"الكمونية" ملك أطباق الأفراح والمناسبات فى قرى ونجوع محافظة الأقصر..صور

الخميس، 11 أغسطس 2022 01:27 م

ملك أطباق الأفراح

الأقصر – أحمد مرعى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأكلات التراثية لها سحر خاص في كافة أرجاء مصر، حيث لا يزال عدد كبير من أبناء محافظة الأقصر، يحتفلون بليالي الأفراح والموالد والمناسبات السعيدة على طريقتهم الخاصة، حيث أنه بجانب الإحتفالات تجمع موائد الزفاف الأحبة والعائلة والضيوف والجيران، حيث يعتبر "طبق الكمونية" أشهر الأطباق على موائد حفلات الزفاف فى مختلف أرجاء الأقصر.

ويقول الشيف محمد حسن إبن مدينة أرمنت، أنه يعمل فى مجال المطابخ منذ أكثر من 35 سنة مضت خلفاً لوالده الذي علمه المهنة والذي كان طباخ فى قصر الملك بمدينة أرمنت في شبابه مع جده، وبعد تلك الفترة عمل طباخ لمصنع سكر أرمنت وهو ورث تلك المهنة من الجد والأب، حيث يقوم بإعداد الأكلات الصعيدية فى المناسبات وحفلات الزفاف والاحتفالات والموالد المختلفة، حيث أنه يرى أن الأكلة الأشهر فى الصعيد خلال السنوات الماضية هى أكلة وطبق "الكمونية" التى لا يصلح أن تكون هناك أفراح ومناسبات بدون وجودها على قائمة الأكل.

ويضيف الشيف محمد حسن لـ"اليوم السابع"، أن الكمونية يتم إعدادها فى الأفراح بعد ذبح العائلات الماشية من عجول وأبقار وغيرها، حيث أن تلك الأكلة عبارة عن طبق يتم إعداده بتخديعة الصلصة بالطماطم، ومكوناته تشمل "الفشة والكرشة والقلب والكبدة وقطع اللحم"، لتضفي مزيد من الجمال والطعم المميز لطبق الكمونية أمام الضيوف فى الأفراح والمناسبات السعيدة والموالد المختلفة.

وعن طريقة إعداد أكلة الكمونية فى الأقصر، يؤكد أشهر شيف بمدينة أرمنت، أنه يتم إعداد حلة الكمونية فى المناسبات بطريقة واحدة وهى الأشهر والأبرز بين كافة الطباخين، حيث يتم تقطيع الكرشة والفشة والطحال واللحم والكبدة والبصل والطماطم، حيث يتم إحضار كيلو كرشة وبصلة وملح وفلفل وليمون وماء، ثم يتم كشط الأجزاء القاتمة اللون، وتزال القطع الدهنية من الكرشة وتغسل جيدا، وتشطف عدة مرات وتدعك بالدقيق جيدا، وتغسل بالماء البارد والليمون لإزالة أي رائحة، ثم تقطع إلى قطع مناسبة، وتوضع في إناء وتغمر بالماء البارد، وترفع على النار حتى تغلي، ويصب الماء المغلي ويستبدل ماء آخر، وتكرر العملية السابقة، ثم تغطى الكرشة بالماء البارد مضافا إليها بصلة ومستكة وحبهان، وترفع على النار حتى تقترب من النضج، ويضاف إليها الملح والفلفل وتستمر على النار حتى تنضج تماما.

فيما يقول محمود أمين أبو النجع إبن قرية الرزيقات بحرى، أن الأفراح والمناسبات والموالد يجب أن يكون فيها المأكولات التي تجمع كافة أبناء القرى والنجوع، حيث إنه يتم إعداد الكمونية وكباب الحلة في كافة الاحتفالات الدينية وليالي الزفاف وغيرها من المناسبات منذ أكثر من 50 عاماً مضت فهى أكلات شهيرة في الأقصر ومحافظات الصعيد بأكملها، وعن طريقة اعداد الكمونية يقول إنها تتكون من قطع اللحوم الصغيرة والكبدة وأحشاء الذبائح فهي معشوقة الجميع في كل المناسبات.

ويضيف محمود أمين أبو النجع لـ"اليوم السابع"، أنه بالعودة للتاريخ تعتبر "الكمونية" أكلة أصلها سوداني، ولكنها منتشرة في دول الخليج العربي ومصر، وانتشارها الأكثر في صعيد مصر ربما لقربه من السودان، أو لتشابه العادات والتقاليد بينه وبين السودان والخليج العربي، موضحاً أنه تُصنع الكمونية من الكرشة والطحال والكبدة واللحوم أحيانا، على حسب المقدرة المادية للشخص، وفي الأفراح عادة ما يتم ذبح "عجول أو خراف"، ويقوم الطاهي بأخذ الكرشة والطحال منها لعمل أكلة الكمونية، وهي الطبق الذي ينفذ أولا على مائدة الطعام لعشق الأشخاص لها.

ويؤكد ابن قرية الرزيقات بحرى، أنه يتم طهي الكمونية في المناسبات وخاصة عيد الأضحى لتوافر الأضاحي وكذلك المولد النبوي الشريف، حيث يقوم كل شارع أو عائلة بجمع المال لتنظيم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، من خلال حلقات التحطيب وإحضار فرقة المزمار أو أو ليالي الذكر والحضرة والموالد، وتجهيز مأدبة عشاء يكون الطبق الرئيسي فيها الكمونية والأرز.