يقدم الفنان سيد رجب، دور شخصية "نجيب الهلباوى" في فيلم "كيرة والجن" وهو أحد الأدوار الرئيسية والمهمة في الفيلم، وهو شخصية حقيقية من الشخصيات المؤثرة في فترة ثورة 1919، كان ضمن خلية تقاوم الاحتلال الإنجليزي، قبل أن ينقلب على زملائه ويكرر أن يتعاون مع الإنجليز.
الفنان سيد رجب
ويذكر المؤرخ جمال بدوي في كتابه "نظرات في تاريخ مصر" تحت عنوان "يهوذا المصرى" أن الهلباوي الذي اتهم بإلقاء قنبلة على السلطان حسين في الإسكندرية في يوليو عام 1915، أفرج عنه ضمن الفدائيين المحكوم عليهم في قضايا الاغتيالات السياسية بقرار من وزارة الشعب الأولى برئاسة سعد زغلول.
وأوضح بدوى في كتابه سالف الذكر، أنه رغم نجاة السلطان من الموت، لكن جذوة الانتقام لم تخمد، فبعد شهرين فقط، كان السلطان في الإسكندرية في طريقه لأداء صلاة الجمعة، فألقيت عليه قنبلة من نافذة احد البيوت لكن القنبلة لم تنفجر، وهرول رجال البوليس نحو البيت فاكتشفوا أن الشاب الذى ألقى القنبلة استطاع أن يقفز على سطوح بعض المنازل المجاورة، ثم هبط من السلم فوجد بعض النسوة يثرثرن على باب البيت فألقى السلام عليهن، ثم مضى في طريقه في ثقة وهدوء.
وبعد عدة شهور من البحث والتقصى، قبضت السلطات على تسعة شبان من الذين سوف تتألق أسماؤهم في حوادث اغتيال الإنجليز أثناء ثورة 1919، ولكن النيابة لم تقدم للمحاكمة سوى اثنين: محمد نجيب الهلباوى، ومحمد شمس الدين، فحكمت عليهم المحكمة البريطانية العسكرية بالإعدام، ولكن السلطان التمس من الإنجليز تخفيف الحكم فاستبدلت بالأشغال الشاقة المؤبدة.
ويبدو أن الهلباوى، بعد إطلاق سراحه قرر أن يتعاون مع الإنجليز، ففي اليوم التالي لإطلاق سراحه، ذهب الهلباوي طائعا مختارا إلى مبنى المخابرات البريطانية ليضع نفسه في خدمة الاحتلال، ويسخر خبرته السابقة ومعلوماته الغزيرة عن الأعمال الفدائية لتكون تحت أمر سلطات الاحتلال.
واختتم المؤلف حديثه عن شخصية "الهلباوى" قائلا: من يصدق أن أحد هذين الشابين الجسورين سوف ينتقل من معسكر الوطنية والفداء إلى معسكر الخيانة والغدر، فيعمل مرشدا وعميلا لسلطات الاحتلال، ثم يبيع زملاء الجهاد بأبخس الأثمان حتى يسلمهم إلى حبال المشانق، فيكون مثله مثل "يهوذا" التلميذ الخائن الذى باع المسيح لأعدائه.