بمنحوتة فنية مميزة، نجحت الفنانة ماهينور الزيات خريجة قسم النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة المنصورة، أن تصور وتجسد ما يعانيه مرضى التوحد من آلام ومعاناة واضطرابات عصبية وعقلية، وما قد يشعرون به من مشاعر وردود أفعال تظهر في خوفهم وذعرهم وغضبهم، نتيجة غياب لغة التواصل بينهم وبين من حولهم وعدم قدرتهم على التواصل الاجتماعي ورفض المجتمع لهم.
وفي هذا الصدد، قالت "ماهينور"، لـ"اليوم السابع"، إنها اهتدت لأن يكون مشروع تخرجها مفيد وإيجابي للمجتمع، يترك بصمة مؤثرة، يعلم ويرشد ويقدم رسالة مجتمعية واضحة تعالج الأفكار وتصحح المفاهيم الخاطئة، مشيرة إلى أنها سلطت من خلال عملها الفني الضوء على ما قد يعانيه مرضى التوحد من آلام وما قد يعيشونه من مشاعر وأحاسيس موجعة كرد فعل لما يفعله المجتمع في حقهم، فالتوحد ليس مرضا كما يعتقد البعض بل هو اضطراب عصبي عقلي، يصيبهم؛ فيجدون صعوبة في التواصل الاجتماعي، والعمل يجسد ويصور تلك ردود الأفعال المليئة بالفزع والزعر.
وأضافت أنها جسدت مشاعر مختلفة يشعر بها مرضى التوحد في حياتهم وما يصدر عنهم من ردود أفعال سريعة ومفاجئة وحادة بسبب ما قد يتعرضون له ويواجهونه من ضغط أو ازدحام أو ضوضاء تزعجهم وتثير غضبهم، مشيرة إلى أنها نجحت في تصوير جميع تلك المشاعر وردود الأفعال التي تصدر عنهم وقد لا يفهمها أو يدركها من حولهم ويستطيعون التفاعل والتعامل معها، في منحوتة فنية واحدة تدمج ما بين الأفعال التي تغضب وتؤلم مرضى التوحد وبين ردود أفعالهم التي تكون نتاجا لتلك الأفعال، لتؤكد على أن لكل فعل رد فعل.
وأوضحت أنها رمزت إلى ما يواجهه مرضى التوحد من ضغوط وتوتر وازدحام في الحياة بدوائر منحوتة مختلفة الأحجام والمستويات في خلفية العمل الفني، والتي تظهر خلف الشخوص الذين يمثلون مرضى التوحد في مشاعرهم وردود أفعالهم، مضيفة أن كل شخص موجود في العمل يعبر عن حالة نفسية معينة ورد فعل محدد ومختلف لمرضى التوحد كالحزن من عدم القدرة على التواصل مع الآخرين، أو الخوف أو الذعر والتوتر من التواصل الاجتماعي كونه يشعر بأن من حوله ضده ويرفضه ويهاجمه دوما، أو الشعور بالإحباط واليأس نتيجة الشعور بفقدان مهارة التواصل مع الآخرين، أو الذعر والانهيار نتيجة الضوضاء والصوت المرتفع وعدم القدرة على فهم الآخرين والتعامل معهم.
وأشارت إلى أنها جسدت ما يعيشه بعض مرضى التوحد من اللامبالاة كرد فعل وصلوا لها بعد أن شعروا برفض المجتمع لهم كونهم مختلفين عنهم بالرغم من كونهم أكثر تميزا بما يمتلكونه من قدرات ومهارات ذكاء عالية جدا، ورمزت إلى "الفعل" أي المجتمع السبب الرئيسي فيما يعاني منه مرضى التوحد من آلام وما ينتج عنهم من ردود أفعال مختلفة لشخص يوجه إصبعه للدوائر المنحوتة في خلفية العمل، دلالة على أنه هو من يحرك تلك الدوائر ويتحكم بها أي هو من يسبب الذعر والخوف والانهيار وكل ما يعيشه مرضى التوحد من مشاعر وما ينتج عنهم من ردود أفعال مختلفة.
وأكدت على أن الفن يجب أن يكون له رسالة إيجابية وواضحة تفيد المجتمع وتؤثر فيه وتغيره للأفضل، وذلك بمناقشة القضايا والموضوعات التي تشغل اهتمامهم، وطرح ومعالجة المشاكل والأزمات المجتمعية المختلفة المسكوت عنها والمهملة وتقديم حلول لها للإرتقاء بالمجتمع.
الاضطرابات-النفسية-لمرضى-التوحد-في-منحوتة-فنية
الفنانة-ماهينور-الزيات-تناقش-الاضطرابات-العصبية-والنفسية-لمرضى-التوحد-في-منحوتة-فنية
عمل-فني-يناقش-الاضطرابات-النفسية-لمرضى-التوحد
مشروع-تخرج-الفنانة-ماهينور-الزيات
مشروع-تخرج-بكلية-الفنانة-الجميلة-جامعة-المنصورة
مشروع-تخرج-بكلية-الفنون-الجميلة-جامعة-المنصورة
مشروع-تخرج-ماهينور-الزيات
مشروع-تخرج-يناقش-مرض-التوحد-للفنانة-ماهينور-الزيات
منحوتة-فنية-تجسد-الاضطرابات-النفسية-والعصبية-لمرضى-التوحد
منحوتة-فنية-تناقش-الاضطرابات-النفسية-والعصبية-لمرضى-التوحد