تعاني أوروبا من موجة حر وجفاف شديدة أسفرت عن عواقب مأساوية للمزارعين والنظم البيئية المهددة بالفعل من تغير المناخ والتلوث، فتسبب الجفاف في خسارة المنتجات الزراعية والمواد الغذائية الأخرى في وقت أدى فيه نقص الإمدادات وحرب روسيا ضد أوكرانيا إلى ارتفاع التضخم.
ووفقا لما ذكره موقع "phys"، فإنه فى فرنسا، التي تعاني من أسوأ جفاف على الإطلاق، اندلعت ألسنة اللهب في غابات الصنوبر، وأضاءت السماء بضوء برتقالي كثيف في منطقة جيروند، التي اجتاحتها النيران وفي الأراضي المجاورة، وقد احترق أكثر من 68 كيلومترا مربعا.
وأجبرت حرائق الغابات الفرنسية بالفعل على إجلاء نحو 10 آلاف شخص ودمرت ما لا يقل عن 16 منزلا.
بينما واجه الألمان والبولنديون نفوقًا جماعيًا للأسماك في نهر يتدفق بين بلادهم، فعلى طول نهر أودر، الذي يتدفق من التشيك شمالًا إلى بحر البلطيق، كان المتطوعون يجمعون الأسماك الميتة التي جرفتها المياه إلى الشواطئ في بولندا وألمانيا.
قال Piotr Nieznanski، مدير سياسة الحفظ في الصندوق العالمي للطبيعة في بولندا، إنه يبدو أن مادة كيميائية سامة تم إطلاقها في الماء من قبل الصناعة وأن انخفاض مستويات المياه بسبب الجفاف جعل الظروف أكثر خطورة على الأسماك.
وأضاف أن حدثا مأساويا يقع على طول نهر أودر، وهو نهر دولي، ولا توجد معلومات شفافة حول ما يجري، داعيا السلطات الحكومية إلى التحقيق في الأمر، كما تم تحذير الأشخاص الذين يعيشون على طول النهر من السباحة في الماء أو حتى لمسه.
وقالت هيئة إدارة المياه الحكومية في بولندا إن الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تسبب حتى كميات صغيرة من التلوث لتؤدي إلى كارثة بيئية لكنها لم تحدد مصدر التلوث.
كما أنه في شمال صربيا، أصبح الحوض الجاف لخزان Conopljankso مليئًا بالأسماك الميتة التي لم تكن قادرة على النجاة من الجفاف.
وكان منسوب المياه على طول نهر الراين في ألمانيا معرضًا لخطر الانخفاض لدرجة أنه قد يصبح من الصعب نقل البضائع، بما في ذلك عناصر الطاقة الحيوية مثل الفحم والبنزين.
وتعرضت حديقة وطنية في أعلى سلسلة تلال في البرتغال، وهى سيرا دا إستريلا، للدمار بسبب حريق هائل، وتم نشر حوالي 1500 من رجال الإطفاء و 476 مركبة و 12 طائرة لمحاربته، لكن كان من الصعب جدًا الوصول إلى الحريق الذي تسببه الرياح على بعد 250 كيلومترًا (150 ميلًا) شمال شرق لشبونة، مع وجود قمم يتعذر الوصول إليها يبلغ ارتفاعها 2000 متر (6560 قدمًا) ووديان عميقة، وتسبب الحريق في تفحم 10000 هكتار (25000 فدان) من الغابات.
أما في بريطانيا، سجلت درجات الحرارة رقما قياسيا قدره 40.3 درجة مئوية (104.5 درجة فهرنهايت) في يوليو، وأصدر مكتب الأرصاد تحذيرا جديدا من "الحرارة الشديدة"، مع توقع أن تصل درجات الحرارة إلى 36 درجة مئوية (96.8 فهرنهايت).
كما أنه كان أحد أكثر فصول الصيف جفافا على الإطلاق في جنوب بريطانيا، وقالت خدمة الأرصاد الجوية التابعة لمكتب الأرصاد الجوية ، إن هناك خطرًا استثنائيًا بحدوث حرائق غابات خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفى نفس السياق، أدى الجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة في سويسرا إلى تعريض تجمعات الأسماك للخطر، وبدأت السلطات في نقل الأسماك من بعض الجداول التي كانت جافة.