مات هارون الرشيد في سنة 193 هجرية، ويعد من أشهر خلفاء الدولة الإسلامية، فكيف كانت حياته، وما الذى كان مكتوبا على خاتمه.. وما الذى يقوله التراث الإسلامي في ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "وهذه ترجمة الرشيد":
هو: هارون الرشيد أمير المؤمنين ابن المهدي محمد بن المنصور، أبي جعفر، عبد الله بن محمد بن علي عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، القرشي الهاشمي، أبو محمد، ويقال: أبو جعفر.
وأمه الخيزران أم ولد.
كان مولده في شوال سنة ست، وقيل: سبع، وقيل: ثمان وأربعين ومائة.
وقيل: إنه ولد سنة خمسين ومائة.
وبويع له بالخلافة بعد موت أخيه موسى الهادي في ربيع الأول سنة سبعين ومائة، بعهد من أبيه المهدي.
روى الحديث عن: أبيه، وجده.
وحدث عن المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أنس بن مالك، أن رسول الله ﷺ، قال: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
أورده وهو على المنبر وهو يخطب الناس، وقد حدث عنه ابنه وسليمان الهاشمي والد إسحاق، ونباتة بن عمرو.
وكان الرشيد أبيض طويلا سمينا جميلا، وقد غزا الصائفة في حياة أبيه مرارا، وعقد الهدنة بين المسلمين والروم بعد محاصرته القسطنطينية، وقد لقي المسلمون من ذلك جهدا جهيدا وخوفا شديدا، وكان الصلح مع امرأة ليون وهي الملقبة: بأغسطة على حمل كثير تبذله للمسلمين في كل عام، ففرح المسلمون بذلك، وكان هذا هو الذي حدا أباه على البيعة له بعد أخيه في سنة ست وستين ومائة.
ثم لما أفضت إليه الخلافة في سنة سبعين كان من أحسن الناس سيرة وأكثرهم غزوا وحجا، ولهذا قال فيه أبو السعلي:
فمن يطلب لقاءك أو يرده * فبالحرمين أو أقصى الثغور
ففي أرض العدو على طمر * وفي أرض الترفه فوق كور
وما حاز الثغور سواك خلق * من المتخلفين على الأمور
وكان يتصدق من صلب ماله في كل يوم بألف درهم، وإذا حج أحج معه مائة من الفقهاء وأبنائهم، وإذا لم يحج أحج ثلاثمائة بالنفقة السابغة والكسوة التامة.
وكان يحب التشبه بجده أبي جعفر المنصور إلا في العطاء، فإنه كان سريع العطاء جزيله، وكان يحب الفقهاء والشعراء ويعطيهم، ولا يضيع لديه بر ومعروف، وكان نقش خاتمه لا: إله إلا الله.
وكان يصلي في كل يوم مائة ركعة تطوعا، إلى أن فارق الدنيا، إلا أن تعرض له علة.