"أنا رجل فى الستين من العمر متزوج ولدى ابن وابنة، الابن متزوج ويعمل ببنك محترم هو وزوجته ولديه طفل فى الخامسة من العمر، وابنتى تخرجت من الجامعة وتدرس مواد فقهية وشرعية بالسنة الثالثة، والحمد لله خرجت على المعاش منذ شهرين بعد أن وصلت لدرجة رئيس قطاع وحالتي المادية مستورة والحمد لله وأصلى جميع الفروض بالمسجد، وحجيت مرة وأزكى وأصوم رمضان وأقرأ القرآن كثيرا وأختمه أكثر من خمس مرات فى السنة، ولا توجد مشكلة خاصة لدىَ، فزوجتى طيبة وأبنائى طيبون لكن أشكو من خنقة على صدرى تأتينى فى بعض الأيام وتشعرنى بأننى حزين لدرجة أننى أبكى في بعض الأحيان بدون سبب وأحاول أن أعرف سببا لهذا فلا أجد ووقتها أحاول أن أعتزل أسرتي بالكامل لكى لا يشعرون بما أشعر به وحتى لا يفهم كلامي خطأ هذه الخنقة تحدث لي من عشرين عاما قد تكون زادت قليلا بعد المعاش، وإن كنت لا أعتقد فهل هناك سبب نفسى؟".
نقلنا المشكلة إلى دكتور عبد العزيز آدم استشاري علم نفس السلوك، والذى قال: "هذه الحالة تعاني من القلق والتوتر الناتج عن فرط التفكير، وتلك هي أحد المشاكل النفسية العضال، وهناك العديد من الطرق التي تساعد على التخلص من فرط التفكير والتوتر، ومن أهمها ما يأتي:
الواقعية والتسليم بالقدر
على الشخص أن يدرك وجود العديد من المتغيرات في الحياة والتي لن يستطيع تغييرها لأنها مقدرة وحتمية، وما يستطيع فعله هو التسليم بها والسيطرة على مخاوفه، وهو ما يعتبر أحد أهم الدروس التي تساعد على التوقف عن التفكير، لذا يجب معانقة المخاوف وعدم الخوف من الصعوبات واليقين بالله أن كل شيء بأمر الله بدون الخوف من القادم، حيث إن تلك السيطرة سوف تجعل الإنسان يتعلم قيمة دروس الحياة، وأن كل فشل سوف يخدمه ويساعده على التعلم من جديد.
اتباع خطة مكتوبة
من أهم الاستراتيجيات الفعالة التي تساعد على التخلص من كثرة التفكير اختيار الخطط اليومية للأسبوع، وكتابة الأمور التى يجب القيام بها، مع كتابة الخطط التي يجب اتباعها من أجل الوصول إلى الأهداف، ومتابعة الإنجاز والتقييم الشخصي اليومي.
النظام والمدامة
إن القيام ببعض التمارين الرياضية يساعد على تخليص العقل من الأفكار السلبية، ويساعد الإنسان في الحفاظ على عقل سليم وجسم صحي، حيث إن قيام الإنسان بأي نشاطات يحبها حتى ولو كانت لمدة خمس دقائق تساعده على اتخاذ القرارات بشكل أفضل.
القراءة
إن قراءة الكتب الملهمة يساعد على تطوير طريقة التفكير لتصبح إيجابية، كما أن التحدث مع مرشد أو شخص ذى كفاءة وطلب المساعدة منه يساعد فى التغلب على المبالغة في التفكير.
القيام بأمور عفوية
وهي إحدى أهم الطرق التي تساعد على تصفية الذهن، ويظن الكثيرون أنهم غير قادرين على القيام بالنشاطات العفوية بسبب العمل أو العائلة، إلا أن العفوية من الأمور البسيطة مثل تجربة طعام جديد، أو مشاهدة برنامج جديد، أو الذهاب إلى للنادي رياضي، أو مقابلة الأصدقاء، وتخصيص يوم للتجمعات العائلة وتطبيق بعض الألعاب لكسر الروتين اليومي، والعمل على التجديد
تحدى الأفكار
ويعني هذا تحدي الأفكار السلبية والابتعاد عنها، والاعتراف بأن الأفكار السلبية مبالغ فيها مع استبدال الأخطاء قبل أن تتسبب في أمور أخطر.
عمل هدنة
يجب أن يعطي الإنسان نفسه وقتاً بسيطاً من أجل التفكير، والتحليل ومن النشاطات اللطيفة التي تساعده على التخلص من المؤرقات استخدام ورقة وقلم وكتابة جميع الأمور التي تسبب القلق، ثم تمزيقها والتخلص منها وأقناع نفسه بأن كل الأمور السلبية سوف تنتهي مع تمزق الورقة.
تجنب الرغبة فى الكمالية
يطمح العديد من الناس إلى بلوغ الكمال، لكن يجب أن يدرك الشخص أن فكرة الكمال بحد ذاتها فكرة غير واقعية، وأن على الإنسان أن يقدم أفضل ما لديه، ثم يتقبل ويرضى بأدائه.
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس اب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
وشوشة