يتجدد الجدل في العالم حول مصارعة الثيران التي أصبحت تراثا في بعض الدول تتناقله الأجيال في البلاد، خاصة بين المؤيدين لتلك الرياضة والتراث الشعبى، والمعارضين لها بسبب حقوق الحيوان.
ويحتفل الإسبان اليوم بمهرجان سان فيرمن الخاص بمصارعة الثيران، وذلك بعد 3 سنوات من التوقف بسبب فيروس كورونا، وتم نقل 6 أشخاص إلى احد المستشفيات بعد إصابتهم بجروح خلال المهرجان الشهير.
إسبانيا
الثيران تجرى فى شوارع بامبلونا
وأشارت صحيفة "الباييس" الإسبانية إلى أن أول سباق للثيران فى إسبانيا منذ 3 سنوات انتهى صباح اليوم مع إصابة 5 أشخاص، بعد أن خرجت 6 ثيران فى شوارع بامبلونا الإسبانية حيث يتم الاحتفال دائما بعيد سان فيرمن.
وقال الأطباء فى مستشفى بامبلونا إن ستة أشخاص نُقلوا لتلقى العلاج، بينهم أمريكي يبلغ من العمر 30 عامًا مصابًا بكسر في ذراعه اليسرى ومراهق إسبانى يبلغ من العمر 16 عامًا فقد جزءًا من إصبعه فى ساحة الثيران، حيث سقط العديد من المتسابقين على الأرض وتم دهسهم من قبل الثيران، والمصابين الآخرين هم رجال إسبان تتراوح أعمارهم بين 19 و45 عاما.
قال رايان وارد، سائح أمريكى من سان دييجو، كاليفورنيا، إن تجربة الركض مع الثيران كانت تستحق العناء، وقال: "أعتقد أنني بحاجة إلى البكاء. هناك الكثير من المشاعر المتراكمة، أركض مع أصدقائي. لا أعرف أين هم. لقد فقدهم جميعًا".
وألغيت الحفلات الشعبية، التى استقطبت عشرات الآلاف من الأشخاص من جميع أنحاء العالم ، في عامي 2020 و2021 بسبب جائحة كورونا.
وأكدت الصحيفة أن برنامج التطعيم الناجح في إسبانيا أدى إلى عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل أو بآخر، على الرغم من أن الزيادة الأخيرة في الحالات دفعت سلطات بامبلونا إلى التوصية بارتداء الكمامات عند الضرورة.
مهرجان باسبانيا
مهرجان سان فيرمن
يرتدي الجميع تقريبًا في بامبلونا هذا الأسبوع الزي التقليدي لقميص أبيض وبنطلون مع وشاح وربطة عنق حمراء.
أما فى كولومبيا، فقد عادت الاحتفالات بمصارعة الثيران في يونيو الماضى، ولكن عاش الكولمبون حالة من الذعر بسبب انهيار مدرج ملعب أثناء فاعلية لمصارعة الثيران، والتي أدت إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة المئات من الحضور.
مصارعة الثيران فى كولومبيا
وكان فى وسط الحلبة ثور هائج وعدد كبير من الأشخاص الذين نزلوا إلى أرض الحلبة، وفجأة انهار جزء من الجانب الأيمن للمدرج، وبعد ذلك عمت الفوضى.
وكتب الرئيس الكولومبي جوستافو بيدرو في تغريدة "أطلب من البلديات عدم السماح بعد الآن بعروض قد يتخللها مقتل أشخاص أو حيوانات" مذكرا بمقتل مئات الأشخاص في حلبة أخرى في مدينة سينسيليخو في شمال البلاد في العام 1980.
انهيار مدرج فى ملعب بكولومبيا أثناء مصارعة الثيران
أما في المكسيك فتعرضت مصارعة الثيران لضربة غير مسبوقة بعد أن أمر قاضى بالمحكمة المحلية فى مكسيكو سيتى، بحظر العروض نهائيا فى ساحة المكسيك الأكبر فى العالم ، خلال المحاكمة التى كانت ستحدد حظرها من عدمه، بعد تقديم إحدى المنظمات غير الحكومية طلب من مكتب رئيس بلدية بينيتو خواريز في مكسيكو سيتي، بحظر هذه الرياضى فى ساحة المكسيك مدعية أن الدستور يحظر إساءة معاملة الحيوانات.
ساحة المكسيك
وقالت صحيفة "لاريبوبليكا" البيروفية إن مصارعة الثيران فى ساحة المكسيك، تعتبر تقليدا الاكثر أهمية فى الأمريكيتين، ويعد قرار المحكمة المحلية بحظر مصارعة الثيران فى أكبر ساحة فى العالم ضربة لم يسبق لا مثيل فى تاريخ المكسيك.
وقبل أسبوعين، رفعت منظمة خوستسيا خوستا Justicia Justa غير الحكومية التماسًا لحظر مصارعة الثيران في ساحة المكسيك إلى محكمة فيدرالية ، مدعيةً أن الدستور الفيدرالي المكسيكي يحظر إساءة معاملة الحيوانات، بالإضافة إلى ذلك ، طالب بالتعليق الاحترازي لمصارعة الثيران ريثما يتم تحديد الحل النهائى.
وقدمت القاضية روزا إليانا نورييجا استئنافًا لتعليق الحظر الاحترازي لقاضي الدائرة الأولى ، جوناثان باس هيريرا ، معتبراً أنه "كان متقدمًا على معاييره ولم يتصرف بتوازن من خلال تعليق مصارعة الثيران ".
خلص اثنان من قضاة المحكمة الجماعية الثانية والعشرين في المسائل الإدارية إلى أن التعليق الاحترازي مناسب، لأن الإجراء يدعم الحق في بيئة صحية.
وأشار كريستيان دانييل أفيلا، محامى لدى مؤيدى مصارعة الثيران المكسيكية ، إلى أن "البيئة الصحية" والحق الفردي في الثقافة متعارضين، لأن إساءة معاملة الحيوانات تحددها طبيعتها المختلفة.