طبيب الغلابة لم يمت، بل كان الدكتور محمد مشالى واحدا من كثير من الأطباء أصحاب القلوب الرحيمة بالفقراء، ممن سخروا عملهم وطاقاتهم من أجل خدمة الإنسانية، ففي محافظة الشرقية الكثير والكثير من الأطباء الذين قرروا تكريس حياتهم لخدمة أهاليهم منهم الدكتور "محمد محمود حفنى" المقيم بمركز بلبيس، ولقبه الأهالى بطيب الغلابة، لكونه صاحب رحلة عطاء مع أهالى قريته منذ أكثر من 40 عاما بدأت رحلته بالكشف عليهم بقيمة جنيه واستمرت لمدة 30 عاما بـ10 جنيها.
الدكتور محمد محمود حفنى، من مواليد قرية ميت حبيب التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، يبلغ من العمر 67 سنة، التحق بكلية الطب عام 1973 وكان ضمن طلاب أول دفعة تخرجت فى كلية طب الزقازيق 1980، وكان عددها 70 طالبا، بدأ رحلته فى مجال الطب طبيا فى الأرياف بمنطقة أنشاص الرمل، ثم مستشفى بلبيس المركزى بمستشفى الزقازيق العام، انتهت رحلته كبير أخصائي الإدارة الصحية بإدارة بلبيس الصحية قبل إحالته للمعاش.
وقال الدكتور "محمد" استشاري الباطنة العامة، إنه كان أول شاب يلتحق بكلية الطب فى قريته، ولد فى أسرة بسيطة لأب فلاح من عامة الشعب ولديه 7 أشقاء 4 اولاد و3 بنات، توفى والده فى سن صغير بالأمراض التى كانت متوطنة فى الأرياف مثل البلهارسيا، وتولت والدته عملية تربية أبنائها من العمل فى الزراعة بأرضها مثل الرجال ورد لها الجميل وكان أول طالب من أبناء قريته يلتحق بكلية الطب.
وأردف: أن يومه يبدأ من الساعة الثانية عشر ظهرا داخل عيادته بقريته ميت حبيب، وينتهى 11 مساء حتى أخر مريض بالعيادة وكثيرا لم يجد مواصلات للعودة لمنزله فى ساعات متأخرة فى فصل الشتاء فيجد أهل الخير يتطوعون لتوصيله، وأنه دائما يسير ومعه ورقة وقلم حيث يستوقفه البسطاء وبائعي الخضار بالشارع لتوقيع الكشف عليهم وكتابة الأدوية، فهو يرى نفسه ضمن هذه الأسر البسيطة، وبالرغم من كونه طبيبا لم يدخر شيئا حيث يقيم بمنزل إيجار قديم بمدينة بلبيس، وليس لديه سيارة خاصة، ولا سكرتيرة بالعيادة، فباب عيادته مفتوح لجميع المرضى، وأن قيمة كشف عيادته بدأت بجنيه ثم 3 جنيهات ثم 5 جنيها، ثم 10 جنيهات لمدة 40 عاما إلى أن تم رفعها منذ أشهر ل15 جنيه، والأرامل والأيتام وكبار السن من البسطاء يوقع عليهم الكشف مجانا من يوم فتح عيادته بالقرية، وإعادة المرضى 4 مرات مجانا، ولن يتقاضى مليم فى إعادة الكشف، ويأتى إليه المرضى من كافة القرى المجاورة بمركز بلبيس، وقرر مجموعة من شباب قرية كفر اكياد المجاورة لقريتنا تكريمه برحلة عمرة، ورفضتها وبرر لهم ذلك بأن هناك من أحق منه بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة