نشر محمد عبد الكريم رئيس مركز تحديث الصناعة، مقالًا على صفحته في "linked in" بعنوان "الإدارة في الثورة الصناعية الرابعة"، تناول فيه نمو الثورة الصناعية الرابعة، قدم نصائح لقادة الأعمال حولها، كما نشر دور المركز في تطبيقها في الصناعة المصرية.
وقال عبد الكريم: "نعيش في عالم مختلف، عالم يتداخل ويتقاطع فيه العالم الواقعي Physical مع العالم الرقمي Digital مع العالم الافتراضي Virtual، هذه التداخلات والتقاطعات ينتج عنها الكثير من الفرص والتحديات، الأمر الذي يحتاج إلى وجود طفرة كبيرة في طريقة التفكير والإدارة للتعامل مع هذه التحديات والفرص عن طريق ابتكار نماذج أعمال Business Models تتكامل فيها هذه العوالم الثلاث للتمكن من فتح أسواق جديدة لا تعتمد فقط على منتجات وخدمات نمطية ولكن ابتكار منتجات وخدمات وعمليات رقمية/افتراضية والتي تنمو بشكل متسارع".
أضاف: "مع ظهور اقتصاد من نوع جديد (الاقتصاد الرقمي) ينمو بسرعة مذهلة، إذ أصبح يقترب من ربع قيمة الاقتصاد العالمي وذلك في غضون سنوات قليلة، الأمر الذي يتطلب من المديرين وقادة الأعمال الوعي الشديد والاهتمام بمعرفة تحديات وفرص وأدوات هذه الثورة الرقمية/ الصناعية والإلمام بعدد من التخصصات (الإدارة والهندسة وتكنولوجيا المعلومات)، ومن الأمثلة لهذه التكنولوجيات: الذكاء الاصطناعي، الحوسبة السحابية ، تحليل البيانات ، التكنولوجيا الحيوية ، انترنت الأشياء، الطباعة ثلاثية الأبعاد، وعلوم الروبوتات، والتواصل بين الآلات.
وتابع "تتميز هذه التكنولوجيات بأنها تتواصل / تتكامل مع بعضها البعض لتحقيق تطبيقات مبتكرة ذات ميزات تنافسية جديدة و قيمة مضافة عالية. لتوضيح الفكرة نعطي مثال أوبر الذي ابتكر نموذج عمل اعتمد علي تكامل عدة تكنولوجيات مثل الGPS و التليفون الذكي وتحليل البيانات مع السائق والسيارة لعمل نموذج مبتكر في طريقة نقل الركاب واعطاء ميزة تنافسية وقيمة مضافة علي باقي الحلول التي كانت متاحة".
ويجب الإشارة هنا إلى أن تطبيق هذه التكنولوجيات يواجه عدد من التحديات منها، قلة الوعي بما وبما سيتحقق من فوائد من استخدامها بداية من خفض التكلفة، تحسين الجودة وحتي ابتكار منتجات وخدمات جديدة والتأخر فى تطبيق الثورة الصناعية الثالثة (التي بدأت في منتصف الثمانينيات ) (مثل أتمتة خطوط الإنتاج والمراقبة الرقمية للعمليات وتجميع ومراقبة البيانات رقميا ) وتخوف قادة الشركات من القدرة عل توفير الاستثمارات والقدرات البشرية اللازمة لتسريع تطبيق تكنولوجيات الثورة الصناعية الثالثة والدخول في تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة.
وأكد أن التحول الرقمي وتطبيق تكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة أصبح ضرورة وليس اختيارًا ومن لن يتأقلم بسرعة سوف يفقد مكانته وقدرته على المنافسة والاستمرار سواء للافراد أو المنظمات او الدول، وخير دليل علي ذلك أن الشركات والدول التي حققت طفرة اقتصادية ومعدلات نمو عاليه خلال العشر سنوات الماضية هي التي أخذت طريق التحول الرقمي والابتكار وتطبيق هذه التكنولوجيات.
واختتم "الأمثلة علي ذلك كثيرة (امازون، تسلا، أبل، علي بابا ، ال جي ، هواوي ، اوبر ، سويفل، وخلاف ذلك كثير)، لذلك يقوم مركز تحديث الصناعة ممثلا لوزارة التجارة والصناعة بالعمل على تسريع تطبيق الثورة الصناعية الثالثة ورفع الوعي بتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة وتحديد التكنولوجيات المناسبة للقطاعات الصناعية المختلفة وأنسب التكنولوجيات التي تضيف قيمة إلى كل قطاع صناعي وذلك بهدف زيادة تنافسية الصناعة المصرية وختاماً يجب التأكيد على أن تنمية المهارات للموارد البشرية تعتبر العامل الرئيسي لتحقيق القيمة المضافة و النمو الاقتصادي المستدام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة