بالجائزة وأهدافها وقيمتها وشروطها واللغات التى دخلت الترشيح فى دورة هذا العام (2022) ومجالاتها.
 
وثمن الصحفيون جهود دولة قطر وسمو الشيخ الوالد حمد بن خليفة لاستحداث هذه الجائزة القيّمة مادياً ومعنوياً، كما أعربوا عن تقديرهم لجهود الفريق الإعلامى الذى حرص على إطلاعهم على حيثيات الجائزة وشروطها وغايتها النبيلة فى مد جسور التواصل بين شعوب العالم. 
 
وفى إطار هذه الزيارة جرى تنظيم لقاء للفريق الإعلامى برفقة البروفيسور المترجم عيسى الزيدى فى المركز العالمى للّغة السواحلية واللغات الأجنبية التابع لجامعة زنجبار، إذ استعرضت مديرة المركز وعميد كلية اللغة السواحلية واللغات الأجنبية دور المركز فى الترجمة الفورية وفى ترجمة الكتب، وأوضحا أن المركز يهتم بست لغات أجنبية إلى جانب اللغة العربية، ويتم فيه تدريس اللغة السواحلية  للمبتعثين من بلدانهم. وتطرق الحديث إلى تاريخ إنشاء المركز ومسيرته والدرجات العلمية التى يمنحها، وعبرت المديرة والعميد عن أملهما فى تحصيل دعم مادى لاستكمال إجراءات فتح برنامج الماجستير فى اللغة العربية فى جامعة زنجبار بعد أن تمت الموافقات الرسمية على إنشائه.
 
بدورها، قدمت الفياض تعريفاً بأهداف الجائزة وأهميتها وشروطها ومجالاتها، آملة أن تشكل زيارات الفريق الإعلامى للجائزة حافزاً ومشجعاً للمترجمين ليتقدموا بأعمالهم للجائزة مستفيدين من كون اللغة السواحلية إحدى اللغات الخمس عن فئة الإنجاز ضمن الموسم الثامن.
 
على صعيد متصل، عُقدت فى قاعة الندوات بكلية السياحة فى جامعة زنجبار، ندوة علمية بعنوان "واقع وآفاق الترجمة بين اللغتين العربية والسواحلية" حضرها مدير الجامعة الدكتور .محمد مقام وافتتحها بكلمة تحضّ الشباب الجامعى على الإفادة من المحفزات التى تقدمها الجائزة وشجعهم على المشاركة.
وبين محمد مقام أن الوثائق والوقائع التاريخية تثبت قِدَم العلاقة بين زنجبار والأمة العربيةـ مشيراً إلى أن 70% من مكونات اللغة السواحلية عربية أصيلة، وأن الزنجباريين يفخرون بهذه العلاقة وسعداء بوجود الجائزة التى عدّها مدير الجامعة فرصة للانطلاق إلى تمتين العلاقة بين اللغتين.
 
وحث مقام الأساتذة فى الجامعة على جمع أعمالهم وتقديمها للمشاركة بصورة جماعية ومؤسسية فى فئة الإنجاز التى تطرحها الجائزة، خاتماً حديثه بتأكيده أن جامعة زنجبار تهتم بتقوية المهارات اللغوية، ولديها كلية تعنى بهذا الجانب، هى كلية اللغة السواحلية واللغات الأجنبية.
 
من جهته، قال البروفيسور عيسى الحاج زيدى فى ورقته عن تجربته الشخصية فى الترجمة، إن زنجبار تعد مقراً للغات شرق إفريقيا واللغة السواحلية تحديداً، وتحدث عن العلاقة بين اللغتين العربية والسواحلية، مشيراً إلى أن علاقة الزنجبارى باللغة العربية تبدأ منذ الولادة، إذ يسمع الأذان، ثم ينشأ فى مدارس تحفيظ القرآن، ويتعلم العربية سماعاً وقراءة، لهذا فإن 96% من الزنجباريين يعرفون العربية، لكونهم مسلمين ويمارسون الطقوس الدينية، فضلاً عن أنهم يتعلمون العربية فى المرحلة المدرسية العليا.
 
وعن تجربة تنزانيا والشرق الإفريقى فى الترجمة، قال الدكتور أبو بكر مقامى إن السواحلية هى اللغة الرسمية لعدد من دول إفريقيا مثل كينيا وأوغندا وتنزانيا، وأن 467 مليون نسمة فى أنحاء العالم يتحدثون بها، وأشار إلى أبرز الجهود فى عملية الترجمة من العربية إلى السواحلية، منها تجربة الشيخ عبد الله بن صالح الفارسى التى بدأت فى عام 1942، إذ قرأ الفارسى كتب السلف وترجمها إلى السواحلية إلى جانب ترجمته لمعانى القرآن الكريم، وتاريخ الشافعي، وحياة النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وكتب الفقه والسنة.
 
أما الدكتور عبد الله حاذر، عضو مجلس العلماء الزنجباري، فتحدث عن مجالات الترجمة فى اللغة السواحلية، مؤكداً أن اللغة أساس الحياة ووعاء الفكر، وأن قيمتها تتجلى فى التواصل الإنساني. وأوضح أن نشوء السواحلية كان مرهوناً باختلاط الشعوب العربية بالإفريقية، وأن اللغتين شقيقتان وُلدتا من أم واحدة، مشيراً إلى صعوبة فهم الدين من دون ترجمة الكتب الدينية من العربية إلى السواحلية، ومثمناً حضور فريق الجائزة إلى زنجبار لتحفزهم على نقل العمل الفكرى السواحلى إلى العالم من خلال الجائزة.
 
وعن المعوقات التى تواجه المترجم، تحدث الدكاور سالم خميس محمد، الأستاذ فى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة الإسلامية فى موروغورو بتنزانيا، إذ أشار إلى أن المترجم الجيد يُفترض ألّا تواجهه صعوبات أو تحديات، فمسألة الترجمة تقوم على أركان عدة، منها النص واللغة والمترجم والأدوات، فإذا وُجد مترجم متمكن لن تعود هناك صعوبات، وعندما يُفتقَد المترجم المتمكن من اللغة المنقول منها واللغة المنقول إليها فلن تكون هناك ترجمة حسنة.
 
ودار حوار حول جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الإنسانى وشروطها وفئاتها، مبينين أهمية أن تكون للجائزة مكاتب خارج دولة قطر لتظل محركاً ومحفزاً للمترجمين خدمةً لمشروع ترجمة الفكر الإنساني. واختُتمت الندوة بتثمين دور الجائزة وتقدير جهودها فى خدمة الفكر الإنسانى ومدّ جسور التواصل بين شعوب العالم.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة