تعتبر الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في صلواتهم كما أنها أول بيت يوضع للناس إذ يقول تعالى في سورة آل عمران بالآية السادسة والتسعين "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ"، ولا يمكن ذكر المسجد الحرام دون ذكر الكعبة، إذ يبدأ تاريخ المسجد بتاريخ بناء الكعبة المشرفة كما ورد في كتاب "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد"، لمحمد بن يوسف الصالحي.
وتفيد الروايات التاريخية أن الكعبة بنيت عدة مرات عبر التاريخ؛ على يد: الملائكة وآدم عليه السلام وشيث بن آدم والنبيين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام والعمالقة وجرهم وقصى بن كلاب وقريش وعبد الله بن الزبير عام 65 هـ، والحجاج بن يوسف عام 74 هـ، والسلطان مراد الرابع عام 1040 هـ، والأخير وضع الباب المذهب الموجود حاليا للكعبة.
وبحسب كتاب "تفسير السمعانى 1-4 ج 1(ص98)" تأليف أبى مظفر منصور بن محمد/السمعانى المروزى، فإن الله تعالى بنى فى السماء بيتا هو البيت المعمور، ويسمى صراح، وأمر الملائكة أن يبنوا فى الأرض الكعبة على قدره ومثله، وقيل أن أول من بنى الكعبة هو آدم، فاندرس ذلك زمان الطوفان، ثم أظهره الله تعالى لإبراهيم حتى بناه، وذلك وفقا لما ذكر فى الأخبار الطوال للمؤلف أبو حنيفة الدينورى.
ويذكر ابن كثير، أن الناس اختلفوا حول أول من بنى الكعبة، فقيل الملائكة قبل آدم، وروى عن هذا أبى جعفر الباقر محمد بن على بن الحسين، وقيل وفقا لروايه عبد الرازق بن جريج وسعيد بن المسيب وغيرهم، أن آدم بناها من خمسة جبال من حراء وطور سيناء وطور زيتا وجبل لبنان والجودى، فيما روى ابن عباس وكعب وقتادة وهب أن أول من بنى الكعبة هو شيث عليه السلام.
فيما يذكر كتاب "جامع الآثار فى مولد النبى المختار (ص) 1-7 ج3" لـ أبى عبد الله محمد/ابن ناصر الدين الدمشقى، أن الكعبة بنيت عدة مرات واختلف فى عدد بنيانها، فقيل بنيت عشر مرات منها مرات على يد الملائكة وآدم عليه السلام وأولاده، والخليل إبراهيم. عليه السلام.
ويذكر عن أبو الطيب الحسنى فى كتاب "التاريخ": لقيت بخط عبد الله بن المرجانى أن عبد المطلب جد النبى بنى الكعبة بعد قصى وقبل بناء قريش.