كشف الكاتب الصحفى أحمد التايب آخر تطورات الصراع فى اليمن فى ظل الأزمات العالمية التى يمر بها العالم الآن ، مؤكدا أن اليمن يمر بأزمة إنسانية وكارثية على كافة الأصعدة، خاصة على صعيد الأمن الغذائي فى ظل استيراد اليمن أكثر من 90% من مواده الغذائية.
وأضاف أحمد التايب خلال لقائه ببرنامج حوار اليوم تقديم الاعلامي عمرو توفيق على قناة النيل للأخبار، أن هناك تباينا واضحا في أجندات الدول الفاعلة باليمن، فى ظل انشغال المجتمع الدولى بالحرب الروسية الأوكرانية، مما كان له تداعيات على الأزمة اليمنية خلال الفترة الماضية وتفاقم الأوضاع الاقتصادية هناك.
وأوضح أحمد التايب، أن الإشكالية فى اليمن، أن أطراف الصراع فى جوهرها حركات شمولية دينية (الحوثيون، حزب الإصلاح، السلفيون - داعش) وحركات من هذا النوع دائما ما تكون خياراتها صفرية، لأن العداء بينها عداء أيديولوجي ديني لا يقبل التسويات التي تقوم على الحلول الوسط، ويرفض قطعا النظام التعددى والإيمان بوطنية الدولة، غير أن هناك أيضا عداء انفصالى، فهناك من يسعى للانفصال كالمجلس الانتقالي الجنوبي.
وعن موقف الحوثيين، أكد أحمد التايب خلال اللقاء، أنه ميليشيا الحوثي تتعامل الآن من موقع قوة، باعتبار امتلاك سلطة الأمر الواقع، فهم يشرفون الآن على مطار صنعاء وموانئ الحديدة، ويتم الاعتراف بالجوازات الصادرة من صنعاء الى جانب تحكمهم في العائدات المالية الضخمة من تشغيل المطار وموانى الحديدة، غير حصارهم لمدينة تعز ومقايضاتهم المستمرة لحكومة دعم الشرعية لتحقيق امتيازات اقتصادية مقابل فتح الطرق الرئيسية.
أما عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الصراع فى اليمن ، قال أحمد التايب، اعتقادى أن الولايات المتحدة ترى مصالحها أكثر أمناً في ظَّل وجود الفوضى، حيث تقوم السياسة الأمريكية على استمرار خلق وتغذية النزاعات والصراعات في المنطقة، وهذا يتضح جلياً من خلال مواقفها المتناقضة، فتارة تجدها تؤيد الحكومة الشرعية وفي الوقت ذاته تتحدث عن أنه الحل في اليمن لن يتم إلا عن طريق الحوار، لكنها ترفض التدخل والانخراط الحاسم في حل هذا الصراع، وتارة أخرى تشعر أنها في حالة تناغم عجيب مع التوسع الإيراني في المنطقة وتتقاطع سياستها الخارجية مع تمدَّد طهران دون اتخاذ أي إجراء يؤمن دول الحلفاء الأصدقاء في الخليج، وكل هذا يتم من خلال إجادة لعبة خلط اﻷوراق.
وتابع أحمد التايب أن ما يحدث فى اليمن له علاقة بمضيق باب المندب من الدرجة الأولى، خاصة أنه من يسيطر على باب المندب يسيطر على الملاحة البحرية والتجارة العالمية عبر البحار، ولذلك كافة الأطراف المتصارعة الداخلية تسعى بقوة للسيطرة على باب المندب، ولذلك يمتد الصراع وتزداد حدته، وكذلك الأطراف الدولية تسعى بكل قوة للسيطرة على باب المندب من خلال حلفائها، وهذا هو سر إطالة أمد الصراع فى اليمن.