فى الوقت الذى كانت فيه الولايات المتحدة تحاول الخروج مؤقتا من سلسلة الأزمات التي تعصف بها بدءا من الوضع الاقتصادى المتأزم، وجدال واسع بشان حقوق الإجهاض وحمل السلاح، جاء حادث إطلاق نار جديد فى يوم احتفالها بعيد الاستقلال ليذكرها ويذكر قادتها وشعبها بهذا الوباء الذى يسقط عشرات القتلى سنويا.
وقام مسلح يقف على سطح أحد المنازل بفتح النار على أحد العروض المقامة للاحتفال بعيد الاستقلال فى إحدى ضواحي مدينة شيكاغو، الاثنين، وقتل على الأقل ستة أشخاص وأصاب 30 آخرين، ونشر الرعب والإرهاب بين المئات من المشاركين والآباء الذين كانوا يجرون عربات أطفالهم، والأطفال الآخرين على الدراجات.
هايلاند بارك
وقالت السلطات فى ولاية إلينوى التي وقع بها الحادث إنها ألقت القبض على شخص نحل شكوك فى الحادث مساء الاثنين، بعد مطاردة استمرت ساعات.
وقالت وكالة "أسوشيتدبرس" إن حادث إطلاق النار الذى وقع فى مدينة شيكاغو الأمريكية قد أحدث هزة فى كافة الاحتفالات فى الولايات المتحدة، وأحدث صدمة فى البلد الذى يخوض اضطرابا بالفعل بسبب قرارات المحكمة العليا حول الإجهاض والأسلحة بالإضافة على جلسات تحقيقات اقتحام الكونجرس.
امريكيون يتفحصون متلعقاتهم بعد الحادث
وجاءت أحداث إطلاق للنار فى الوقت الذى تحاول فيه الولايات المتحدة إيجاد سبب للاحتفال بتأسيسيها والرابط الذى يربطها معا، كما كان من المفترض أن يكون يوم لعدم العمل والمشاركة فى العروض وتناول الطعام فى حفلات الشواء والتجمعات والاستمتاع بالألعاب النارية.
وقالت نانسى روتيرنج، عمدة هايلاندباركلاند التي شهدت الموكب المأسوى، إنه فى اليوم الذى نتحد فيه معا للاحتفال بالمجتمع والحرية، فإننا بدلا من ذلك نحزن للخسارة المأسوية للحياة ونعانى من الإرهاب الذى أحدث أثرا سيئا بنا.
وكان موكب هاي لاند بارك قد بدأ فى العاشرة صباح أمس الاثنين قبل أن يتوقف بشكل مفاجئ بعدها بعشر دقائق بعدا بدأ إطلاق النار، وهرب المئات من المشاركين فى الموكب، وبعضهم كان ينزف بشكل واضح من المنطقة، وتركوا خلفهم المقاعد وعربات الأطفال. وألقت السلطات القبض على شخص مشتبه به فى هذا الحادث.
عربات الاطفال فى مكان الموكب
فى البداية، أعرب الرئيس الأمريكى جو بايدن عن صدمته وزوجته من وقوع الحادث، وقال في بيان، إنه وزوجته جيل بايدن "مصدومان من العنف غير المنطقى الذي تسبب مرة أخرى فى الحزن"، وأضاف أنه تحدث إلى المسؤولين في الولاية وموكب الدعم الكامل من الحكومة الفيدرالية لهم، وتابع أنه وجه سلطات إنفاذ القانون للمساعدة في البحث العاجل عن مطلق النار الذي لا يزال طليقا.
وفى تصريحات لاحقة، قال بايدن إنه فى الأيام الأخيرة، كان هناك سببا للاعتقاد بان البلاد تعود إلى الوراء، وأن الحرية يتم تخفضيها وأن الحقوق التي يفترض أنها تحميها لم تعد كذلك. وتابع قائلا أعلم أن الأمر مهلك ومؤرق، لكن الليلة أريدكم أن تعرفوا أننا سنتجاوز كل هذا. وأضاف قائلا: الكثير من الناس يرون بلدا منقسما، إلا أننى اعتقد أننا أكثر توحدا وليس انقساما.
ضابط شرطة يسير قرب موقع الحادث
من ناحية أخرى، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن إطلاق النار فى موكب عيد الاستقلال الأمريكي الذى وقع أمس، الاثنين، بالقرب من مدينة شيكاغو كان الحادث الأكبر والأبرز فى هذه العطلة، لكنه لم يكن بالتأكيد الوحيد.
وكان واحدا من حادثى إطلاق نار وقعا فى منطقة شيكاغو وحدها، فقبل أقل من 12 ساعة، أصيب خمسة أشخاص فى إطلاق نار فى الجانب الجنوبى من شيكاغو.
وكان حادث إطلاق النار فى هايلاند بارك الأبرز من حيث عدد الضحايا، حيث أصيب فيه ما لم يقل عن 30 شخص، وفى موقعه حيث وقع فى ضاحية ثرية لم تعهد مثل هذا العنف. إلا أنه كان جزءا من نمط محدد، وهو التفشى الوحشى لعنف السلاح فى البلد الذى يتجاوز فيه عدد الأسلحة عدد السكان.
وبحلول صباح الاثنين، تموكب ما لم يقل 57 شخصا لإطلاق نار فى شيكاغو فى عطلة عيد الاستقلال، وقتل ثمانية منهم، وفقا لقناة NBC فى شيكاغو. وهذا لا يشمل حصيلة ضحايا هايلاندبارك خارج المدينة.
وقبل 10 ساعات من فتح مسلح النار على موكب عيد الاستقلال فى باركلاند، التي يصل متوسط دخل الأسر فيها إلى ما يقرب من 150 ألف دولار سنويا، و89% من سكانها من البيض وعدد كبير منهم من اليهود، أصيب خمسة اشخاص فى منتصف ليل الاثنين فى باركواى جاردنز، وهو مجمع سكنى فى ضاحية أخرى متوسط الدخل السنوي فيها اقل من 30 ألف و90% من سكانها من السود.
وفى مختلف انحاء البلاد، رصد موقع أرشيف عنف الأسلحة وقوع 309 حادث هذا العام. ويتعقب الموقع حوادث إطلاق النار فى الولايات المتحدة، ويحددها بالحوادث التي تسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل أو إصابتهم.