زكى القاضى يكتب: دولة الجميع بدون تفرقة.. الدعوة للحوار الوطنى العقد الأخير فى سلسلة استكمال رؤية مصر للانطلاق نحو المستقبل.. الأدوات الوطنية الجامعة موجودة فى كل شبر على أرض مصر

الأربعاء، 06 يوليو 2022 09:00 م
زكى القاضى يكتب: دولة الجميع بدون تفرقة.. الدعوة للحوار الوطنى العقد الأخير فى سلسلة استكمال رؤية مصر للانطلاق نحو المستقبل.. الأدوات الوطنية الجامعة موجودة فى كل شبر على أرض مصر الحوار الوطنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يجب التأكد من أن طريق الجمهورية الجديدة بدأ منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم، وقد بدأ بكل أدواته الوطنية التى نرى علاماتها فى كل شبر على أرض مصر، وتلك الأمور لا حاجة فيها لمؤيد أو معارض، بل هى تحتاج لكل صاحب بصيرة، وتحتاج فقط للتجرد التام من الموروث المشوش عن الحكومات والسلطات، فتلك الدولة الناشئة متغيرة بالفعل فى كل أدواتها وكل تحركاتها، ولديها من التقارب مع الأفكار ما لم يسبقها أحد من قبل، فلا يعقل أننا لا نرى رئيس الجمهورية يستمع للشباب وأفكارهم فى منتدى شباب العالم، ويطبق توصياتهم على مستوى الدولة، ولا يعقل أننا لا نرى ما يقوم به رئيس الجمهورية من تحركات على المستوى الخارجى، الذى ينعكس بدوره على الواقع المحلى، ولا يعقل لكل صاحب بصيرة أن يعمى عن كل الأرقام المشجعة، ويتذكر فقط الأرقام المشوشة التى تتوافق مع توابع عالمية وأزمات دولية، فيقوم بتعظيم تلك الأرقام دون غيرها، وهنا لا ننكر تلك الأرقام، ولكن بجوار غيرها من الأرقام العظيمة التى يجب أن نراها بأعين مصرية، فالواقع المصرى مختلف، مختلف فى كل المعطيات وكل ردود الفعل، وأيضا واقع مختلف فى التنفيذ والنتائج، وكلها أمور يجب الانتباه إليها، فلا نستورد أفكارا ودراسات من الخارج، فى محاولة فرضها على الواقع المصرى الجديد الناشئ مع دولة 30 يوليو.

المشروعات القومية علامات وطنية فى كل شبر على أرض مصر

وحسبما ذكرنا، فإن علامات الدولة الوطنية واضحة فى كل شبر على أرض مصر، وتلك العلامات لا تعتمد فقط على المشروعات القومية التى غيرت شكل الحياة بأكملها، وأمنت حاضر ومستقبل مصر، بل تلك العلامات اعتمدت على الانتفاض للمواطن المصرى فى كل القطاعات والأشكال، حيث عملت الدولة على مسارات واضحة فى ذلك الإطار، منها مشروعا التعليم والصحة، ويكفينا ذكر أن مبادرات وزارة الصحة للقضاء على فيروس سى، الذى كان يضرب بمصر المثل فى العالم، باعتبارها دولة متقدمة المراتب فى عدد المصابين، وذلك حتى توافقت إرادة القدر مع إرادة الدولة المصرية، فتم القضاء عليه نهائيا وإعلان مصر رسميا خالية من فيروس سى، وذلك الإعلان هو مزدوج فى حقيقته، فقد ساعد الدولة على أن تتلقى صدمة فيروس كورونا بأضرار أقل، ولنا أن نتخيل لو أن ملايين المرضى الذين يترددون على المستشفيات للعلاج من فيروس سى، بل ومناعتهم المتدنية، كيف كان سيكون رد فعلهم لو أن فيروس كورونا جاء ومصر مليئة بتلك الملايين، لذلك كانت إرادة الله أن تنجح مصر فى القضاء على فيروس سى قبل ظهور أزمة فيروس كورونا، وفى ذلك الإطار أيضا، كانت الدولة قد قطعت شوطا كبيرا فى ملف المسؤولية الطبية وتطوير المستشفيات وهيكلة المؤسسات الصحية، وكل ذلك كان له مردود عظيم فى عملية التهيئة للدولة قبل أن يظهر فيروس كورونا، ومثله ما قمنا به فى ملف القمح والهيكلة الاقتصادية، وكلها حلول لأزمة روسيا وأوكرانيا التى ظهرت عقب ذلك بسنوات.

دولة الجميع بدون تفرقة 

تلك الأمثلة والنماذج واضحة فى كل القطاعات تقريبا، التى توجهت إليها الدولة مبكرا، لذلك فالاتجاه الجديد نحو الحوار الوطنى هو توجه يؤكد أن الدولة ستنجح فيه، رغم كل الإشكاليات المحيطة به، ورغم عدم التفاؤل من بعض القطاعات، لكن اليقين بأن الدولة تنجح دائما فى الملفات التى توليها العناية، يطمئن بأن الحوار الوطنى سينجح، وذلك مقترنا بصفات جديدة للدولة الناشئة عن 30 يونيو، وهى صفات التجرد والإخلاص والعمل على مصلحة الوطن فقط قبل أى شىء، كما أن الدولة الجديدة لا يوجد لديها من يحسب عليها، فالجميع سواسية، وهى نقطة ربما كانت غامضة لسنوات عديدة، لكن فائدتها العظيمة فى الحوار الوطنى قد تجنب أى شىء مسبقا، فلا يمكن لأى من الأطراف أن يحسب الآخر على الدولة أو ضدها، بل هم جميعا قد يختلفون على السياسات، لكن لن يكون بمقدورهم سحب حديث أحد الحضور على أنه ممثل للدولة لو لم يكن مسؤولا رسميا.

المعارضة ليست مظاهرات وعنفا

أهم ما سيميز طريق الجمهورية الجديدة، الذى ينيره فى تلك المرحلة مجريات الحوار الوطنى، هو ذلك التنوع الكبير فى عملية الاختيار لمجلس الأمناء، الذى يعبر عن أطياف متعددة فى الشعب المصرى، وما بين رجال وسيدات وكبار وصغار، وممثلين لكل الاتجاهات الفكرية والسياسية فى المجتمع، ثم تلك الإجراءات التى أعلن عنها فى عملية التنظيم وشكل ومجريات الحوار، كلها مؤشرات تتوافق مع فلسفة ورؤية مصر الجديدة، فالمعارضة ليست مظاهرات وأعمال عنف وغيرها، ولا التأييد هو موافقة على أى شىء يطرح، بل إن مصر الجديدة لديها فلسفة جديدة تتماشى مع حجم العمل المبذول، وتلك الفلسفة تؤمن بأن ما هو للجميع فهو للجميع، وأن استيعاب الناس أولى من تركهم، والمقاربة أكبر من فكرة الرفض والإقصاء، ونموذج على ذلك ما قاله الرئيس السيسى موجها حديثه لوزارة الداخلية حول المصانع غير المرخصة، التى يتم ضبطها، حينما طلب منهم توفيق أوضاع مالكيها، فهذا أكثر إفادة للوطن، وذلك نموذجا يمكن أن ينسحب لكل مسارات الدولة، فالدولة توجه وتشدد على الحل، ولا يعقل أن تفعل ذلك مع أصغر الأمور، على أن تترك عقولها ومفكريها وسياسييها والمؤثرين فيها حتى يهاجروا خارجها، حتى لو كانت تلك الهجرة مبنية على ثقافات قديمة تعاملت مع سياسات قديمة قبل 2010.

عملية تصحيح المسارات 

ربما فى التفاصيل وفى التاريخ عموما، قد يظلم البعض فى مراحل الثورات، لكن عملية التصحيح يمكنها أن تتحقق فى أى وقت وبأيد من يشعر بالظلم منهم فى وقت من الأوقات، لذلك فالحوار الوطنى هو الوسيلة الحقيقية والواقعية للتعامل مع كل التفاصيل، التى سقطت من حسابات الدولة، شريطة أن يؤمن الجميع بأن التجرد هو الوسيلة الأفضل لقبول الآخر، كما يجب أن يؤمن الجميع بأن الواقع الجديد يفرض تعاملا وسياسة جديدة، تبتعد عن العبارات الأثيرة التقليدية، والاجتماعات ذاتها التى كانت تعقد قبل 2010، فالدولة الجديدة دولة قائمة على مؤسسات قوية، وعلى شخصيات قادرة على إدارة الملفات، ثم إنها دولة تعرف تماما معظم الأشياء، وعلى الجميع قبل أن يبدأ الحوار الوطنى أن يسأل نفسه سؤالا مباشرا: ماذا نمتلك من معرفة وملفات لا تعلم الدولة عنها شيئا؟!

 






مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة