بمشاريع تخرج مميزة، نجح خريجو قسم النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة، أن يتميزوا ويبدعوا بلمساتها الفنية وأفكارهم الإبداعية الخلاقة، من خلال تجسيد القيم والمشاكل المجتمعية، والواقع في أبهى صوره، وما تعيشه النفس البشرية من مشاعر وأحاسيس متداخلة ما بين الحزن والاضطراب والخوف من العزلة والألم والفرح، واستلهام صور من التراث المصري، تعكس علاقتهم بالواقع الراهن، وتبرز سعيهم للكشف عن حلول لتلك المشاكل والأزمات؛ معتمدين على الفن والإبداع كمخرج من الصراعات الإنسانية.
تحت عنوان "ما بعد العشرين" نجح الفنان محمد أحمد رمضان، الطالب بقسم النحت كلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة، أن يجسد ويصور واقع فترة العشرينيات من عمر الإنسان في مجسم فني من الطين، حيث صور نفسه بطلا لقصة وحكاية المشروع، والذي يصور ما يعيشه الشاب العشريني من صراع نفسي داخلي ما بين الرغبة في التقدم والنجاح والسعي في تحقيقه وما بين الإحباط واليأس بمجرد الاصطدام بمحطات ومصاعب الحياة.
وفي هذا الصدد، قال "محمد"، لـ"اليوم السابع"، إنه حاول أن يجمع ما بين المشكلة والحل في نفس المجسم والمشروع، مشيرا إلى أنه جسد مشكلة نفسية مجتمعية يعيشها كل الشباب في مرحلة العشرينات، كعدم الارتياح وعدم الثقة بالنفس والتردد الدائم في اتخاذ القرار، ورفض الواقع، والتشتت والضياع والعناد، من أجل تحقيق الاستقلالية الفردية وإثبات الذات، وفي نفس الوقت قدم الحل والمخرج الأمثل وجسده بالشخصية القوية المحاربة المتحدية بالصبر والعزيمة والإصرار التي تواصل طريقها بكل ما فيه من صراعات وأزمات ومصاعب؛ باحثة عن التقدم والنجاح.
إحياء للحضارة المصرية القديمة، اختارت الفنانة نوران محمد رجاء ركه الطالبة بكلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة أن يجسد مشروع تخرجها الإلهة المصرية ايزيس، حيث قالت إنها اختارت الألهة؛ كونها كانت محبوبة من قبل المصريين القدماء، وبمثابة رمز ديني يحتذى به في الحضارة الفرعونية، فقد مثلت للمصريين القدماء رمزا للشموخ والقوة.
وأكدت على أنها أرادت بمشروعها أن تحيي الحضارة الفرعونية العريقة وتبرز التاريخ المصري، بالفن والجمال، متمنية أن تحظى بفرصة تبرز من خلالها مشاريعها الفنية في كافة الشوارع والميادين، لإضفاء الجمال والارتقاء بالمظهر الحضارى للمدن.
واختارت الفنانة إسراء عرباوى الطالبة بقسم النحت بكليه الفنون الجميلة جامعه المنصوره، أن يجسد مشروع تخرجها شخصية مهرج مصنوعا من الطين الأسواني يقف على يد واحدة مقلوبا على عجلة معدنية تستكمل الجانب الجمالي للمشروع في تنوع الخامة، يؤدي أداء استعراضيا، تعبيرا عن الحرية والحيوية والانسيابية، محافظا في نفس الوقت على مبدأ الاتزان البصري، مشيرة إلى أن العمل النحتي هو تشكيل هندسي تصميمي وانشائي عبارة عن حركة ظاهرية وتعدد أسطح لا يتحقق فى التصميمات ذات البعدين، ويعتمد على المدرسة التكعيبية من حيث طابعه المبسط غير المعقد.
وتابعت أن فكرتها ترمز للبهجة والفرح من خلال تجسيدها لشخصية المهرج المرتبطة بالتراث الشرقي والثقافة الشعبية في مصر؛ حتى يكون أقرب للجمهور.
ونجحت الفنانة الاء رضا عطية الطالبة بكليه الفنون الجميلة جامعة المنصورة، أن تجسد مبدأ الاتزان والحركة في النحت، بمشروع تخرجها الذي عمل عنوان "مشهد جمباز"، فحاولت أن تجسد مشهد واقعي من رقصة قد تستغرق في الواقع ثوان معدودة؛ لسرعتها وحيويتها، وذلك في مجسم يظهر فيه رجل يقف على قدم واحدة ويرفع فتاة بيداه لأعلى، وتقوم الأخيرة بتأدية حركة استعراضية بانسيابية ومرونة، مؤكدة على أن المشروع كان بالنسبة لها تحد كبير حاولت من خلاله أن توظف الاتزان من خلال تمركز المجسم بكل ما فيه من تفاصيل وأوزان في نقطة ارتكاز واحدة.
وبفكرة واقعية جسدت ما يعيشه بعض البشر من مشاكل وأزمات نفسية وأخلاقية ودينية، جسدت الفنانة خلود محى، في مشروع نحتي يعمل عنوان "الاستحواذ"، أظهر البشر وكأنهم يعيشون في دوامة من المعاصي نتيجة استحواذ قوى الشر عليهم وعلى عقولهم، والتي تحاول السيطرة عليهم وعلى فكرهم بشتى الطرق للمواصلة في ارتكاب المعاصي، وفي ظل محاولة البشر الخروج من تلك الدوامة وذلك الصراع الصعب، يمرون بمعاناة وألم وأزمات نفسية وحرب تجعلهم يغرقون في دوامة الاستحواذ والظلم.
وأشارت "خلود"، إلى أنها اعتمدت على الفن السيريالى في تجسيدها للفكرة، حيث اعتمدت على "الشيطان" وهو قوى الشر الخبيثة التي تستحوذ على عقول البشر، وأظهرت صراع البشر مع قوى الشر ومعاناتهم منه ومن استحواذه عليهم، من خلال ما بدى على معالم وتفاصيل الوجه من خوف وضعف ومعاناة.
وبمشروع نحتي يحمل عنوان "الصراع"، ناقشت الفنانة دنيا علي، الصراع النفسي للإنسان وما قد يعيشه نفسيا ويمر به من أحاسيس ومشاعر في ذات اللحظة، وكأنه يعيش في دوامة وصراع نفسي دائم صعب ومؤلم، حالة من الغضب، يحاول بكل قوة أن يتخطاها ويتجاوزها مما يعرضه للمعاناة والألم.
وحمل مشروع الفنانة نادين أحمد، طابعا خاصا، إذ صورت في مجسم نحتي واحد ثلاث سيدات مختلفات وما تمرن به من مشاكل وأزمات نفسية مختلفة نتيجة الشعور بالوحدة، إذ صورت المشاعر والانفعالات الإنسانية التي قد تنجم عن وحدة الإنسان وانعزاله وبعد الناس عنه وأظهرتها على معالم وتفاصيل بطلات المجسم من خوف وحزن وألم.
كان حبها وعشقها لفن ورقص الباليه، سببا في أن تنجح في الحصول على إشادة كبيرة من أساتذتها، إذ اختارت أن يكون "الباليه" بطلا لقصة نجاحها وتفوقها في قسم النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة، وتميزها في مشروع تخرجها، إنها الفنانة أسماء حسن، التي اهتدت لأن تجسد الفن والجمال في مشروع فني وإبداعي يبرز فن الباليه وكل ما فيه من إبداع وفن وجمال.
ونجحت الفنانة زينب فتحي حسين، أن تضفي بصمة إبداعية مميزة بمشروع تخرج في قسم النحت، انهم بتقديم معالجة تشكيلية للقيم الجمالية والحركات الإيقاعية وأثرها على النحت، حيث تناول العمل مشهد من رقصة استعراضية تحتوي على الكثير من الانفعالات والحركات الإيقاعية تعبيرا عن رشاقة الراقصات، مع مراعاة وحدة وترابط عناصر العمل مع بعضها البعض على نحو يبلغ الاتحاد من خلال حركة الراقصات لتثير في المشاهد أحاسيس ديناميكية وتجعله ينفعل مع العمل.
وقالت "زينب"، إنها قامت أثناء تنفيذ وتشكيل العمل بالتركيز على كل ما هو غريب ومتناقض ولا شعوري، حيث ابتعدت عن الحقيقة والواقعية، وأطلقت العنان لأفكارها المكبوتة والتصورات الخيالية وسيطرة الأحلام، مشيرة إلى أنها اعتمدت على أسلوب المدرسة السريالية والتعبيرية في النحت لتنفيذ هذا العمل التشكيلي، أظهرت من خلالها ثلاث فتيات تقفن في وضع راقص، حيث تمد إحداهن كلتا يداها الى الأعلى في شموخ وتقف على كلتا قدميها فى رقصة مملؤة بالشاعرية والهدوء، والأخرى تأخذ نفس وضعية القدم تقريبا مع اختلاف وضعية الجذع حيث تنحني بخصرها إلى الخلف في تناغم شديد وتقف بزاوية عكسية عن الراقصة.
الصراعات النفسية للوحدة مشروع تخرج الفنانة نادين أحمد
الفنان محمد أحمد صاحب مشروع ما بعد العشرين
الفنانة إسراء عرباوي صاحبة مشروع نحتي مميز بقسم النحت
الفنانة أسماء حسن
الفنانة الاء عطية صاحبة مشروع تخرج مشهد جمباز
الفنانة دنيا علي
الفنانة نادين أحمد ومشروع تخرج يناقش الصراعات النفسية
مشروع الاستحواذ للفنانة خلود حامد
مشروع ايزيس للفنانة نوران محمد
مشروع ايزيس
مشروع تخرج الفنانة إسراء عرباوي
مشروع تخرج الفنانة أسماء حسن
مشروع ما بعد العشرين للفنان محمد أحمد
مشروع نحتي بعنوان الاستحواذ
مشروع نحتي بعنوان الصراع للفنانة دنيا علي
مشروع نحتي بعنوان مشهد جمباز للفنانة الاء عطية